«احنا نحبج ماما.. ونقدر اللي قاعدة تسوينه.. وحنا مستانسين أنه انتي دكتورة وتساعدين المجتمع.. ونشكر كل دكتور ساعدنا.. وكل عام وانتو بخير».. من رسالة مسجلة لطفل بحريني لوالدته الطبيبة.

هي إحدى الرسائل التي نقلها تلفزيون البحرين للجنود العاملين في الصفوف الأمامية من الكوادر الطبية بمناسبة عيد الفطر المبارك، ضمن مجموعة من الرسائل العائلية، والتي شكلت لمسة جميلة وإنسانية كنوع من التقدير والاعتزاز بالدور الكبير الذي يقومون به في مواجهة فيروس كورونا.

أمهات وآباء.. زوجات وأزواج من أبناء البحرين أخذوا على عاتقهم أن يكونوا في خط الدفاع الأول عن الوطن وأهله من مواطنين ومقيمين، مضحين بحقهم أن يكونوا مع عائلاتهم وأبنائهم في العيد، ومؤكدين أن لا شيء أغلى من الوطن ولا رسالة أنبل من رسالة الطبيب.

تزامنت هذه الرسائل الإنسانية مع الاحتفال باليوم العالمي للوالدين، والذي يحتفل به في الأول من شهر يونيو كل عام، بعد أن تم إقراره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012، كنوع من التقدير للدور الكبير الذي يقوم به الوالدان بصفتهما المرتكزين للأسرة، وعليهم مسؤولية حمايتها ورعاية الأطفال خارج المدرسة، إلى جانب مواصلة مسؤوليات عملهم في نفس الوقت.

ومع التوجه العالمي للتخفيف من الإجراءات الاحترازية الخاصة بانتشار فيروس كورونا، والذي يتوازى مع تواصل انتشار المرض وحصده المزيد من الأرواح حول العالم، أصبحت المسؤولية الملقاة على عاتق الوالدين أكثر أهمية فيما يتعلق بحماية العائلة والأبناء، خصوصاً مع تولد شعور لدى كثيرين أن العالم تجاوز الأزمة، وأن الحياة عادت لطبيعتها لما قبل فيروس كورونا.

وحسب خبراء دوليين، قد تكون المرحلة المقبلة أحد أهم مراحل تطور وانتشار الفيروس، مع تحذيرات من احتمالية ظهور موجات ثانية وثالثة، والتي قد يكون أكثر خطورة وفتكاً مما قد عايشناه في الأشهر الماضية، ما يستدعي منا جميعاً محاولة التعايش وإعادة ترتيب أولوياتنا كاملة، وبما يتوافق مع الالتزام التام بالإجراءات الصحية المناسبة حفاظاً على أنفسنا وعائلاتنا والمحيطين بنا.

من أجل كل ذلك، أصبح من الواجب تفعيل مجموعة إجراءات إدارية وتنظيمية لتوفير مزيد من الدعم للوالدين، خصوصاً المرأة العاملة، والانتقال الكامل للاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وتفعيل العمل من المنزل لتوفير بيئات عمل أكثر ملائمة لممارسة دورهم في حماية ورعاية أطفالهم، صحياً وتعليمياً وعاطفياً.

* إضاءة..

مرت علينا قبل أيام الذكرى الأولى لرحيل الصحافي الأستاذ لطفي نصر، والذي كان مدرسة صحافية تتلمذ على يديه كثير من أبناء الصحافة البحرينية.

وتأتي الذكرى ونستذكر صاحبها الذي فقدناه كأحد رواد الصحافة، عشق المهنة فأفنى سنوات عمره في خدمتها والدفاع عن دورها ورسالتها الوطنية، ليترك للأجيال القادمة معالم لن تمحى ونموذجاً فريداً في المهنية والاحترافية.

رحم الله الفقيد، الأستاذ لطفي نصر، الأب والمعلم وصاحب الأخلاق الصحافية الرفيعة الذي جعل منها سلوكاً ونمط حياة.