البلاد والتنظيمات التي تتخذ من مصر وقائدها موقفاً سالباً رقصت أخيراً على انتشار خبر وفاة سجين كان قد أدين بارتكابه فعلاً مسيئاً لرأس الدولة. لم تتطرق إلى أسباب سجن ذلك الشخص وتجاوزه للأعراف والأخلاق وقيامه بفعل لا يرضي إلا المصابين بالمراهقة الفكرية واهتمت بدلاً عن ذلك بنشر روايتها التي مفادها أن الجهات المعنية تسببت بسوء معاملتها له في وفاته، وخلصت إلى ما تريد الترويج له.

هكذا تفعل تلك البلاد مع كل حدث مشابه يحصل في أي بلاد تتخذ منها موقفاً، تظهر مرتكب الخطأ الكبير على أنه الضحية لكنها لا تقبل أن يحصل مثله لديها، ولو حصل فإنها تتعامل معه بوحشية لا مثيل لها وتوفر من ثم المبررات والقصص التي تدافع بها عن نفسها. أما تلك التنظيمات التي تعتبر نفسها حقوقية فلا تلتفت إلى حقوق الآخر وما إذا كانت قد انتهكت من قبل الفاعل وأنها تستوجب العقاب فما يهمها هو الترويج لما تريد الترويج له ويظهر الآخر على أنه منتهك للحقوق ومتجاوز وظالم وسيء.

هكذا تفعل تلك البلاد وتلك التنظيمات، وهكذا يفعل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «ثواراً ومناضلين» ويعتبرون ما يقوم به المصابون بداء المراهقة الفكرية عملاً ثورياً يستوجب الشكر والتحية.

الملاحظ أن تلك البلاد والتنظيمات والأفراد لم يفعلوا شيئاً لذلك الذي تورط بسبب ما قام به عندما وقعت الفأس في الرأس وفقد حريته، كل ما فعلوه هو أنهم أصدروا بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع تم نشرها عبر وسائل الاتصال والتواصل لبعض الوقت، والأكيد أنهم لن يتمكنوا من فعل شيء له بعد أن فقد حياته سوى إصدار مزيد من البيانات فاقدة القيمة. ما يدفع إلى الاعتقاد بأن غايتهم فقط هي توفر الأسباب التي تتيح لهم التهجم على البلاد التي يتخذون منها موقفاً سالباً، أما «البطل» فلا بأس لو صار من «صيد أمس»!