كي نفهم ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية الآن من هجوم وحرب ضد رجال الشرطة والأمن الأمريكيين، علينا أن ننظر للمسألة بشمولية أكثر ونتذكر ما حدث في البحرين عام 2011 حين طلب من رجال الأمن أن يبتعدوا عن الشارع وأن لا يحملوا سلاحاً وأن لا يتدخلوا في ما يقوم به (الثوار) أياً كان!!
كان الحزب الديمقراطي برئاسة أوباما ليبرالياً حتى النخاع وضغط الحزب الديمقراطي والإدارة الأمريكية على البحرين حين ذاك كان مؤثراً للغاية فسعى وبأكثر من وسيلة إلى اتخاذ قرارات تهدف إلى إبعاد رجال الأمن عن الشارع، فشاهدنا مناظر كان رجل الأمن ملاحقاً ومطارداً من قبل الإرهابيين وتعرض رجال الأمن للضرب وللإهانة ونشرت تلك المقاطع من أجل تعزيز هذه الصورة، وهو ما نشاهده بالحرف يتكرر في أمريكا وأوروبا.
ما يحدث الآن في أوروبا هو امتداد لشرارة الفكر الثائر على «الدولة» حتى إن كانت تلك الدولة هي بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية، أي حتى لو كانت الدولة هي أم الديمقراطيات ورعاة حقوق الإنسان.
أحد أهم عناصر الفوضى الخلاقة والتي يستمدها من الفكر الليبرالي هو إضعاف القوى المركزية للدولة والاعتماد على تفتيتها، وإحلال «النظام» ليعمل تلقائياً والتقليل من الاعتماد على المؤسسات الرسمية وتقوية وتعزيز دور المنظمات الأهلية، إذ يدعم الليبراليون بصفة عامة أفكاراً مثل حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية.
ومن هذا المبدأ الأخير مبدأ الأممية استغل الغوغاء والإرهابيون من الشرق الأوسط وأفريقيا هذه النزعة لدى الغرب الليبرالي الذي أراد أن يكفر عن شعور الذنب من ممارسات أجداده الاستعمارية وتحت مظلة هذا التيار دخلوا لأوروبا وأمريكا باسم اللجوء السياسي ومنحوا الصلاحيات ومنهم من حصل على الجنسية ومنهم من وصل حتى إلى السلطة التشريعية، ومن هناك تم التعارف والتزاوج العرفي بين هذا التيار وبين الجماعات الدينية السنية والشيعة على اعتبار الجوامع المشتركة التي تضم الاثنين وأهمها مبدأ الأممية، أما ما كان يفرق بينهما كحقوق المرأة والمثليين وحق الفكر والتعبير فهذه قد حلت الآن وها هي التنازلات الواحدة تلو الأخرى يقدمها الأخوان وتقدمها إيران للمثليين وللفكر الإلحادي كي يتم إعلان الزواج بينهما علناً بعد أن كان سراً!!
السمة المشتركة هي الثورة على أي صورة من صور «الدولة» ويأتي على رأسها المؤسسة الأمنية ورجال الأمن، فذلك قاسم مشترك بين هذه الجماعات وذلك التيار، شجعوه في البحرين عام 2011 وصفق له إعلامهم وروج له، واليوم يقومون بذات التشجيع حتى وإن كان في دولهم، تخفيض ميزانية الشرطة وتفكيك المراكز القيادية الأمنية ما فعله رؤساء البلديات في لندن صادق خان من حزب العمال الذي جاء بعد بوريس جونسن وأول (إنجازاته) كان تخفيض الميزانية الشرطية وعدد رجال الأمن وكذلك فعلت «جيني دوركان» الديمقراطيةعمدة سياتل وها هما يجنيان ثمار فكرهما الساذج، إذ أغلق المواطنون أبواب بيوتهم وحملوا السلاح دفاعاً عن مناطق سكنهم ألا يذكرهم هذا بما حدث عندنا؟
في بعض الولايات الأمريكية انفرط الأمن واحتل الغوغاء الشوارع والمدينة بل أعلنوا انفصال مدينة سياتل وبدأ السلب والنهب حتى أن الجمهوريين نشروا محادثة افتراضية تخيلية ساخرة من فكرة تخفيض ميزانية رجال الشرطة ومن عددهم تجري بين امرأة دخل لص لبيتها واتصلت على مركز الطوارئ 911 تطلب النجدة فجاءها رد آلي «نأسف لعدم قدرتنا على نجدتك لأننا نعمل أوقات الدوام الرسمي فقط، يمكننا إحالتك على قسم المساعدة النفسية للتفاوض مع اللص»!!
الزبدة ليس كل لامع يأتي من الغرب «ذهباً» فقد يكون «حريقاً».
كان الحزب الديمقراطي برئاسة أوباما ليبرالياً حتى النخاع وضغط الحزب الديمقراطي والإدارة الأمريكية على البحرين حين ذاك كان مؤثراً للغاية فسعى وبأكثر من وسيلة إلى اتخاذ قرارات تهدف إلى إبعاد رجال الأمن عن الشارع، فشاهدنا مناظر كان رجل الأمن ملاحقاً ومطارداً من قبل الإرهابيين وتعرض رجال الأمن للضرب وللإهانة ونشرت تلك المقاطع من أجل تعزيز هذه الصورة، وهو ما نشاهده بالحرف يتكرر في أمريكا وأوروبا.
ما يحدث الآن في أوروبا هو امتداد لشرارة الفكر الثائر على «الدولة» حتى إن كانت تلك الدولة هي بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية، أي حتى لو كانت الدولة هي أم الديمقراطيات ورعاة حقوق الإنسان.
أحد أهم عناصر الفوضى الخلاقة والتي يستمدها من الفكر الليبرالي هو إضعاف القوى المركزية للدولة والاعتماد على تفتيتها، وإحلال «النظام» ليعمل تلقائياً والتقليل من الاعتماد على المؤسسات الرسمية وتقوية وتعزيز دور المنظمات الأهلية، إذ يدعم الليبراليون بصفة عامة أفكاراً مثل حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية.
ومن هذا المبدأ الأخير مبدأ الأممية استغل الغوغاء والإرهابيون من الشرق الأوسط وأفريقيا هذه النزعة لدى الغرب الليبرالي الذي أراد أن يكفر عن شعور الذنب من ممارسات أجداده الاستعمارية وتحت مظلة هذا التيار دخلوا لأوروبا وأمريكا باسم اللجوء السياسي ومنحوا الصلاحيات ومنهم من حصل على الجنسية ومنهم من وصل حتى إلى السلطة التشريعية، ومن هناك تم التعارف والتزاوج العرفي بين هذا التيار وبين الجماعات الدينية السنية والشيعة على اعتبار الجوامع المشتركة التي تضم الاثنين وأهمها مبدأ الأممية، أما ما كان يفرق بينهما كحقوق المرأة والمثليين وحق الفكر والتعبير فهذه قد حلت الآن وها هي التنازلات الواحدة تلو الأخرى يقدمها الأخوان وتقدمها إيران للمثليين وللفكر الإلحادي كي يتم إعلان الزواج بينهما علناً بعد أن كان سراً!!
السمة المشتركة هي الثورة على أي صورة من صور «الدولة» ويأتي على رأسها المؤسسة الأمنية ورجال الأمن، فذلك قاسم مشترك بين هذه الجماعات وذلك التيار، شجعوه في البحرين عام 2011 وصفق له إعلامهم وروج له، واليوم يقومون بذات التشجيع حتى وإن كان في دولهم، تخفيض ميزانية الشرطة وتفكيك المراكز القيادية الأمنية ما فعله رؤساء البلديات في لندن صادق خان من حزب العمال الذي جاء بعد بوريس جونسن وأول (إنجازاته) كان تخفيض الميزانية الشرطية وعدد رجال الأمن وكذلك فعلت «جيني دوركان» الديمقراطيةعمدة سياتل وها هما يجنيان ثمار فكرهما الساذج، إذ أغلق المواطنون أبواب بيوتهم وحملوا السلاح دفاعاً عن مناطق سكنهم ألا يذكرهم هذا بما حدث عندنا؟
في بعض الولايات الأمريكية انفرط الأمن واحتل الغوغاء الشوارع والمدينة بل أعلنوا انفصال مدينة سياتل وبدأ السلب والنهب حتى أن الجمهوريين نشروا محادثة افتراضية تخيلية ساخرة من فكرة تخفيض ميزانية رجال الشرطة ومن عددهم تجري بين امرأة دخل لص لبيتها واتصلت على مركز الطوارئ 911 تطلب النجدة فجاءها رد آلي «نأسف لعدم قدرتنا على نجدتك لأننا نعمل أوقات الدوام الرسمي فقط، يمكننا إحالتك على قسم المساعدة النفسية للتفاوض مع اللص»!!
الزبدة ليس كل لامع يأتي من الغرب «ذهباً» فقد يكون «حريقاً».