بدأ تنظيم "داعش" بسحب مقاتليه الأجانب وعتاده الثقيل من حلب، في مؤشر إلى الضغوط التي يتعرض لها مؤخراً، على وقع غارات التحالف وخسارة كوباني.وتم رصد قوافل تابعة للتنظيم تخلي قرى في شمال حلب متجهة شرقاً، وهي القوات التي يتوقع أن يعزز التنظيم بها صفوفه الأمامية مع القوات الكردية والفصائل المعارضة، خاصة بعد الهزائم التي مني بها أمام البيشمركة والضربات الجوية التي كثفت بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وفق ما نقل المرصد السوري عن شهود عيان.من جهته يرى قيادي في أحد الفصائل السورية المسلحة أن تبديل المواقع هذه وسحب العتاد الثقيل وسائر الإجراءات العسكرية أنها مجرد انسحاب تكتيكي وإعادة انتشار.بدورهم يؤكد مراقبون أن سقوط أعداد كبيرة من عناصر "داعش" قتلى بات يهدد نفوذ التنظيم على مناطق واسعة في سوريا والعراق، ما دفعه إلى اللجوء للتجنيد القسري لسد حاجاته للمقاتلين، حسب ما أفاد به شهود عيان لوكالة "رويترز" عن اختفاء عدد كبير من الشباب المقاتلين في صفوفه في الآونة الأخيرة، على الرغم من أنه لا يزال يسيطر على مناطق واسعة في حلب وفق المرصد السوري.وفي سياق آخر بث التنظيم تقريرا مصورا أعده الصحافي البريطاني الأسير لديهم، جون كانتلي، بعنوان "من داخل حلب" الذي تم تصويره في مدينة الباب في ريف حلب. وأشار التقرير إلى أن الزراعة هي العمل الأبرز، وأن جهود التنظيم منصبة في هذا الاتجاه بغية تزويد الأهالي وتقوية اقتصاد التنظيم، وتطرق التقرير إلى صوامع الحبوب والمواشي.وتحدث كانتلي عن المساجد وتحولها إلى مدارس للتعليم وفق مناهج وصفها بـ"لا يتوافق مع ما يريده الغرب"، ويتركز التعليم على القرآن واللغة للأطفال الذين سيكونون "المقاتلين في المنطقة للأجيال القادمة".واستمراراً لسلسلة الإعدامات "الوحشية" التي يقوم بها أقدم التنظيم على قطع رأس رجل مسن على مرأى من جموع السكان، ومن بينهم أطفال، في محافظة الرقة السورية بعد اتهامه بممارسة السحر.وأظهرت إحدى الصور التي نشرتها مواقع مقربة من التنظيم على شبكة الإنترنت ونقلتها صحيفة "دايلي ميل"، رجلاً مسناً يبلغ من العمر نحو 60 عاماً، معصوب العينين، يساق من قبل مسلحين، بينهم فتى في سن المراهقة، إلى مكان تنفيذ الإعدام في قرية خارج مدينة الرقة.كما أظهرت صورة أخرى رجل دين يقرأ لائحة اتهامات ضد الرجل، قبل أن يظهر المتهم وهو جاث على الأرض ويداه مكبلتان خلف ظهره، لتثبت رقبته على جذع شجرة مقطوع لتنفيذ الإعدام.ونفذ حكم الإعدام بحق الرجل المسن، مسلح ملثم من التنظيم بواسطة فأس، فيما كان يقف حوله مجموعة من المسلحين الملثمين يحملون البنادق في أيديهم.ويأتي هذا الإعدام الأخير بعد أيام من إلقاء رجل خمسيني من الطابق السابع في إحدى المباني السكنية بعد اتهامه بإقامة علاقة جنسية مثلية، على حد قولهم.وبعد نجاته من السقوط من أعلى المبنى، تم رجمه حتى الموت من قبل الحشد الذي كان يشاهد الواقعة عند سفح المبنى السكني.