وصلني قبل أيام: «سُئل المُفكر الشركسي جودت سعيد: كيف تُبنى الحضارات؟ فأجاب: تُبنى الحضارات بأداء الواجبات الصغيرة !»، أكاد أجزم بالحكم على نهاية المشاريع الضخمة، من خلال النظر في جديّة الخطوات الأولى، فنحن لا نستدل على إنشاء البروج المشيّدة، إلا بالنظر إلى قواعدها الضاربة. «أدومه وإن قلّ». من الدروس التي تعلمتها في التنمية الذاتية ما يتسق مع هذا الرأي وبقوة، وقد علمني أحدهم قبل فترة بسيطة قيمة 15 دقيقة في اليوم لأداء مهمة ما أو اكتساب مهارة أو تعلم أمر جديد، وكيف أن من خلال الجهد التراكمي المتواضع تكون جمعت خلال العام الواحد عدداً من الساعات تعادل فصلاً دراسياً أو دورة تدريبية.
15 دقيقة يومياً خلال عام واحد، ستكون جيدة لتطوير مهاراتك في لغة معينة أو اكتساب أساسيات لغة جديدة، 15 دقيقة يومياً قد تدربك على برامج إلكترونية لم تكن تجيد التعامل معها، 15 دقيقة يومياً تقضيها في ممارسة الرياضة ستكون مناسبة لبناء نشاطك الجسدي، 15 دقيقة يومياً من التأمل قد تجعل يومك برمته مختلفاً وأكثر هدوءاً وتنظيماً، 15 دقيقة يومياً لقراءة القرآن تجعلك أكثر اتصالاً بربك وكتابه الكريم دون التعذر بضيق الوقت لهجرانه.
في فترة مضت أردت أن أعكف على مشروع خاص وكان يتطلب الكثير من الجهد والوقت، بينما أنا محاطة بالتزامات لا عد لها، فوجدت أنني ربما لن أتمكن من إنجاز المشروع كما أريد لضيق وقتي، ولكن نصيحة كهذه قد تجعلك تعيد بناء كثير من خططك المؤجلة التي تعتقد أنها تتطلب جهداً ضخماً وتفرغاً، قد لا تؤديها في وقت قصير جداً، ولكنك ستكون قادراً على أدائها على نحو منظم، وستبهرك النتائج بعد مرور فترة معقولة، بينما أن الجهد المبذول يومياً وكذلك الوقت لا يذكران.
لو أردنا تطبيق أفكار كهذه ليس على مستوى الإنجاز الفردي وحسب، وإنما على مستوى الإنجاز المؤسسي، سواء المؤسسات الاجتماعية كالعائلة والمنظمات الأهلية المختلفة، أو على مستوى مؤسسات الأعمال المختلفة. لعل المشكلة الرئيسة التي نواجهها أن البدايات تكون دائماً قوية ومنطلقة ومن ثم تتراجع الإرادة وتتلاشى، لذلك نجد أحياناً التصريح عن انطلاق برنامج معين أو مشروع، وبعد فترة تتابع النتائج وتبحث عمّا وصل إليه فلا تجد ما كان متوقعاً، بل أنه في بعض الأحيان تجد أن المشروع رُكن على جنب وبدأ العمل على مشروع آخر يحتفى بوهج بدايته هو الآخر إلى حين، ولو طبقنا نظام المهام الصغيرة لكل مشروع على حدة من قبل كافة العاملين عليه لأصبح الإنجاز أكبر وأعظم.
* اختلاج النبض:
قد تبدو المهمات والواجبات الصغيرة في بادئها ليست ذات قيمة، ولكن لنتذكر إنما النار من مستصغر الشرر، ولا يفتت الأحجار الكبيرة إلاّ قطرات الماء المتأنية الدؤوبة.
15 دقيقة يومياً خلال عام واحد، ستكون جيدة لتطوير مهاراتك في لغة معينة أو اكتساب أساسيات لغة جديدة، 15 دقيقة يومياً قد تدربك على برامج إلكترونية لم تكن تجيد التعامل معها، 15 دقيقة يومياً تقضيها في ممارسة الرياضة ستكون مناسبة لبناء نشاطك الجسدي، 15 دقيقة يومياً من التأمل قد تجعل يومك برمته مختلفاً وأكثر هدوءاً وتنظيماً، 15 دقيقة يومياً لقراءة القرآن تجعلك أكثر اتصالاً بربك وكتابه الكريم دون التعذر بضيق الوقت لهجرانه.
في فترة مضت أردت أن أعكف على مشروع خاص وكان يتطلب الكثير من الجهد والوقت، بينما أنا محاطة بالتزامات لا عد لها، فوجدت أنني ربما لن أتمكن من إنجاز المشروع كما أريد لضيق وقتي، ولكن نصيحة كهذه قد تجعلك تعيد بناء كثير من خططك المؤجلة التي تعتقد أنها تتطلب جهداً ضخماً وتفرغاً، قد لا تؤديها في وقت قصير جداً، ولكنك ستكون قادراً على أدائها على نحو منظم، وستبهرك النتائج بعد مرور فترة معقولة، بينما أن الجهد المبذول يومياً وكذلك الوقت لا يذكران.
لو أردنا تطبيق أفكار كهذه ليس على مستوى الإنجاز الفردي وحسب، وإنما على مستوى الإنجاز المؤسسي، سواء المؤسسات الاجتماعية كالعائلة والمنظمات الأهلية المختلفة، أو على مستوى مؤسسات الأعمال المختلفة. لعل المشكلة الرئيسة التي نواجهها أن البدايات تكون دائماً قوية ومنطلقة ومن ثم تتراجع الإرادة وتتلاشى، لذلك نجد أحياناً التصريح عن انطلاق برنامج معين أو مشروع، وبعد فترة تتابع النتائج وتبحث عمّا وصل إليه فلا تجد ما كان متوقعاً، بل أنه في بعض الأحيان تجد أن المشروع رُكن على جنب وبدأ العمل على مشروع آخر يحتفى بوهج بدايته هو الآخر إلى حين، ولو طبقنا نظام المهام الصغيرة لكل مشروع على حدة من قبل كافة العاملين عليه لأصبح الإنجاز أكبر وأعظم.
* اختلاج النبض:
قد تبدو المهمات والواجبات الصغيرة في بادئها ليست ذات قيمة، ولكن لنتذكر إنما النار من مستصغر الشرر، ولا يفتت الأحجار الكبيرة إلاّ قطرات الماء المتأنية الدؤوبة.