هل غيّرت جائحة (كوفيد 19) ثقافتنا في المجتمعات الخليجية؟
كان الاعتقاد السائد أن تحول الدول الخليجية من مرحلة الدولة الريعية إلى مرحلة ما بعد الدولة الريعية يعني التخلص من الثقافة الاستهلاكية التي تجذرت لدى الخليجيين منذ سبعينات القرن العشرين، إلا أنه يبدو أن هذه الثقافة لم تنتهِ بعد، بل صارت أكثر انتشاراً اليوم.
فالجائحة الحالية والحاجة لتبني مبدأ التباعد الاجتماعي، دفع بالخليجيين إلى المكوث في منازلهم، والتواصل افتراضياً وعن بعد مع المجتمع، ونظراً لانتشار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي تتسم بسمات خاصة، ومن أبرزها تزايد تأثير المؤثرين اجتماعياً وإعلامياً باعتبارهم مشاهير، وهم الذين تحولوا إلى مسوّقين افتراضيين، ولهم قدرة كبيرة في التأثير، وتسويق المنتجات المختلفة، أو حتى تسويق بعض السلوكيات. فإن فكرة تراجع ثقافة الاستهلاك لم تتراجع، بل زادت، وتغيّرت بطريقتها وأسلوبها.
إذن يمكننا أن نقول بعد فترة أن الدولة الخليجية الريعية انتهت، لكن ظهرت لدينا الدولة الخليجية الاستهلاكية، ومحور الاستهلاك هنا هو الفرد وليس الدولة، فصار هوس الاستهلاك مرتبط بالفرد، النتيجة بالتأكيد أن الثقافة الخليجية المتعلقة بالاستهلاك لم تتغير في الفترتين، ولا يبدو أن هناك احتمالاً بتغيّر هذه الثقافة، خاصة وأن أجيال الشباب والأطفال مرتبطين بها بشكل مبالغ فيه.
هناك جوانب أخرى بدأت تتغيّر في الثقافة الخليجية مع جائحة (كوفيد 19)، ويمكن الإشارة إلى جوانب منها، أولها ما يتعلق بإمكانية التواصل الافتراضي بين أفراد المجتمع بعد أن كان التواصل فعلياً في السابق، وهو ما يمكن أن يحد من العلاقات بين الأفراد من خارج نطاق الأسرة مستقبلاً. أيضاً تغيّرت فكرة العمل التقليدية من المكاتب، ومن الممكن أن تكون عن بعد بالكامل، وتغيّرت القناعات بعدم الحاجة للسفر لأغراض العمل أو التدريب، فهي مكلفة ومضيعة للوقت.
من الجوانب الإيجابية في الثقافة الخليجية لما بعد (كوفيد 19) انتشار القناعة بضرورة الاستفادة من الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، لكن هذه القناعة سائدة بشكل أكبر بين الأفراد، في حين مازالت الحكومات والدول الخليجية غير مقتنعة جدياً بجدواها، وهي مشكلة بحد ذاتها.
كان الاعتقاد السائد أن تحول الدول الخليجية من مرحلة الدولة الريعية إلى مرحلة ما بعد الدولة الريعية يعني التخلص من الثقافة الاستهلاكية التي تجذرت لدى الخليجيين منذ سبعينات القرن العشرين، إلا أنه يبدو أن هذه الثقافة لم تنتهِ بعد، بل صارت أكثر انتشاراً اليوم.
فالجائحة الحالية والحاجة لتبني مبدأ التباعد الاجتماعي، دفع بالخليجيين إلى المكوث في منازلهم، والتواصل افتراضياً وعن بعد مع المجتمع، ونظراً لانتشار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي تتسم بسمات خاصة، ومن أبرزها تزايد تأثير المؤثرين اجتماعياً وإعلامياً باعتبارهم مشاهير، وهم الذين تحولوا إلى مسوّقين افتراضيين، ولهم قدرة كبيرة في التأثير، وتسويق المنتجات المختلفة، أو حتى تسويق بعض السلوكيات. فإن فكرة تراجع ثقافة الاستهلاك لم تتراجع، بل زادت، وتغيّرت بطريقتها وأسلوبها.
إذن يمكننا أن نقول بعد فترة أن الدولة الخليجية الريعية انتهت، لكن ظهرت لدينا الدولة الخليجية الاستهلاكية، ومحور الاستهلاك هنا هو الفرد وليس الدولة، فصار هوس الاستهلاك مرتبط بالفرد، النتيجة بالتأكيد أن الثقافة الخليجية المتعلقة بالاستهلاك لم تتغير في الفترتين، ولا يبدو أن هناك احتمالاً بتغيّر هذه الثقافة، خاصة وأن أجيال الشباب والأطفال مرتبطين بها بشكل مبالغ فيه.
هناك جوانب أخرى بدأت تتغيّر في الثقافة الخليجية مع جائحة (كوفيد 19)، ويمكن الإشارة إلى جوانب منها، أولها ما يتعلق بإمكانية التواصل الافتراضي بين أفراد المجتمع بعد أن كان التواصل فعلياً في السابق، وهو ما يمكن أن يحد من العلاقات بين الأفراد من خارج نطاق الأسرة مستقبلاً. أيضاً تغيّرت فكرة العمل التقليدية من المكاتب، ومن الممكن أن تكون عن بعد بالكامل، وتغيّرت القناعات بعدم الحاجة للسفر لأغراض العمل أو التدريب، فهي مكلفة ومضيعة للوقت.
من الجوانب الإيجابية في الثقافة الخليجية لما بعد (كوفيد 19) انتشار القناعة بضرورة الاستفادة من الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية، لكن هذه القناعة سائدة بشكل أكبر بين الأفراد، في حين مازالت الحكومات والدول الخليجية غير مقتنعة جدياً بجدواها، وهي مشكلة بحد ذاتها.