قبائل مأرب تطالب مجلس التعاون بعدم التخلي عن اليمنالحوثيون يشكلون مجلساً وطنياً من 551 عضواً بدلاً من البرلمانالمجلس الرئاسي يشكل حكومة تقود المرحلة الانتقالية لسنتين«شباب الثورة» يرفض «الإعلان الحوثي» ويدعو لمقاومتهرئيس الكتلة البرلمانية الجنوبية: إعلان الحوثيين انقلاب مكتمل الأركانالحوثيون اقتادوا وزير الدفاع بالقوة لحضور إصدار الإعلان الدستوري المبعوث الأممي يغادر اليمن بعد فشل الاتفاق مع الأحزابعواصم - (وكالات): أعلنت ميليشيات المتمردين الحوثيين الشيعة أمس حل البرلمان اليمني وإقامة مجلس رئاسي من 5 أعضاء، ما يعزز سيطرتهم على السلطة باليمن بعد استقالة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة خالد بحاح. وفي «إعلان دستوري» صدر من القصر الرئاسي الذي سيطر عليه الحوثيون بالقوة في 20 يناير الماضي، قررت الميليشيا الشيعية باسم «اللجنة الثورية» أيضا تشكيل مجلس وطني من 551 عضواً سيحل مكان البرلمان.وسيقوم المجلس الرئاسي لاحقاً بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لفترة انتقالية حددتها الجماعة في الإعلان الرئاسي بسنتين.وجاء في الإعلان «يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من 5 أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق عليهم اللجنة الثورية، في حين يكلف مجلس الرئاسة من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية وأن تتفرع عن اللجنة الثورية لجان ثورية في المحافظات والمديريات في أنحاء الجمهورية».ويلزم الإعلان الدستوري «سلطات الدولة الانتقالية خلال مدة أقصاها عامان بالعمل على إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية من مرجعيتي الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة، ومنها مراجعة مسودة الدستور الجديد وسن القوانين التي تتطلبها المرحلة التأسيسية والاستفتاء على الدستور تمهيداً لانتقال البلاد إلى الوضع الدائم وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية وفقاً لأحكامه».وتمت تلاوة هذا الإعلان الرئاسي خلال حفل أقيم في القصر الرئاسي بمشاركة شخصيات قبلية وعسكرية ووزيري الدفاع والداخلية في الحكومة التي استقالت قبل أسبوعين.وجاء الإعلان عن هذه القرارات غداة تعليق المفاوضات بين مختلف الفصائل السياسية للخروج من الأزمة الحالية بإشراف موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بعد فشل التوصل إلى اتفاق. وكان من المفترض أن تتواصل هذه المفاوضات اليوم، حسب ما أعلن المشاركون.ودخل الحوثيون العاصمة صنعاء في 20 سبتمبر الماضي قادمين من شمال البلاد وسيطروا على الكثير من المباني الحكومية بالقوة ما دفع الرئيس والحكومة إلى الاستقالة.ووسع الحوثيون سيطرتهم باتجاه وسط البلاد واصطدموا بقبائل سنية ومقاتلي القاعدة.ويمر اليمن باضطراب سياسي شديد منذ استقالة هادي وحكومة بحاح بعد استيلاء الحوثيين على قصر الرئاسة وتحديد إقامة رئيس الدولة في إطار سعيهم لتشديد قبضتهم السياسية.وخلال الأيام القليلة الماضية أجرى الحوثيون -الذين أصبحوا قوة مهيمنة بعد اجتياح صنعاء في سبتمبر الماضي - محادثات مع الفصائل السياسية الرئيسية في محاولة للوصول إلى اتفاق للخروج من الأزمة.وأمهلت الجماعة الشيعية المدعومة من إيران الفصائل السياسية حتى الأربعاء الماضي للوصول إلى اتفاق وإلا فرضت الحل الذي تراه.في المقابل، أعلنت قبائل مأرب رفضها إعلان الحوثيين وأكدت تمسكها بمخرجات مؤتمر الحوار، كما حذرت من أن الإعلان الدستوري قد يقود لحرب أهلية، وطالبت مجلس التعاون الخليجي بعدم التخلي عن اليمن.ورفضت المعارضة اليمنية في الخارج الإعلان الدستوري للحوثيين، بحسب ما أوردت وكالة «مأرب برس». كما رفض مجلس شباب الثورة الإعلان الدستوري الحوثي ودعا لمقاومته.وقال رئيس الكتلة البرلمانية الجنوبية إن إعلان الحوثيين يعد انقلاباً مكتمل الأركان.ودعا ناشطون يمنيون لتظاهرات في مختلف مدن اليمن رفضاً للإعلان الدستوري للحوثيين. كما اتهم ناشطون يمنيون الأحزاب السياسية والمبعوث الأممي جمال بن عمر بالتواطؤ مع الانقلاب الحوثي.وأكدت مصادر لقناة «العربية» أن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي رفض إعلان الحوثيين، مؤكدة أن الحوثيين اقتادوا وزير الدفاع بالقوة لحضور إصدار الإعلان الدستوري. وقالت المصادر إن الحوثيين يحاولون إقناع وزير الدفاع بالانضمام للمجلس الرئاسي.كما خرجت مظاهرات في محافظة تعز رفضاً للإعلان الدستوري.واعتبر المحلل السياسي اليمني ماجد المذحجي ما حصل بأنه يمثل انقلاباً على الدولة اليمينة. وقال إن الإعلان الذي صدر يعد بمثابة دفن حي للمسار السياسي وصولاً إلى صيغة تمثل فيها جماعة الحوثي منفردة. وأضاف أن الإعلان منح شرعنة لأدوات العنف المسلحة.واعتبرت مصادر سياسية يمنية أن إقدام الحوثيين على تلك الخطوة يعتبر انتحاراً سياسياً، كونه عملاً منفرداً يقصي كل الأطراف ولن يحظى بقبول إقليمي ودولي، وتأتي تلك الخطوة من الحوثيين عقب فشل القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر.يأتي ذلك فيما ذكرت وكالة «سبأ» أن جمال بن عمر غادر صنعاء بعد زيارة دامت أسبوعين أجرى خلالها لقاءات مع قيادات المكونات والأحزاب السياسية لبحث سبل تجاوز التحديات الراهنة التي تواجه اليمن واستكمال بقية خطوات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكة الوطنية.من ناحية أخرى، طلبت تركيا من مواطنيها مغادرة اليمن نظراً لتفاقم الوضع الأمني.