يعتبر الطفل عجينة لينة نستطيع تشكيله وتطويعها لتشكيل ملامح شخص إيجابي ونافع شرط الاهتمام به في صغره، إذ يرى الطفل أباه على هيئة بطل خارق وأمه على هيئة أمان وحنان، ويحب الطفل تقليدهما وأن يصبح على مايراهم عليه، لكل ذلك كن قدوة لطفلك في كرمك وعطائك وأنت تتعامل مع من حولك، وكن قدوة له في فعل ألوان الخير المتنوعة، فهو يلاحظ ما تقوم به ويتعلم منك بطريقة تلقائية.
فإن كنت تريد طفلك ان يتعلم كيف يساعد المحتاجين فقط قم بهذا العمل مرات عديدة أمامه وسترى في المرات التالية بأنه سيطلب منك أن يساعد هو بدلاً منك وحينها قم بتحفيزه وتشجيعه ومدحه لكي يستمر على مساعدة الآخرين، كثيراً ما نرى أبطال عالميين في الرياضات والفنون وغيرها يتوارثون الأمر من آبائهم وأمهاتهم بمجرد تأسيسهم عليه منذ الصغر ونرى الطفل يكبر ويصبح أفضل حتى من أبيه، فدائما ما يجب على أولياء الأمور تشكيل هذا الطفل ليكون فالمستقبل شخصاً نافعاً لنفسه ولغيره من خلال قراءة القصص التي تنتهي بالتكاتف المجتمعي ومساعدة الآخرين وأن الخير أفضل من الشر.
من النصائح التي يمكن تقديمها أيضاً شاركه في تمثيل بعض المسرحيات القصيرة في المنزل التي تبرز أهمية مساعدة المحتاجين، واحرص على أن يلعب هو دور المعطاء المعاون للآخرين، أشركه في تعبئة بعض زجاجات المياه النظيفة الصالحة للشرب أو شرائها، وشجعه على إعطائها للعمال الموجودين في الشوارع في أيام الصيف، احرص على أن تغرس في نفسه أن فعل الخير لا يضيع أبداً، وأنه يعود على صاحبه بالخير في الدنيا قبل الآخرة، من هنا وبمثل هذه الأعمال التي لا حدود لها، نستطيع تأسيس اطفالنا بشكل صحيح وأن نبني مستقبلاً يحب الخير.. ف(التأسيس في الصغر كالنقش على الحجر).
* مدير مكتب المنظمة العالمية لحماية الطفل في البحرين