يتوافد الواصلون، إلى مقر انعقاد المعرض الدولي والسنوي للكتاب في مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب، بعد دفع 10 دراهم للفرد الواحد كرسوم للدخول، ليجد الزائر المغربي نفسه، أمام أزقة متراصة تحت سقف قاعة كبيرة الحجم، تحولت إلى رواقات من الكتب، بالقرب من مسجد الحسن الثاني، وعلى بعد أمتار من المحيط الأطلسي.وخلال 4 ساعات، قضتها العربية.نت في المعرض الدولي للكتاب في المغرب، كان المشهد البارز هو الحضور الكبير للزوار، فهل نجح المعرض في تقريب الكتاب إلى المغاربة بثمن مناسب، وسط إحصائيات سنوية تعكس ضعف المقروئية في المغرب؟شكوى من الغلاءوالتقت العربية.نت، مع الدكتور نور الدين احجيرة، وهو جامعي متخصص في التاريخ، وقد اشترى 6 كتب، وثمن الكتب حوالي 600 درهم مغربي، وهو مبلغ مرتفع.وبالنسبة للكتور حجيرة، فالحضور إلى معرض الكتاب كل عام، هو فرصة لاقتناء كتب تخدمه معرفيا وجامعيا، ومن أجل إفادة طلبته في الجامعة، بجدي الإصدارات الجامعية والعلمية.ومن خبرته لسنوات بالكتاب، يكشف الدكتور احجيرة، أنه لاحظ تكرار عرض نفس كتب العام الماضي في معرض الدار البيضاء، مع غياب العناوين الجديدة، منتقدا بشدة حضور فضاءات غير مخصصة للكتاب، خاصة باستعرض مؤسسات حكومية غير حكومية، متوقفا في حديثه عند كون المعرض هو لبيع الكتب وللتشجيع على القراءة، وليس للحملات التواصلية والإعلانبة.ويقترح الجامعي المغربي، العمل على توجيه الدعوة لدور نشر عالمية أخرى من إدارة المعرض، مع التخفيف من الجانب الاستعراضي والمؤسساتي، البعيد عن خدمة الكتاب.آخر الإصدارات في العالم العربيوفي ثاني لقاء للعربية.نت، مع ضيوف المعرض الدولي للكتاب في مدينة الدار البيضاء، كان المؤلف والباحث الجامعي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية في المغرب، إدريس الكنبوري، هو الضيف، بعد أن اشترى كتابا واحدا بثمن 90 درهما مغربيا، وفي تعليقه قال فإن "الثمن غال".وفي جوابه عن سؤال حيال الدافع للحضور للمعرض، يجيب الكنبوري أنه يبحث عن آخر الإصدارات في العالم العربي، ويريد الإطمئنان عمليا إلى أن العالم العربي لا يزال يكتب، أي أنه لا يزال بخير، وفق تعبيره.وينتقد الكنبوري، "ثمن الكتب التي يصفها بالغالية، ويقترح دعما للناشرين من خلال تخفيض ثمن كراء الفضاءات في المعرض، وتقديم حزمة من التحفيزات لدور النشر الأجنبية للحضور لتقديم وبيع كتبها للمغاربة، مع إعفاءات ضريبية، ومؤكدا للعربية.نت أنه يتطلع لـ"معرض للكتاب، وليس لسوق يباع فيها كل شيء إلا الكتاب".ومن الوجوه العربية، التي ألفها زوار المعرض الدولي للكتاب، دار نشر عربية شهيرة من لبنان، طلب صاحبها عدم ذكر اسمه ولا اسم دار النشر، مشددا على أن "القارىء المغربي لديه مشكلة مع القدرة الشرائية، و هو يطلب دائما تخفيضات في أثمنة الكتاب".توقعات بالإقبال الكبيروفي المقابل، قبل عادل مدكور، المدير الفني لدار نشر المعرفة، وهي من كبريات دور النشر في المغرب، لعبة سؤال جواب مع العربية.نت، ليوضح أن "المعرض هذا العام يشبه العام الماضي، والبداية فيها فتور"، متوقعا "تسجيل إقبال خلال الأسبوع المقبل".ويرى مدكور أن "هنالك حضورا من المواطنين، مع غياب الإقبال على الكتاب"، متحسرا على أن "القراءة من أجل الثقافة انقرضت"، وكاشفا أن "من يشتري الكتاب في المعرض، هو قارىء مهني ومتخصص"، مميطا اللثام عن حقيقة أن أي دار نشر في المغرب إذا اقتصرت على الكتاب الإبداعي والتثقيفي تموت وتغلق وتسرح العمال.ويوجه مسؤول دار النشر انتقادا مباشرا لإدارة المعرض، بأنها لا توفر مساحة كافية في الرواق، ما يتسبب في حرمان القارىء المغربي من الإطلاع على كل كتب دار النشر، إلا أن المعرض مع ذلك، يظل مصدرا للفرح باللقاء مع المغاربة، والاستماع إليهم، والتبادل مع دور نشر أخرى في سياق من سياسات التشبيك، والبحث عن "تدويل الكتاب المغربي.ويستمر المعرض الدولي للمتاب في مدينة الدار البيضاء، في عامه الـ21، إلى 22 فبراير الجاري، بحضور 700 ناشر من 40 دولة، مع فلسطين كضيف شرف للمعرض، وممثلة بـ35 كاتبا ومبدعا.ولا تكشف وزارة الثقافة في المغرب التي تنظم المعرض منذ 21 عاما، عن عدد الكتب التي جرى بيعها كل عام في المعرض، فيما يقتصر الإعلان عن عدد الزوار.