عواصم - (وكالات): طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الكونغرس منحه تفويضاً للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» دون قيود جغرافية ولكن بقيود على استخدام القوات البرية، فيما قدرت الولايات المتحدة بـ 20 ألفاً من 90 بلداً عدد الذين دخلوا إلى سوريا للقتال حيث وصلوا بوتيرة «غير مسبوقة».وشرح الرئيس الأمريكي في كلمته المقتضبة، بالبيت الأبيض طلبه التفويض من الكونغرس لمحاربة «داعش»، مؤكداً أن «هناك خياراً واحداً أمام الجميع هو تدمير هذه المجموعة الإرهابية». وقال إن «التحالف الدولي بات في وضع هجومي و»داعش» في وضع دفاعي، وسنعمل على ألا يتمكن داعش من تهديد المدنيين».وأكد أوباما أنه «تم دحر الإرهابيين في مناطق شاسعة من العراق وسوريا، بأكثر من 2000 ضربة جوية تم شنها ضد الإرهابيين». وبالنسبة للرئيس الأمريكي، فيجب «ألا تنجر الولايات المتحدة لحرب طويلة في المنطقة، وهذا التفويض سيعطي قواتنا المرونة المطلوبة لمدة 3 سنوات».وحول مخاوف نشر قوات برية على الأرض، قال أوباما «قد ننشر قوات خاصة لمنع الإرهابيين من شن عمليات معينة، ولن تكون هناك مهام قتالية للقوات الأمريكية في العراق، وجهودنا في مواجهة داعش قد تتطلب اتخاذ خطوات في الداخل». وأعلن أوباما أنه سيتم تدريب القوات العراقية والمعارضة السورية المعتدلة وهناك حملة واسعة ومتكاملة سيتم شنها ضد داعش في العراق وسوريا».وأضاف أنه «لا يستبعد نشر قوات مقاتلة على الأرض لمساعدة الضربات الجوية ضد «داعش» إذا أوصى البنتاغون بذلك»، معرباً عن اعتقاده بأن «التفويض العسكري من الكونغرس يوجه رسالة قوية بوحدة الموقف الأمريكي في مواجهة «داعش»»، مؤكداً أن «التنظيم الإرهابي سيهزم، بعد أن انتقل من حالة الهجوم إلى الدفاع».وقال أوباما إن «مشروع قرار القوة العسكرية ضد «داعش» صيغ بعد تشاور مع الجمهوريين والديمقراطيين».وذكر أننا «سنعمل على أن لا يتمكن «داعش» من تهديد المدنيين».وتحدث الرئيس الأمريكي عن «شن عمليات واسعة في سوريا»، مشيراً إلى أنه «ربما يلجأ إلى نشر القوات الخاصة عند الضرورة، لمنع الإرهابيين من القيام ببعض العمليات القتالية».ويسمح التفويض الذي يرقى إلى مستوى إعلان الحرب، للرئيس بشن القتال ضد التنظيم المتطرف على أسس قانونية أقوى، وفي الوقت ذاته يوفر له الغطاء السياسي داخل بلاده. ويعد التخويل مؤشراً على تصعيد الضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر حالياً على مناطق شاسعة من العراق وسوريا، فيما تستعد الحكومة العراقية لشن هجوم بري واسع في الأشهر المقبلة.إلا أن المفاوضات المكثفة مع الكونغرس الأمريكي أجبرت البيت الأبيض على الحد من سلطات أوباما لنشر قوات عسكرية سواء من حيث الشكل أو النطاق.ونص الطلب الذي أرسل إلى الكونغرس «لا يخول الرئيس استخدام القوات المسلحة الأمريكية في عمليات قتالية برية هجومية متواصلة»، رغم أنه لا يستبعد قيام القوات الخاصة بعمليات، ولكنه يمنع القيام بأي غزو بري أو بأية مهمة لإحلال السلام. ويتعين على أوباما كذلك رفع تقرير إلى الكونغرس كل ستة أشهر. إلا أنه لا توجد قيود جغرافية على نطاق العمليات العسكرية. ومنذ منتصف 2014 يشارك الجيش الأمريكي في غارات جوية ضد «داعش» في العراق وسوريا. وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري بوب كوركر أنه «سيبدأ بسرعة عقد جلسات استماع مكثفة» حول التخويل الذي يؤيده. في السياق ذاته، قدرت واشنطن بـ 20 ألفاً من 90 بلداً عدد الذين دخلوا إلى سوريا للقتال حيث وصلوا بوتيرة «غير مسبوقة»، حسب ما أعلن مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية أمام الكونغرس.وقال مدير المركز القومي لمحاربة الإرهاب نيكولاس راسموسن، في شهادة خطية نشرت قبل مشاركته في جلسة الاستماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي، أن وتيرة الواصلين «غير مسبوقة» بما في ذلك مقارنة مع أماكن أخرى من النزاع مثل أفغانستان وباكستان والعراق واليمن أو الصومال. في غضون ذلك، حذر مسؤول كبير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» من أن أفغانستان قد تتحول مرة جديدة إلى ملاذ للمتطرفين وبينهم تنظيم «الدولة الإسلامية» مع انسحاب القوات الغربية من البلاد. وقال المدير السابق لمكتب «سي آي ايه» في إسلام أباد روبرت غرنييه والذي صدر له مؤخراً كتاب مذكرات أن البلاد قد تصبح ملجأ لجهاديي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاربون في سوريا والعراق.ونشر مذكراته التي تحمل عنوان «88 يوماً حتى قندهار» والتي يروي فيها تجربته الصعبة سعياً للإطاحة بنظام طالبان عام 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر.وفي بغداد، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، إن بلاده المنضوية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ستقوم «بكل شيء» لهزيمة التنظيم الذي أعدم مؤخراً طياراً أردنياً أسيراً لديه. وقال في مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي «سنعمل كل شيء في سبيل أن نهزم هذا التنظيم». وأضاف مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، «لن نتردد كقوات مسلحة أردنية والجيش العراقي الشقيق بأن نعمل معاً حتى نهزم هذا التنظيم في أي مكان، في داخل العراق أو سوريا أو أي مكان».وأشار إلى أن «قدومي إلى العراق الشقيق، رسالة من جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة والشعب الأردني، بأننا وإخواننا في العراق الشقيق في خندق واحد».وقال العبيدي إن «ملك الأردن أوعز بأن كافة إمكانات القوات المسلحة الأردن متاحة أمام الجيش العراقي»، وأن هذا الأمر «أكده رئيس الأركان».وفي تركيا، أعلنت هيئة أركان الجيش أن قوات الأمن أوقفت 13 أجنبياً ومواطناً تركياً كانوا يحاولون العبور إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.وأشار تقرير أخير لأجهزة الاستخبارات التركية نقلته الصحف المحلية إلى ارتباط 3 آلاف مواطن تركي بتنظيم الدولة الإسلامية.