إفي:

اختتمت الأحد بطولة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم والتي توج بلقبها ريال مدريد بعد عامين من استحواذ برشلونة على الكأس، الذي حل وصيفا وخلفه أتلتيكو مدريد، الذي تراجع هذا الموسم بعد أن كان وصيفا للبطل في العامين الماضيين، ثم إشبيلية رابعا.

وشهد الموسم هبوط اسبانيول لدوري القسم الثاني، وتألق أندية فياريال، سوسييداد وغرناطة، وتدخل تقنية الإعادة بالفيديو (فار) في العديد من القرارات التحكيمية الحاسمة، ومدى تأثير وباء كورونا على الفرق بعد العودة من التوقف.

وفيما يلي أبرز عشر نقاط لليجا هذا الموسم 2019/2020:.

زيدان.. القليل من الضجيج والكثير من الألقاب:.

لم يعتد الفرنسي زين الدين زيدان على إثارة الضجيج، لكنه عاد في حقبته الثانية مع ريال مدريد ليتوج مجددا بالألقاب.

ففي 11 مارس 2019، بعد 284 يوما على مغادرة ريال مدريد، استجاب "زيزو" لمكالمة الاستغاثة من فلورنتينو بيريز ليجلس على الدكة خلفا لسانتياجو سولاري، ليصبح ثالث مدرب في موسم واحد.

وفي موسم 2019/2020 توقع الكثيرون فشلا للمدرب الفرنسي، لكن إدارته للفريق كان حاسمة لقيادته للقب الـ34 في الليغا.

وبقليل من الضوضاء نجح "زيزو" في الحصول على لقبه الـ11 مع الريال، بفارق ثلاثة ألقاب فقط خلف ميجل مونيوز، المدرب الأكثر تتويجا مع الملكي.

ليغا بنزيمة:.

سيتذكر الجميع أن الليجا التي حسمها الريال في 2020 كانت بفضل تألق المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة.

فهذا هو الشعار النهائي لملخص البطولة التي شهدت أيضا تعزيز نجومية القائد والمدافع الهداف سرخيو راموس واستعادة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا لأفضل أداء له.

ورغم ذلك فإن بنزيمة يتفوق على جميع زملائه، فالنجم الفرنسي صاحب الـ32 عاما صال وجال في الملعب وسجل 21 هدفا نافس بها ليونيل ميسي على صدارة هدافي الليغا حتى الجولة الأخيرة تقريبا من عمر المسابقة، إضافة لصناعته لأكثر من 10 أهداف لزملائه بالبطولة التي شارك في كل مبارياتها عدا جولة واحدة.

عدم استقرار كتالوني:.

في الجانب المقابل، فإن المرشح الآخر للقب لم يحظ بالاستقرار المؤسسي الكافي للاحتفاظ بلقب الليغا تحت قيادة "البرغوث" للموسم الثالث تواليا، ليهرب منه عقب فترة التوقف جراء وباء كورونا.

فالفريق شهد رحيل المدرب إرنستو فالفيردي في يناير الماضي بينما كان برشلونة متصدرا للجدول وتم اقصاؤه من كأس السوبر الإسباني على يد أتلتيكو مدريد.

لم ينجح كيكي سيتيين بعد حلوله مكان فالفيردي في إقناع الفريق، وتم انتقاده علنا لسوء النتائج، لكن عدد من اللاعبين الكبار أمثال ليونيل ميسي ولويس سواريز دعيا بشكل ضمني عقب الخسارة أمام أوساسونا 1-2 في كامب نو لإقالته نظرا لصعوبة تقديم نتائج جيدة بهذا الشكل في دوري أبطال أوروبا.

ماركة سيميوني:.

تعرض أتلتيكو مدريد لانتقادات في بعض أوقات من الموسم بسبب طريقة لعبه، لكن عندما احتاج الأمر لإظهار قدراته الحقيقية، لم يخسر الرهان.

وكانت المواجهة التي مثلت حجر الزاوية لـ"الروخيبلانكوس" هي ليفربول حامل لقب التشامبيونز ليج، عندما أقصاه الفريق قبل توقف النشاط الرياضي لوباء كورونا، ليواصل مسعاه نحو تحقيق هذا اللقب للمرة الأولى في تاريخ النادي.

ومنذ مجيء دييجو سيميوني لقيادة الفريق في ديسمبر 2011 نجح أتلتيكو في المنافسة بدوري أبطال أوروبا للموسم الثامن تواليا، وحقق لقب لليغا وصعد مرتين لنهائي "التشامبيونز ليغ"، وتوج مرة بكأس الملك ومرة بكأس السوبر الإسباني، ليعود لقيادة الفريق نحو موسم آخر ناجح باحتلاله للمركز الثالث خلف قطبي إسبانيا ليخوض تحديا جديدا الموسم المقبل.

قفزة لوبيتيجي:.

بعد مغادرة منتخب إسبانيا وريال مدريد من الباب الخلفي، عاد جولين لوبيتيجي ليجد ضالته في إشبيلية، الذي منح المدرب الباسكي الفرصة لإظهار إمكانياته مجددا.

وبالفعل قدم الفريق الأندلسي تحت قيادته أداء منتظما وحقق العديد من النتائج الإيجابية، ليصعد إلى دوري أبطال أوروبا، المنافسة التي سيشارك فيها للمرة الثامنة في تاريخه بفضل استقرار مدير فني منح الفريق قفزة نوعية من ناحية الأداء.

تأثير وباء كورونا:.

سيظل وباء كورونا هو أكثر ما سيميز هذا الموسم بدون شك، بعدما اضطرت المسابقة للتوقف لأكثر من ثلاثة أشهر بسبب حالة الطوارئ في إسبانيا لمواجهة الفيروس التاجي.

وأثرت فترة التوقف على بعض الأندية، التي غرقت في الجولات الـ11 الأخيرة، سواء في المقدمة أو القاع، لكن ربما خيتافي وريال سوسييداد، كانا مثالا على كيفية فقدان كل الجهد المبذول طوال الموسم بعد فترة توقف غير منتظرة.

فخيتافي لم يفز سوى بمباراة واحدة في الجولات الـ11 وفقد مكانه الأوروبي في الجولة الأخيرة، بينما حقق سوسييداد انتصارين فقط، ليحافظ على المركز السادس بمعجزة.

كارثة اسبانيول:.

كان هبوط اسبانيول لدوري القسم الثاني بعد احتلاله المركز العشرين والأخير في جدول الليجا الكثير من الصدى، حيث تعد هذه المرة الأولى منذ 26 عاما التي يهبط فيها الفريق الكتالوني من الأضواء، بعد أن كانت الأضواء نفسها تتسلط عليه لتقديم موسم طيب بعد مشاركته في الدوري الأوروبي الموسم الماضي.

ولم يشفع 4 مدربين تناوبوا على اسبانيول هذا الموسم (ديفيد جاييجو، ماتشين، أبيلاردو وروفيتي) في تغيير دفة الفريق وإبعاده عن منطقة الهبوط، حيث لم يفز سوى في 5 مباريات فقط طوال الموسم، كما لم تفد استثمارات النادي خلال موسم الانتقالات الشتوية ودفعه لـ40 مليون يورو في شيء.

وعكس هبوط اسبانيول أن الإدارة التي تملك الملايين لا تفيد أحيانا، وهذا ينعكس في حالة مالك النادي الحالي، رجل الأعمال الصيني تشين يانشينج.

تقنية الفار:

رغم أن إحدى المهام الرئيسية لتقنية الفار هي إنهاء القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، إلا أن هذا الموسم شهد، في الكثير من الحالات، إثارة هذه التقنية للجدل لأسباب مختلفة.

فهناك العديد من الفرق انتقدت استخدام تقنية إعادة التحكيم بالفيديو في أوقات مختلفة من الموسم، والتي لم تساعد أيضا في سير المباريات بشكل طبيعي، فعلى سبيل المثال شهد لقاء ليفانتي-خيتافي احتساب 10 دقائق اضافية لكل شوط بسبب تدخل الفار وإلغاءه لأربعة أهداف واحتساب تسلل.

وبالنسبة لإثارة الجدل، فقد اشتكى ليجانيس بمرارة من لمس لاعب ريال مدريد، لوكا يوفيتش، للكرة بيده، داخل المنطقة، الأمر الذي كان سيعني ركلة جزاء للفريق كانت ستقوده للبقاء في الأضواء.

اصطدام طموح أندية بأرض الواقع:.

من بين الهزائم هذا الموسم، تظهر ثلاثة أندية كانت تحدد أهدافا للمنافسة على مقاعد في المقدمة وهي فالنسيا، ريال بيتيس وسيلتا فيجو.

ففالنسيا فشل في الجولة الأخيرة في حجز أي مقعد مؤهل لأوروبا واحتل في النهاية المركز التاسع، أما بيتيس، فرغم تعزيز صفوفه بأسماء قوية مثل نبير فقير وبورخا إجليسياس وإيمرسون، إلا أنه نجا بصعوبة من الهبوط وأنهى الموسم بفارق خمس نقاط من منطقة الخطر، في حين كاد سيلتا فيجو بأسماء مثل اياجو اسباس ونوليتو ودينيس سواريز ورافينيا أن يلامس دوري القسم الثاني وكان على بعد هدف من الهبوط.

فياريال وريال سوسييداد وغرناطة.. النجاح ثمرة الاجتهاد:.

نجحت الفرق الثلاثة في أن تجني ثمرة الاجتهاد هذا الموسم وحجزت مقعدها في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، باحتلالها المراكز من الخامس للسابع، خلف الرباعي القوي للبطولة.

وبالفعل كانت الفرق الثلاثة من بين الأقوى في الليجا محققة أفضل عدد من الانتصارات خلف كبار الليغا (فياريال فاز في 18 مرة وسوسييداد وغرناطة في 16 مناسبة).

وبعد صعوده من دوري الدرجة الثانية نجح غرناطة بقيادة المدرب دييجو مارتينيز في اللعب بأوروبا للمرة الأولى في تاريخه، في حين تماسك ريال سوسييداد بالحلم الأوروبي رغم تراجع أرقامه وتأثره بفترة ما بعد التوقف، بينما حقق فياريال بقيادة سانتي كازورلا أرقاما رائعة في الجولات الـ11 الأخيرة، ليستحق جائزة اللعب قاريا.