تسيطر خطوط الانكسار الجديدة في شرق القارة الأوروبية، وتطور قدرة تجمعات متطرفة مثل "داعش" و"بوكو حرام" إلى درجة محاولتها محو حدود بعض الدول، وانتشار الفوضى في اليمن وليبيا على أشغال الدورة الـ51 لمؤتمر الأمن في ميونيخ، بعد سنة كانت كارثية على الصعيد الأمني.وقال رئيس المؤتمر، ولفغانغ ايشنغير، إنه "قبل عام بالضبط كانت مجموعة داعش في مسار احتلالها مدينتين عراقيتين من دون أن تتصدر عناوين الصحف الأوروبية. وقبل عام كان المتظاهرون في مدينة كييف من دون أن يتوقع أحد حدوث أكبر انهيار أمني تشهده أوروبا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي".ويستبعد الحلف الأطلسي المواجهة العسكرية مع روسيا، لكنه يضاعف عدته كأن الحرب قادمة. ومن ناحية أخرى قرر رفع الدعم والتعاون مع كل من العراق والأردن من أجل مواجهة "داعش".وقال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ "لقد قررنا رفع مستوى الدعم للأردن، وقد طلب العراق المساعدة من أجل تحسين قدراته الدفاعية، وبذلك ندعم الاستقرار الإقليمي ولسنا في حاجة لنشر قواتنا".ويبحث مؤتمر الأمن مخاطر استخدام القرصنة عبر شبكة الإنترنت للهجوم على البنى التحتية. ويستخدم "داعش" مواقع التواصل الاجتماعي للتعبئة، وجمع الموارد المالية، وتنظيم الاعتداءات مثلما فعلت في فرنسا.بدوره، قال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لودريان "في صباح اليوم الذي شهد اعتداء في وسط مدينة نيس، رصدنا تحميل داعش بياناً توصي أنصارها بشن اعتداءات منتظمة ضد الجنود الفرنسيين بالسلاح الأبيض. وقد فعل الإرهابي فعلته في ظهر اليوم نفسه، والكل يعلم أن داعش في العراق وسوريا، لذلك هناك امتدادات إرهابية"، ما يؤكد قول الوزير الفرنسي بأن الاعتداءات الأخيرة في باريس وغيرها من المدن الأوروبية تدل على زوال الحدود بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي.