أيمن شكل

يكافح موظفو الصف الأول بالبنوك من أجل حماية أنفسهم ضد انتقال عدوى فيروس كورونا (كوفيد19) لهم من خلال العملاء الذين عادة ما يلامسون الأوراق والأقلام والنقود، ثم يعطونها لهم لوضعها في صناديق بجوارهم، فيفكر كل منهم بصورة مختلفة في طريقة حماية نفسه، لكن يبقى الشك هو المسيطر على أفكارهم كل يوم ويؤكدون أن القفازات لن تحميهم، ويقولون إن ساعات العمل في رمضان أقل إلا أنها تمثل ضغطا للمهام الموكلة إليهم.

وحول التدابير الاحترازية في التعامل مع أزمة كورونا (كوفيد19)، أوضح الصراف محمد يوسف، أن حزمة قرارات صدرت عقب بدء الأزمة بضرورة الالتزام بالتعليمات الخاصة بالتدابير الاحترازية، من ارتداء الكمامات والقفازات عند التعامل مع الأوراق أو النقدية، لكن عادة ما يثار سؤال في ذهني عند استلام أي معاملة: كم شخصاً لمس تلك الأوراق أو النقود قبل أن تصل إلي؟

ويؤكد يوسف أن زحمة العمل والتركيز يجعله ينسى هذه الهواجس ويواصل عملها ويتوكل على الله، ويضيف: رغم ارتداء القفازات إلا أنها لا تمثل الحماية الكاملة، فمع زحمة العمل ننسى ونحك أنوفنا وعيوننا، لأنها أمور روتينية اعتاد عليها الإنسان طوال حياته.

وحول المواقف الطريف التي حدثت معه، سرد محمد يوسف قصة أحد الزبائن الذي لم يكن على حذر في التعامل معه، حيث كان لا يرتدي قفازاً ويضع يده على الزجاج الأمامي ثم يدخل رأسه في الفتحة الصغيرة للتحدث إليه، فقام بتحذيره، لكن دون فائدة.

وأشار محمد إلى ما حدث في بنوك أخرى تم اكتشاف حالات لعملاء مصابين بفيروس كورونا (كوفيد19)، حيث تم استدعاء طاقم لتعقيم الفرع وإيقاف العمل فيه، وإجراء فحوصات لجميع الموظفين، والتي جاءت بحمد الله نتائجها سلبية.

وحول ظروف العمل في شهر رمضان، أوضح يوسف أن تخفيض ساعات الدوام، يعتبر ميزة وعيب في الوقت ذاته، لأن حجم العمل يتم ضغطه في الساعات القليلة، كما أن العملاء بنفس الكثافة.

ووصفت المصرفية نورة الدوسري الوضع بالمخيف، مشيرة إلى أنها تقوم بتعقيم يديها بعد كل عملية، وقالت إنه رغم لبس القفازات إلا أن الإمساك بالهاتف ولمس الملابس يظل مشكلة ليس لها حل، حيث خصصت عباية للعمل تنزعها عند مدخل البيت خوفاً من انتقال أي ضرر لأطفالها.

وتسرد الدوسري موقفاً طريفاً مع أحد العمال الآسيويين، الذي حضر وقام الموظف المكلف بقياس درجة حرارة العملاء باكتشاف ارتفاع في درجة حرارته 38.5، إلا أنه حاول إقناعه بأن السبب هو حرارة الجو، وقال له: سأبقى أمام المكيف في السيارة حتى تنزل درجة حرارتي وأعود مرة أخرى، لكنه عاد بارتفاع أكبر من سابقه، إذ بلغت درجة حرارته 39، لكن تم إنهاء معاملته وإبلاغ صاحب الشركة التي يعمل بها بحالته.

وتحكي قصة عميل مسن آخر، أجبرها على تعقيم كل ورقة نقدية تصرفها له، وقالت إنها راعت كبر سنه وقامت بفعل ما يريد، كما أن زبوناً آخر أصر على طلب رصيد ورقي منها على الرغم من وصول رسالة نصية فورية لهاتفه تفيد بتحويل الأموال لحسابه.

وحول العمل في رمضان قالت نورة إن البنك كان يعمل فترة مسائية لكن خلال رمضان يقتصر العمل على فترة صباحية واحدة، تستطيع بعدها التواجد مع أطفالها وقت أطول.

لكن المصرفي خالد آل محمود رأى في الأمر أنه نفسي أكثر مما كونه فعلي، وقال: نفسياً يساورني الشك بأن أي عميل يحمل الفيروس ويمكن أن ينقل العدوى إلي، حتى أنني أتشكك في القلم والورقة التي كتب عليها العميل، وأكد خالد أن القفاز لا يعتبر حماية لأننا ننسى ونتكئ ونضع أيدينا على وجهنا ونفعل أموراً ربما تصيبنا بالفيروس.

وحول العمل في رمضان «كورونا» قال آل محمود إن الوتيرة أخف عن باقي الشهور، على الرغم من الفترة الحالية هي فترة الرواتب والتي عادة ما تشهد ازدحاماً في البنوك.