قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن الاتفاق مع إسرائيل كان مطلوباً لإنقاذ حل الدولتين وشراء الوقت.

وطالب قرقاش في تصريحات صحفية لشبكة "سي إن إن" الأميركية الفلسطينيين بالاستفادة من هذه الفرصة لأن الوضع لن يستمر طويلاً، مضيفاً أن قضية الضم كانت بمثابة قنبلة موقوتة قمنا بإزالتها عن الطاولة.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية، قد قال في وقت سابق إن ردود الفعل الإيجابية من العواصم الرئيسية على الإعلان الثلاثي مشجعة، لاسيما أنه عالج في تقدير هذه العواصم خطر ضم الأراضي الفلسطينية على فرص حل الدولتين.

وأضاف في تغريدات عبر حسابه على موقع "تويتر" أن القرار الشجاع الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، "يعبر عن واقعية نحن في أمسّ الحاجة لها. القرار الناجح فيه أخذ وعطاء وهذا ما تحقق".

وقال: بينما يبقى قرار السلام فلسطيني إسرائيلي بامتياز، أتاحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد الجريئة، عبر إبعاد شبح ضم الأراضي الفلسطينية، المزيد من الوقت لفرص السلام عبر حل الدولتين، وتطوير العلاقات الطبيعية مقابل ذلك، منحى واقعي تطرحه الإمارات بكل شفافية بعيداً عن المزايدات.

وأردف في تغريدة أخرى: "قرار الإمارات كان محل تداول منظم ونشط ضمن آلية صنع القرار في سياستنا الخارجية، وكعادة الشيخ محمد بن زايد اطلع على كافة الجوانب وقاد القرار ضمن رؤية استراتيجية تجمع بين الواقعية السياسية واستشراف جريء للمستقبل، قرار شجاع من قائد استثنائي".



خسائر فادحة

يأتي قرار الإمارات ضمن رؤية استراتيجية عربية شاملة، حيث تعاني منطقة الشرق الأوسط منذ عقود طويلة الكثير من الصراعات المُرة، التي سبَّبت خسائر فادحة لدول المنطقة كلها في جميع المجالات، وعطَّلت مسيرة التنمية في العديد من هذه الدول، التي هي اليوم في أمسّ الحاجة إلى تسوية هذه الصراعات، وتدشين مرحلة جديدة في المنطقة تسودها قيم التعاون المشترك.

ويعد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي من أكثر الصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط قسوةً؛ ولذلك فقد كانت دولة الإمارات حريصةً دوماً على تسوية هذا الصراع بشكل عادل ودائم.

ودولة الإمارات العربية المتحدة تثبت مجدداً نهجها الثابت القائم على تغليب قيم الحوار ونبذ كل صور العنف والصراع؛ وهي من خلال هذا التحرك الأخير تؤكد سعيها المتواصل، واستراتيجيتها العقلانية؛ لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بعيداً عن الشعارات الجوفاء التي لم تحرر أرضاً، ولم تُرجِع حقاً، وسبَّبت الكثير من الخسائر للشعب الفلسطيني وللأمة العربية.