العربية.نت
يوم 20 مايو 1819، اعتلى كاميهاميها الثاني (Kamehameha II) عرش هاواي خلفا لوالده كاميهاميها الأول (Kamehameha I) الذي توفي قبل ذلك بأيام. وأثناء فترة حكمه التي تميّزت بالعديد من الغرائب، حافظ كاميهاميها الثاني على علاقات طيبة مع العديد من القوى العالمية وحصل على جانب هام من هدايا الصداقة من عندهم كانت أبرزها من البريطانيين. وكرد على ذلك، طالب ملك هاواي بتعزيز العلاقات مع بريطانيا واتجه عام 1824 لقيادة زيارة دبلوماسية مأساوية أسفرت عن وفاته.
وأثناء الفترة التي قاد خلالها كاميهاميها الثاني رحلته الشهيرة نحو لندن عام 1824، كانت هاواي قد انفتحت على العالم منذ حوالي نصف قرن بفضل البحار الإنجليزي جيمس كوك (James Cook) الذي حلّ بهذه الجزر عام 1778 ليلقى حتفه بها عقب محاولته خطف أحد ملوك المنطقة كرد على عملية سرقة أحد قواربه من قبل السكان المحليين.
وبفضل جيمس كوك، عرفت ثقافة هاواي ازدهارا ملحوظا حيث انفتحت المنطقة على الثقافات الأجنبية، كما قدّم الأوروبيون العديد من الأسلحة الحديثة للسكان الأصليين وعام 1810 استغل الملك كاميهاميها الأول هذا الدعم العسكري الأوروبي وطرق القتال الحديثة ليوحد كامل جزر هاواي.
وإضافة لهذا الجانب المشرق للانفتاح على الثقافة الأوروبية، كان لأوروبا جانب قاتم بهاواي حيث جلب المستكشفون والرحالة العديد من الأمراض، خاصة المنقولة جنسيا منها، الدخيلة على جزر هاواي. فبسبب موقعهم بعرض المحيط الهادئ، ضل سكان هذه المناطق منعزلين عن العالم لفترة طويلة وافتقروا بذلك للمناعة الكافية لمواجهة الأوبئة والأمراض المعدية التي ظهرت لدى الأوروبيين. وعام 1803، تعرض سكان هاواي لموجة وباء، قيل إنها الحمى الصفراء، أسفرت عن وفاة حوالي 150 ألف شخص. وبمنتصف القرن 19 عرفت هذه الجزر موجة وباء حصبة قتلت الآلاف وأعادت للجميع ذكرى حادثة وفاة الملك كاميهاميها الثاني بإنجلترا منذ نحو ربع قرن.
عقب وفاة كاميهاميها الأول، تولى ابنه الأكبر كاميهاميها الثاني الحكم وقد عرف عن الأخير إعجابه الشديد بالمبشرين الأوروبيين الذين توافدوا على هاواي. وعقب تلقيه لهدية قيمة، كانت عبارة عن سفينة مجهزة بستة مدافع، من البريطانيين عام 1822، قرّر كاميهاميها الثاني التوجه لبريطانيا للقاء الملك جورج الرابع.
وعلى الرغم من توصيات أقربائه له بالعدول عن ذلك والتخلي عن هذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر، قرر كاميهاميها الثاني اصطحاب زوجته المفضلة كامامالو (Kamamalu) والتوجه للندن فغادر وطنه أواخر العام 1823 ليحل خلال شهر فبراير 1824 بريو دي جانيرو، أين التقى برئيس البرازيل بيدرو الثاني، قبل أن يواصل طريقه لينزل ببورتسموث (Portsmouth) في خضم زيارة غير معلنة.
وفي مقابل تجاهله من قبل العائلة الملكية البريطانية، حضي كاميهاميها الثاني ومرافقوه بمتابعة إعلامية واسعة حيث أقبل الصحافيون عليه لمشاهدته ووصف تنقلاته بين مختلف مرافق البلاد فغزت أخباره الصحف التي أقبل عليها المواطنون البريطانيون الذين غذّاهم الفضول لمعرفة هذه الشخصية المرموقة خاصة مع انتشار مظاهر احتقار السكان الأصليين لمثل هذه المناطق ووصفهم بآكلي لحوم البشر من قبل كثيرين.
أثناء هذه الزيارة، تنقل كاميهاميها وزوجته بين العديد من المرافق فزارا دار الأوبرا الملكية ودير وستمنستر ومسرح دوري لاين وحضرا العديد من عروض الباليه والأوبرا قبل الحصول على موعد رسمي للقاء الملك جورج الرابع.
إلى ذلك، قرر جورج الرابع لقاء كاميهاميها الثاني يوم 21 يونيو 1824 سوى أن المرض حال دون ذلك. فعقب زيارة سريعة للملجأ العسكري الملكي الذي خصص لأطفال العسكريين اليتامى، أصيب كاميهاميها الثاني وزوجته كامامالو بمرض الحصبة الذي كان شائعا بين الأطفال. ويوم 8 يونيو 1824، فارقت كامامالو الحياة بسبب تبعات المرض ولحق بها زوجها ملك هاواي كاميهاميها الثاني بعد ستة أيام فقط.
ووسط حضور جماهيري كثيف، دفن الزوجان الملكيان بشكل مؤقت بإحدى الكنائس الملحية قبل أن يتم نقل جثتيهما بعد فترة وجيزة على متن فرقاطة بريطانية نحو هاواي.
يوم 20 مايو 1819، اعتلى كاميهاميها الثاني (Kamehameha II) عرش هاواي خلفا لوالده كاميهاميها الأول (Kamehameha I) الذي توفي قبل ذلك بأيام. وأثناء فترة حكمه التي تميّزت بالعديد من الغرائب، حافظ كاميهاميها الثاني على علاقات طيبة مع العديد من القوى العالمية وحصل على جانب هام من هدايا الصداقة من عندهم كانت أبرزها من البريطانيين. وكرد على ذلك، طالب ملك هاواي بتعزيز العلاقات مع بريطانيا واتجه عام 1824 لقيادة زيارة دبلوماسية مأساوية أسفرت عن وفاته.
وأثناء الفترة التي قاد خلالها كاميهاميها الثاني رحلته الشهيرة نحو لندن عام 1824، كانت هاواي قد انفتحت على العالم منذ حوالي نصف قرن بفضل البحار الإنجليزي جيمس كوك (James Cook) الذي حلّ بهذه الجزر عام 1778 ليلقى حتفه بها عقب محاولته خطف أحد ملوك المنطقة كرد على عملية سرقة أحد قواربه من قبل السكان المحليين.
وبفضل جيمس كوك، عرفت ثقافة هاواي ازدهارا ملحوظا حيث انفتحت المنطقة على الثقافات الأجنبية، كما قدّم الأوروبيون العديد من الأسلحة الحديثة للسكان الأصليين وعام 1810 استغل الملك كاميهاميها الأول هذا الدعم العسكري الأوروبي وطرق القتال الحديثة ليوحد كامل جزر هاواي.
وإضافة لهذا الجانب المشرق للانفتاح على الثقافة الأوروبية، كان لأوروبا جانب قاتم بهاواي حيث جلب المستكشفون والرحالة العديد من الأمراض، خاصة المنقولة جنسيا منها، الدخيلة على جزر هاواي. فبسبب موقعهم بعرض المحيط الهادئ، ضل سكان هذه المناطق منعزلين عن العالم لفترة طويلة وافتقروا بذلك للمناعة الكافية لمواجهة الأوبئة والأمراض المعدية التي ظهرت لدى الأوروبيين. وعام 1803، تعرض سكان هاواي لموجة وباء، قيل إنها الحمى الصفراء، أسفرت عن وفاة حوالي 150 ألف شخص. وبمنتصف القرن 19 عرفت هذه الجزر موجة وباء حصبة قتلت الآلاف وأعادت للجميع ذكرى حادثة وفاة الملك كاميهاميها الثاني بإنجلترا منذ نحو ربع قرن.
عقب وفاة كاميهاميها الأول، تولى ابنه الأكبر كاميهاميها الثاني الحكم وقد عرف عن الأخير إعجابه الشديد بالمبشرين الأوروبيين الذين توافدوا على هاواي. وعقب تلقيه لهدية قيمة، كانت عبارة عن سفينة مجهزة بستة مدافع، من البريطانيين عام 1822، قرّر كاميهاميها الثاني التوجه لبريطانيا للقاء الملك جورج الرابع.
وعلى الرغم من توصيات أقربائه له بالعدول عن ذلك والتخلي عن هذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر، قرر كاميهاميها الثاني اصطحاب زوجته المفضلة كامامالو (Kamamalu) والتوجه للندن فغادر وطنه أواخر العام 1823 ليحل خلال شهر فبراير 1824 بريو دي جانيرو، أين التقى برئيس البرازيل بيدرو الثاني، قبل أن يواصل طريقه لينزل ببورتسموث (Portsmouth) في خضم زيارة غير معلنة.
وفي مقابل تجاهله من قبل العائلة الملكية البريطانية، حضي كاميهاميها الثاني ومرافقوه بمتابعة إعلامية واسعة حيث أقبل الصحافيون عليه لمشاهدته ووصف تنقلاته بين مختلف مرافق البلاد فغزت أخباره الصحف التي أقبل عليها المواطنون البريطانيون الذين غذّاهم الفضول لمعرفة هذه الشخصية المرموقة خاصة مع انتشار مظاهر احتقار السكان الأصليين لمثل هذه المناطق ووصفهم بآكلي لحوم البشر من قبل كثيرين.
أثناء هذه الزيارة، تنقل كاميهاميها وزوجته بين العديد من المرافق فزارا دار الأوبرا الملكية ودير وستمنستر ومسرح دوري لاين وحضرا العديد من عروض الباليه والأوبرا قبل الحصول على موعد رسمي للقاء الملك جورج الرابع.
إلى ذلك، قرر جورج الرابع لقاء كاميهاميها الثاني يوم 21 يونيو 1824 سوى أن المرض حال دون ذلك. فعقب زيارة سريعة للملجأ العسكري الملكي الذي خصص لأطفال العسكريين اليتامى، أصيب كاميهاميها الثاني وزوجته كامامالو بمرض الحصبة الذي كان شائعا بين الأطفال. ويوم 8 يونيو 1824، فارقت كامامالو الحياة بسبب تبعات المرض ولحق بها زوجها ملك هاواي كاميهاميها الثاني بعد ستة أيام فقط.
ووسط حضور جماهيري كثيف، دفن الزوجان الملكيان بشكل مؤقت بإحدى الكنائس الملحية قبل أن يتم نقل جثتيهما بعد فترة وجيزة على متن فرقاطة بريطانية نحو هاواي.