عواصم - (وكالات): توعد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في الجيش «برد قاس»، مؤكداً أن دم الطيار الاردني معاذ الكساسبة «لن يضيع هدراً»، فيما أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني ان الاردن مصمم على الاستمرار في الحرب ضد التنظيم الارهابي «أكثر من أي وقت مضى»، بينما أعلنت الأردن تنفيذ حكم الاعدام في المدانين بالإرهاب العراقيين ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، في الوقت الذي تتالت فيه الإدانات العربية والدولية للجريمة الشنيعة التي اقترفها «داعش» بإقدامه على حرق الطيار الأردني حياً. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله قوله ان «دم الشهيد البطل الطيار معاذ الكساسبة، رحمه الله، لن يذهب هدراً، وأن رد الأردن وجيشه العربي على ما تعرض له ابنه الغالي من عمل إجرامي وجبان سيكون قاسياً، لأن هذا التنظيم الإرهابي لا يحاربنا فقط، بل يحارب الإسلام الحنيف وقيمه السمحة». وقال المومني، وهو أيضاً المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية إن «الأردن مصمم اليوم أكثر من أي وقت مضى على محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة».وأضاف «سوف يستمر الأردن بجهوده المكثفة بمحاربة التنظيم الإرهابي «داعش»».وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الأردنية أنها أعدمت شنقاً فجر أمس الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي طالب «داعش» بإطلاق سراحها، والعراقي زياد الكربولي المنتمي للقاعدة، وذلك غداة إعلان التنظيم إعدام الكساسبة حرقاً.والريشاوي هي انتحارية عراقية شاركت في تفجير 3 فنادق في عمان عام 2005، وكان تنظيم الدولة الإسلامية طالب باطلاق سراحها مقابل إفراجه عن الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي عاد وأعدمه.إلا أن الأردن الذي حكم على الريشاوي بالإعدام في 21 سبتمبر 2006 من دون أن ينفذ هذا الحكم، كان يصر على أن إطلاق سراح الريشاوي يكون مقابل إطلاق سراح الكساسبة الذي أعدمه التنظيم حرقاً كما ظهر في شريط بث أمس الأول.أما الكربولي المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة فقد اعتقلته القوات الأردنية في مايو 2006 وقضت محكمة أمن الدولة في مارس 2007 بإعدامه.واعترف الكربولي في شريط بثه التلفزيون الأردني في مايو 2006 أنه قتل سائقاً أردنياً في العراق واستهدف مصالح أردنية.وتوعد الجيش الأردني بالانتقام من قتلة الطيار معاذ الكساسبة وأكد أن «دمه لن يذهب هدراً»، فيما أعلنت الحكومة الأردنية أن رد الأردنيين على تنظيم الدولة الإسلامية سيكون «حازماً ومزلزلاً وقوياً».وقرر عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها أمس الأول، مؤكداً أن الكساسبة «قضى دفاعاً عن عقيدته ووطنه وأمته» ودعا الأردنيين إلى «الوقوف صفاً واحداً».واحتشد نحو 3 آلاف شخص في مطار الملكة علياء الدولي، جنوب عمان لاستقبال الملك عبد الله الذي اجتمع فور وصوله مع كبار المسؤولين وقادة الأجهزة الأمنية في القيادة العامة للقوات المسلحة.وأكدت الحكومة في بيان أن «هذه الجريمة النكراء تؤكد بشكل واضح دقة موقف الأردن بدخوله هذه الحرب ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية باعتبارها حربنا وحرب العرب والمسلمين بالمقام الأول قبل أن تكون حرب الغرب أو أي جهة أخرى».وتظاهر مئات الأردنيين في دوار الداخلية وسط عمان للتنديد بعملية الإعدام الوحشية وهم يرددون بـ «الروح بالدم نفديك يا أردن».كما تظاهر المئات أمام ديوان أبناء محافظة الكرك جنوب عمان التي يتحدر منها الطيار وهم يرددون «لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله».وطالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية بـ «انتقام شديد جداً من التنظيم وفاءً لدم معاذ».ونشرت صحيفة «الرأي» الحكومية افتتاحية أمس تحت عنوان «الحساب مفتوح معكم.ز أيها القتلة» قالت فيها إنه «ليس بعد اليوم هدنة أو تسامح أو تساهل، اخترتم أيها القتلة أن تكونوا في الدرك الأسفل إنسانياً وأخلاقياً ودينياً». وأضافت الصحيفة «عليكم الآن أن تدفعوا الثمن وسيكون ثمناً باهظاً ولن تنفعكم كل تبريراتكم وهلوساتكم وأوهامكم».وتتالت الإدانات العربية للجريمة الشنيعة التي اقترفها «داعش» بإقدامه على حرق الطيار الأردني حياً. وسارع الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إدانة هذا الفعل، معتبرين إياه عملاً «همجياً» و»فعلة دنيئة» ودليلاً على «وحشية» التنظيم الجهادي. كما استنكره خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي قال إنه «جريمة بشعة» مخالفة للإسلام والأعراف الإنسانية، وأدان شيخ الأزهر أحمد الطيب إعدام الكساسبة ووصفه بأنه «عمل إرهابي خسيس».كما أدانت السعودية تلك الجريمة معتبرة إعدام الطيار الأردني عمل بربري جبان. كذلك أدانت البحرين وبشدة قتل الكساسبة، وعبرت عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة البشعة. كما ادانت الامارات إعدام الطيار الأردني. وأعرب رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري عن إدانته واستنكاره لـفعلة «داعش» الشنيعة.كذلك دانت الكويت تلك الجريمة. وأعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للجريمة الدنيئة البشعة التي اقترفها «داعش» الإرهابي ضد الطيار الأردني.إلى ذلك، أدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشدة قتل الطيار الأردني، مؤكداً مساندة مصر ووقوفها إلى جانب الأردن في هذا الظرف الدقيق، وفي مواجهة تنظيم همجي جبان يخالف كافة الشرائع السماوية.كذلك، أدان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الجريمة البشعة بحرق الطيار، واصفا إياها بالشنيعة.كما أدان رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الجريمة البشعة التي أقدم عليها «داعش» الإرهابي ضد الطيار الأردني معاذ الكساسبة.بدوره أدان المغرب تلك الجريمة التي وصفها بالعمل الإجرامي الشنيع. كما أدان لبنان قتل الكساسبة.من جانبه أدان الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف بشدة العمل الإرهابي الخسيس الذي أقدم عليه «تنظيم داعش الإرهابي الشيطاني من حرق وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكداً أن الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة».