افتخر كثيراً بقدرة مملكة البحرين على مواصلة التعليم في ظل جائحة «كورونا»، واستطاعتها التحول إلى التعليم عن بعد بشكل سريع. محاولات تستحق أن نقف عندها بالإشادة والتقدير، فمع وجود آلاف الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، والتباين في المستوى الاقتصادي والمعرفي بالتحول التقني بين عوائل هؤلاء الطلبة، إلا أن وزارة التربية والتعليم قامت بدور بطولي لضمان استمرار العملية التعليمية، وإنهاء السنة الدراسية على خير.

وأعرف أن هناك جهوداً مستمرة تقوم بها الوزارة من أجل الاستعداد للعام الدراسي المقبل الذي يشوبه الكثير من الضبابية. فلا أحد يعلم حتى الآن هل سينتظم أبناؤنا الطلبة على المقاعد الدراسية، أم سيستمر التعلم عن بعد في ظل استمرار تفشي الوباء.

لا شك في أن هناك مكتسبات حصدناها في المجال التعليمي، فإيمان الوزارة بمبدأ التعلم عن بعد في حد ذاته حصيلة ومكسب كبيرين، ناهيك عن إقناع الكثير من أولياء الأمور بأهمية التحول الرقمي في مجال التعليم.

وفي رأيي المتواضع أن من أهم المكتسبات هو التحول من المقررات الدراسية الورقية والمطبوعة والتي يحتاج تحديثها جهد وموازنة عالية إلى المناهج الدراسية الإلكترونية القابلة لمسايرة التغيير، والتعديل، واستخدام الكثير من المؤثرات الابتكارية فيها.

نعيش في عالم متغير، ثوابته قليلة، قد أستطيع المحافظة على الكتاب المطبوع لمقرر القواعد للغة العربية أو الإنجليزية أو أي لغة أخرى لمدد طويلة لأنها ثابتة، وبالمثل قواعد الرياضيات وبعض قواعد العلوم، عدا ذلك فإن جميع العلوم الأخرى تحتاج إلى تطوير وتحديث يتلاءم مع المتغيرات في هذا العالم سريع التغير. فبدلاً من أن يدرس الطلبة مقررات ورقية قديمة وتحتوي على معلومات قديمة فباستطاعتنا أن نجعل المناهج العلمية إلكترونية وتعليم أبنائنا المنهج العلمي في البحث واقتناء المعلومة الجديدة والمناسبة.

* رأيي المتواضع:

لا نريد مزيداً من الطلبة الذين يحفظون المعلومات، فمحركات البحث الإلكترونية تستطيع أن تتحدى أقوى هؤلاء الطلبة ممن يملكون القدرة على الحفظ والتذكر، بل نريد طلبة يجيدون توظيف هذه العلوم في تطوير حياتهم وأوطانهم.. طلبة يجيدون منهجيات البحث العلمي ويغوصون في أغوار المعلومات الضخمة المنتشرة، نريد مناهج أكثر حداثة تحاكي استشراف المستقبل، وتجعل الطالب ملائماً لسوق العمل، ونريد ربط هذه المناهج بالرؤية المستقبلية للمملكة.