أيقظنا تواصل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا، والتي زادت عن 2 مليون إصابة وأكثر من 120 ألف وفاة حول العالم حتى كتابة هذا المقال، أيقظنا على حقائق لم تكن لتخطر في بالنا، أو نتجرأ على نتخيلها حتى في أسوأ أحلامنا.
أيقظنا الفيروس على حقيقة هشاشة دول «عظمى» كنا نعتقد أننا لن نبلغ «عظمتها» وتقدمها ولو بشق الأنفس، فإذا بأنظمتها الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية تنهار خلال أسابيع، وتتحول إلى بؤر للمرض والموت دون أدنى قدرة على المقاومة.
جائحة فيروس كورونا العالمية أظهرت هشاشة النظام الصحي الأمريكي، أقوى اقتصاد في العالم، والذي استنجد حتى بدول العالم الثالث لتزويده بأجهزة التنفس والكمامات والاحتياجات الطبية الأخرى. ولم نكن نتصور أن دول الشمال الأوروبي، مهد الرفاه والديمقراطية، تعجز عن تأمين مواطنيها بأبسط احتياجاتهم الأساسية عدا عن الطبية والصحية.
أحلامنا كانت عاجزة حتى عن تخيل مواطني الدول الأوروبية القوية، يتعاركون من أجل الحصول على احتياجاتهم الغذائية الأساسية بعد أن نفدت من أرفف مراكز التسوق، بل وصل الأمر بينهم إلى صراع على ورق الحمام، أجلكم الله. دول أبهرتنا لعقود طويلة بصورتها الحضارية وفلسفاتها الإنسانية والحقوقية وبنجومها ورياضييها وأفلامها وثقافتها، تقف اليوم عاجزة عن تأمين المتطلبات الأساسية لمواطنيها، وحمايتهم من فيروس لا يرى بالعين المجردة، بل إن بعض ساستها اختصر الطريق وطالب مواطنيه بالاستعداد للأسوأ وتوديع الأهل والأحبة، ورفعت راية الاستسلام مبكراً بعد أن فشلت في إدارة الأزمة.
بالمقابل، ومع كل التحديات الملازمة لانتشار فيروس كورونا حول العالم وما خلفه من آثار، اتخذت البحرين مبكراً وبصرامة إجراءات حاسمة هدفها الأول الحفاظ على صحة المواطن والمقيم، فوضعت خطة عمل استباقية وسخرت كل الإمكانيات والجهود في فريق وطني واحد، من جميع الاختصاصات الصحية والاقتصادية والتعليمية والتشريعية، والذي أدار الأزمة بمستوى حرفي حتى أصبحت البحرين نموذجاً عالمياً في حُسن الإدارة، وحازت إشادات متعددة من جميع دول العالم ومنظماته الأممية.
خيار البحرين كان منذ البداية، الإنسان أولاً وأخيراً، وهي الرسالة السامية التي أكد عليها جلالة الملك في حديثه الأبوي لأبنائه الطلبة وجميع أهل البحرين، منوهاً جلالته بضرورة «الالتزام بالنهج الوطني القويم في حماية وتقديم المصلحة العليا للوطن، وهو أمر ظاهر للعيان في سلوك أهل البحرين الكرام، ببذلهم المخلص، وانضباطهم الذاتي ووعيهم المسؤول، وصولاً إلى بر الأمان والشفاء التام وبعودة الحياة لسابق عهدها».
ورغم الأزمة وتداعياتها على جميع القطاعات وما فرضته من إجراءات استثنائية، نجحت البحرين في مواصلة العمل بتكاتف الجميع، حكومة ومواطنين ومقيمين، وواصلت مسيرة البناء التي أرادها جلالة الملك، من خلال استغلال كل الإمكانيات التكنولوجية المتاحة ووسائل الاتصال الحديثة، خصوصاً في إدارة الملف التعليمي وإدارة الاجتماعات الهامة عن بُعد، وهو ما نجحت في تحقيقه السلطة التشريعية ممثلة في مجلسي النواب والشورى، إذ سجل لها قدرتها على مواصلة عملها، ولأول مرة في تاريخ البحرين، من خلال الاتصال المرئي، ما يؤشر إلى قدرة البحرين على تكريس كل الإمكانيات والظروف لتبقى صامدة قادرة على إدارة شؤونها.
وهنا لابد من كلمة تحية تقدير لكافة الكوادر الوطنية التي عملت على تفعيل هذه الأدوات وتطويعها خدمة للوطن ليواصل عملية البناء والتنمية، وليذكر الجميع أن مملكة البحرين لم تكن في يوم من الأيام فاقدة للمناعة ولم تدخل مؤسساتها العزل عن العمل، وأن أبناء هذا الوطن، كانوا ولا زالوا وسيبقون، جنودها الأوفياء وبناة نهضتها وعنوان كرامتها وعزتها.
* إضاءة..
مثلت مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالتبرع بمبلغ مليون دينار بحريني لصالح حملة «فينا خير»، نموذجاً وقدوة لكل أبناء البحرين، كيف لا، وقد كان سموه دائماً في طليعة الصفوف دفاعاً عن البحرين ورفع رايتها في كافة المحافل، ومحركاً أساسياً لمبادرات وطنية شكلت نقطة تحول حقيقية في مسيرتها المظفرة..
وما الأرقام التي تتوالى دعماً للمبادرة، والتي وصلت خلال 24 ساعة لما يزيد عن 31 مليون دينار، إلا دليل آخر على أن الخير والإنسانية هي السمة الأصيلة في هذا الشعب المعطاء..
فتحية لكل الجهود.. وتحية لمن وقف بجانب الوطن والأهل تلبية لنداء الإنسانية..
أيقظنا الفيروس على حقيقة هشاشة دول «عظمى» كنا نعتقد أننا لن نبلغ «عظمتها» وتقدمها ولو بشق الأنفس، فإذا بأنظمتها الصحية والاجتماعية وحتى الاقتصادية تنهار خلال أسابيع، وتتحول إلى بؤر للمرض والموت دون أدنى قدرة على المقاومة.
جائحة فيروس كورونا العالمية أظهرت هشاشة النظام الصحي الأمريكي، أقوى اقتصاد في العالم، والذي استنجد حتى بدول العالم الثالث لتزويده بأجهزة التنفس والكمامات والاحتياجات الطبية الأخرى. ولم نكن نتصور أن دول الشمال الأوروبي، مهد الرفاه والديمقراطية، تعجز عن تأمين مواطنيها بأبسط احتياجاتهم الأساسية عدا عن الطبية والصحية.
أحلامنا كانت عاجزة حتى عن تخيل مواطني الدول الأوروبية القوية، يتعاركون من أجل الحصول على احتياجاتهم الغذائية الأساسية بعد أن نفدت من أرفف مراكز التسوق، بل وصل الأمر بينهم إلى صراع على ورق الحمام، أجلكم الله. دول أبهرتنا لعقود طويلة بصورتها الحضارية وفلسفاتها الإنسانية والحقوقية وبنجومها ورياضييها وأفلامها وثقافتها، تقف اليوم عاجزة عن تأمين المتطلبات الأساسية لمواطنيها، وحمايتهم من فيروس لا يرى بالعين المجردة، بل إن بعض ساستها اختصر الطريق وطالب مواطنيه بالاستعداد للأسوأ وتوديع الأهل والأحبة، ورفعت راية الاستسلام مبكراً بعد أن فشلت في إدارة الأزمة.
بالمقابل، ومع كل التحديات الملازمة لانتشار فيروس كورونا حول العالم وما خلفه من آثار، اتخذت البحرين مبكراً وبصرامة إجراءات حاسمة هدفها الأول الحفاظ على صحة المواطن والمقيم، فوضعت خطة عمل استباقية وسخرت كل الإمكانيات والجهود في فريق وطني واحد، من جميع الاختصاصات الصحية والاقتصادية والتعليمية والتشريعية، والذي أدار الأزمة بمستوى حرفي حتى أصبحت البحرين نموذجاً عالمياً في حُسن الإدارة، وحازت إشادات متعددة من جميع دول العالم ومنظماته الأممية.
خيار البحرين كان منذ البداية، الإنسان أولاً وأخيراً، وهي الرسالة السامية التي أكد عليها جلالة الملك في حديثه الأبوي لأبنائه الطلبة وجميع أهل البحرين، منوهاً جلالته بضرورة «الالتزام بالنهج الوطني القويم في حماية وتقديم المصلحة العليا للوطن، وهو أمر ظاهر للعيان في سلوك أهل البحرين الكرام، ببذلهم المخلص، وانضباطهم الذاتي ووعيهم المسؤول، وصولاً إلى بر الأمان والشفاء التام وبعودة الحياة لسابق عهدها».
ورغم الأزمة وتداعياتها على جميع القطاعات وما فرضته من إجراءات استثنائية، نجحت البحرين في مواصلة العمل بتكاتف الجميع، حكومة ومواطنين ومقيمين، وواصلت مسيرة البناء التي أرادها جلالة الملك، من خلال استغلال كل الإمكانيات التكنولوجية المتاحة ووسائل الاتصال الحديثة، خصوصاً في إدارة الملف التعليمي وإدارة الاجتماعات الهامة عن بُعد، وهو ما نجحت في تحقيقه السلطة التشريعية ممثلة في مجلسي النواب والشورى، إذ سجل لها قدرتها على مواصلة عملها، ولأول مرة في تاريخ البحرين، من خلال الاتصال المرئي، ما يؤشر إلى قدرة البحرين على تكريس كل الإمكانيات والظروف لتبقى صامدة قادرة على إدارة شؤونها.
وهنا لابد من كلمة تحية تقدير لكافة الكوادر الوطنية التي عملت على تفعيل هذه الأدوات وتطويعها خدمة للوطن ليواصل عملية البناء والتنمية، وليذكر الجميع أن مملكة البحرين لم تكن في يوم من الأيام فاقدة للمناعة ولم تدخل مؤسساتها العزل عن العمل، وأن أبناء هذا الوطن، كانوا ولا زالوا وسيبقون، جنودها الأوفياء وبناة نهضتها وعنوان كرامتها وعزتها.
* إضاءة..
مثلت مبادرة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بالتبرع بمبلغ مليون دينار بحريني لصالح حملة «فينا خير»، نموذجاً وقدوة لكل أبناء البحرين، كيف لا، وقد كان سموه دائماً في طليعة الصفوف دفاعاً عن البحرين ورفع رايتها في كافة المحافل، ومحركاً أساسياً لمبادرات وطنية شكلت نقطة تحول حقيقية في مسيرتها المظفرة..
وما الأرقام التي تتوالى دعماً للمبادرة، والتي وصلت خلال 24 ساعة لما يزيد عن 31 مليون دينار، إلا دليل آخر على أن الخير والإنسانية هي السمة الأصيلة في هذا الشعب المعطاء..
فتحية لكل الجهود.. وتحية لمن وقف بجانب الوطن والأهل تلبية لنداء الإنسانية..