طوال الأيام الماضية اجتاح اسم «طبيب الغلابة» المصري الدكتور محمد مشالي رحمه الله، وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، فأخذت صورته الباسمة، بملابسه البسيطة، وهامته المشرئبة، وعينيه الممتلئتين بالرحمة والرأفة والعطف، وهو يقف بين كومة من الأوراق، خلف مكتبٍ بسيط، لكنه مكتب يساوي أرقى المستشفيات، ويتفوق على كثير من العيادات الفخمة التي لا يجد فيها الفقراء بابا ومدخلا لهم. الدكتور مشالي الذي عاهد نفسه أن يكرس إمكاناته وقدراته الطبية من أجل معالجة الفقراء و«الغلابة» بالمجان ومن دون مقابل، كان يرفض كل العروض التي سيقت إليه من أجل تغيير عيادته لعيادة حديثة في غير موقع، وذلك لأن العيادة تقع وسط حي يقطنه الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، كما أن الطريق إلى عيادته يألفه الباحثون عن الإنسانية قبل العلاج الطبي. كان الناس في الوطن العربي –وعبر السوشل ميديا– غارقين في الدهشة، وكأنهم يقرأون شخصية من وحي الكتب والروايات، ويعيشون الغرابة أن الزمن الحالي مازال يخبئ لنا شخصيات تحمل هم الآخرين، بعيدا عن الأطماع المادية، ومحاولة بناء ثروات من خلال بوابات المهن الإنسانية، في زمن من لا يملك فيه المال سيبقى يعالج ألمه بالصبر، ويتجرع دواء التجلد، فالرغبة في تعاظم الرصيد البنكي أصبحت سباقا في المضمار مع احتياجات الإنسان.
ونحمد الله جل وعلا، أننا نعيش في وطن يحكمه قائد كجلالة الملك المفدى حفظه الله، فجعل الحصول على العلاج المتكامل من الحقوق الدستورية الثابتة، التي توفرها الحكومة للمواطنين، وأن نعيش العطف الأبوي لجلالته، في أن يكرس الوطن بكل أجهزته الجهود والمال من أجل تحقيق صحة الإنسان وسلامته، وقبل ذلك كرامته، وما نشهده خلال أزمة كورونا خير دليل على ذلك.
لكننا اليوم في معرض الحديث عن الدافع الإنساني الذي يجب أن يتوافر في مهنة الطب أكثر من أي مهنة أخرى، لأنها تعنى بأهم شيء يملكه الإنسان، صحته وحياته، لا شك أن الناس عاشوا الصدمة من وجود شخصية كشخصية «طبيب الغلابة»، لأنهم إذا اضطروا إلى زيارة عيادة خاصة، فإنهم يخرجون منها وقد فقدوا قسما لا بأس منه من ميزانية معيشتهم الشهرية، فاستشارة طبية لا تتعدى الدقائق القليلة ومن دون استخدام أي نوع من الأجهزة والتقنيات، يمكن أن تكلف مواطنا ما يزيد عن أجرة عمله اليومي التي يحصل عليها بعد أن يكدح 8 ساعات أو أكثر.
ولا شك أنني لا أعمم، وإن كانت هذه الظاهرة هي السائدة في المستشفيات والعيادات الخاصة، إلا أن هناك أطباء بحرينيين يُفخر بهم وبإنسانيتهم ومازالوا يكرسون كل طاقاتهم من أجل صحة الإنسان بالدرجة الأولى، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
كم نحن بحاجة إلى مثل «طبيب الغلابة» في مجتمعاتنا في وطننا العزيز، وليس على مستوى الطب فحسب، بل في كل القطاعات والخدمات التي لا يجد الفقير حيلة له فيها، من أجل سد حاجة له أو لأهله.
ونحمد الله جل وعلا، أننا نعيش في وطن يحكمه قائد كجلالة الملك المفدى حفظه الله، فجعل الحصول على العلاج المتكامل من الحقوق الدستورية الثابتة، التي توفرها الحكومة للمواطنين، وأن نعيش العطف الأبوي لجلالته، في أن يكرس الوطن بكل أجهزته الجهود والمال من أجل تحقيق صحة الإنسان وسلامته، وقبل ذلك كرامته، وما نشهده خلال أزمة كورونا خير دليل على ذلك.
لكننا اليوم في معرض الحديث عن الدافع الإنساني الذي يجب أن يتوافر في مهنة الطب أكثر من أي مهنة أخرى، لأنها تعنى بأهم شيء يملكه الإنسان، صحته وحياته، لا شك أن الناس عاشوا الصدمة من وجود شخصية كشخصية «طبيب الغلابة»، لأنهم إذا اضطروا إلى زيارة عيادة خاصة، فإنهم يخرجون منها وقد فقدوا قسما لا بأس منه من ميزانية معيشتهم الشهرية، فاستشارة طبية لا تتعدى الدقائق القليلة ومن دون استخدام أي نوع من الأجهزة والتقنيات، يمكن أن تكلف مواطنا ما يزيد عن أجرة عمله اليومي التي يحصل عليها بعد أن يكدح 8 ساعات أو أكثر.
ولا شك أنني لا أعمم، وإن كانت هذه الظاهرة هي السائدة في المستشفيات والعيادات الخاصة، إلا أن هناك أطباء بحرينيين يُفخر بهم وبإنسانيتهم ومازالوا يكرسون كل طاقاتهم من أجل صحة الإنسان بالدرجة الأولى، بعيدا عن أي اعتبارات أخرى.
كم نحن بحاجة إلى مثل «طبيب الغلابة» في مجتمعاتنا في وطننا العزيز، وليس على مستوى الطب فحسب، بل في كل القطاعات والخدمات التي لا يجد الفقير حيلة له فيها، من أجل سد حاجة له أو لأهله.