العربية نت - لندن - محمد عايش
انتهت دراسة بريطانية أجريت مؤخراً إلى أرقام صادمة حول إجراءات الإغلاق التي تم اتخاذها في أوروبا خلال الأسابيع الماضية، حيث خلصت إلى أن نحو نصف مليون بريطاني وثلاث ملايين أوروبي أفلتوا من الموت بسبب وباء "كورونا" بفضل هذه الإجراءات التي حاصرت الفيروس بصورة كبيرة.
وخلص باحثون من جامعة "امبيريال كوليج لندن" إلى أنه "لولا الاغلاق الذي فرضته الحكومة البريطانية لتمكن فيروس كورونا من قتل أكثر من 470 ألف بريطاني، كما أنَّ إجراءات الإغلاق حالت أيضاً دون وفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص في مختلف أنحاء أوروبا".
وسجلت بريطانيا حتى الآن أكثر من أربعين ألف وفاة بسبب فيروس "كورونا"، وهو أعلى عدد وفيات في أوروبا، أما الاصابات المؤكدة فتجاوزت ربع مليون شخص، وسط توقعات بأن يكون ثمة مئات الآلاف الآخرين مصابين بالفيروس لكنهم لم يخضعوا للفحوص المخبرية اللازمة نتيجة عدم تدهور حالتهم الصحية.
وكان بعض العلماء والمختصين قد اتهموا الحكومة البريطانية بأنها تأخرت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة "كورونا" وهو ما تسبب بسقوط هذا العدد الكبير من الوفيات وانتشار الوباء على نطاق واسع.
وقال الباحثون الذين شاركوا في الدراسة "إن الإجراءات والتدخلات التي قامت بها الحكومة البريطانية كانت كافية للسيطرة على نمو الوباء في البلاد".
وانتهى الفريق البحثي البريطاني إلى هذه النتائج بعد أن قام بتحليل البيانات الصادرة عن 11 دولة أوروبية بما فيها بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا، واعتمد البيانات الصادرة عن هذه الدول منذ بدء الوباء حتى تاريخ الرابع من شهر مايو الماضي.
ويُقدر الباحثون أن يكون المصابون بفيروس "كوفيد 19" في هذه الدول الأحد عشر قد بلغ عددهم ما بين 12 و15 مليون حالة.
ووجد الباحثون أنه بفضل إجراءات الإغلاق فإن دول أوروبا استطاعت أن تتجنب وفاة أكثر من 3.1 مليون شخص، أما في بريطانيا على وجه الخصوص فيقول الباحثون إنه بحلول يوم الرابع من مايو الماضي كانت البلاد قد سجلت 29 ألف وفاة على الرغم من إجراءات الاغلاق الحكومية، لكن الباحثين يقدرون أنه في حال غياب هذه الإجراءات فان الوفيات كانت ستصل الى 500 ألف حالة، أي أن هذه الاجراءات استطاعت أن تجنب البلاد أكثر من 470 ألف حالة وفاة.
وتقدر الدراسة أن 5.1% من سكان بريطانيا أصيبوا بالفعل بفيروس "كورونا"، ما يعني أنه يوجد في بريطانيا ملايين الإصابات التي لم تخضع للفحوص المخبرية ولم يتم تبعاً لذلك تأكيد إصابتها بالفيروس.