البحرين

ليلة النصف من رمضان بالدول العربية.. فرحة واحدة وعادات مختلفة

سماهر سيف اليزل

بفرحة واحدة وعادات مختلفة تحيي البلدان العربية ليلة النصف من رمضان، فتلك الليلة تعني لشعوب تلك البلدان أن الضيف العزيز سيبدأ في عده التنازلي، فتظهر العادات والأجواء المختلفة التي تميز تلك الليلة المباركة، ففي البحرين والسعودية يحتفلون «بالقرقاعون»، وفي تونس « ليلة النص»، وفي مصر يستعد في هذه الليلة للاعتكاف، أما في السودان فتذبح الذبائح وتوزع «السليقة» في «الرحمتات».

تقول أماني محمد من مصر: «في ليلة النصف من رمضان تزداد حلقات الدروس والوعظ وتلاوة القرآن الكريم في المدن والقرى المصرية، وذلك استعداداً لسنة الاعتكاف في المساجد والتي بدأ يحييها الشباب بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة،

وفي هذه الليلة تقوم الأسر المصرية بالتوسعة من خلال صنع أصناف مختلفة من الأطعمة على أن تكون اللحوم أحد مكونات هذه الأطعمة فضلاً عن الحلويات مثل الكنافة، والمهلبية بالإضافة طبعاً للمشروبات الأساسية كالخشاف المكون من قمر الدين، والتين المجفف والزبيب والمشمش المجفف، أو مشروب التمر».

أما التونسية شافية عز فتقول: «يسميها التونسيون باللهجة العامية «ليلة النص»، ويبتهج بحلولها كل بيت تونسي وتتردد قصصها على الألسنة، وتعد لها أطعمة خاصة على مائدة الإفطار، ولها مظاهر احتفالية بنكهة الفرحة تعم البيوت التونسية، فقد خصت هذه الليلة لتكون عنوان للبهجة. فلليلة النصف من رمضان شأن خاص في تونس، يبدأ من الأسواق، ويمر بالبيوت وبالتحديد موائد الإفطار فيها، ويستمر على امتداد تلك الليلة، التي جعلت مناسبة للفرحة العائلية بالنسبة إلى بيوت البلاد، ولتبادل الدعوات والتهاني. وتقام في هذه الليلة الكثير من المناسبات الأسرية كالخطبة بالنسبة للفتيات وتقديم الهدايا لهن وتسمى (الموسم) للواتي تمت خطبتهن، وتحتفل بعض العائلات بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية تحييها فرق إسلامية».

فيما يقول مازن إبراهيم من السودان: «عند انتصاف الشهر الكريم واقتراب مضيه يحتفل السودانيون بـ«الرحمتات»، وتقوم فكرتها على التصدق بالطعام على الفقراء والأطفال على وجه الخصوص، بنية ذهاب ثوابه للراحلين من أفراد الأسرة المحددة جميعاً أو أحدهم، ويقدم فيها طعام خاص يتكوّن من اللحم والخبز والأرز وشراب منقوع التمر، ويتم ذبح الذبائح وتقام أحياناً في أشكال جماعية، خصوصاً في القرى، و«الرحمتات» بمثابة عيد للأطفال، يغنون فيه ويلعبون ويأكلون اللحوم والفتة متجولين من بيت لآخر، ويأكلون الفتة حارة، مغنين بأغنيات تستحث «ست البيت» على تقديم الطعام لهم بسرعة، بما يجعل منه يوماً لإثراء الحياة الاجتماعية بين الناس، وإشاعة روح التكافل والتواصل، والحفاظ على تقاليد تقاسم الطعام، وإفشاء الود والتراحم، يفرح به الأطفال والفقراء».