مريم بوجيري
قال الكاتب في التاريخ والباحث الأكاديمي د.نادر كاظم: إن الأهالي في البحرين واجهوا دعوات التطعيم من الأوبئة بالرفض والاتهام، والطاعون كان أكثر الأمراض الوبائية التي مرت بتاريخ البحرين.
وأضاف كاظم في سرد لـ «الوطن» حكاية الأحداث التاريخية والأوبئة التي مرت على البحرين: «البحرين مثل أي دولة في العالم مرّت بأكثر من موجة للأوبئة على مدى طويل من التاريخ، فالمرض ينتشر بانتقال البشر أو الحيوانات، والبحرين كانت حينها محطة رئيسية في خطوط السفر والتجارة قديماً بين بلاد الرافدين والهند، لذلك كان هناك كثير من الأمراض التي تدخل البحرين سواء من الهند أو البصرة وغيرها في العمليات التجارية».
الطاعون
وسنة الرحمة
وأشار إلى أن مرض الطاعون كان من أكثر الأمراض الوبائية التي مرت بتاريخ البحرين، حيث كان ضمن موجات متعددة بحيث يختفي ويعود للانتشار مرة أخرى، وانتشر المرض المذكور في عام 1831 حيث جاء حينها من الهند، لكن واجهت البحرين في عام 1903 موجة خطرة من الطاعون توفي إثرها عدد كبير من الناس.
وأضاف: «أرشيف مستشفى الإرسالية الأمريكية أشار في وثائقه إلى أن الجنائز في ذلك العام كانت تخرج بشكل يومي، حتى إن الناس بدؤوا يملون من الدفن بسبب كثرة الجنائز خلال تلك الفترة».
وأوضح كاظم أن الناس أطلقوا تسمية «سنة الرحمة» على عام 1924، لكن تأرجح معنى التسمية بين تأويلين مختلفين، الأول أن الناس هم تحت رحمة الخالق عز وجل لعدم وجود المرض والتأويل الآخر يعود لكون لقاح الطاعون خرج في السنة المذكورة لذلك تمت تسميتها بسنة الرحمة، مشيراً إلى أن الموجات الخطرة للمرض كان لها تأثيرات على مدى طويل فمثلاً أصيب كثير من كبار السن من الأجيال السابقة بالعمى نتيجة لمرض الجدري في عام 1907 كما مر على البحرين كثير من الأوبئة منها مرض الكوليرا في عام 1904 والإنفلونزا الإسبانية، كما انتشر مرض الملاريا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بالإضافة إلى مرض «تراكوما» الذي استمر فترة طويلة.
وأردف بالقول: «حتى عام 1905 كان هناك مستشفى واحد يعالج جميع حالات المرضى وهو مستشفى الإرسالية الأمريكية كما أن الأطباء الذين عالجوا المرضى أصيب بعضهم بالمرض وتوفوا، وأشهر من توفي في ذاك الوقت الدكتورة ماريون تومسون أول طبيبة في البحرين، والتي أجرت عملية جراحية بسبب مرض التيفوئيد ودُفنت في البحرين».
المنامة الأكثر
تأثراً بالأوبئة
وأضاف: «بحكم أن الأمراض الوبائية تأتي من الخارج، كان المرض ينتشر في المنامة بالأساس، وقلما يصل إلى المناطق البعيدة، وخصوصاً أن حركة السفر آنذاك تكون في المناطق الرئيسية، صحيح أن المناطق البعيدة أصيبت بتلك الأمراض، لكن الحالات الأكبر كانت في المنامة باعتبارها المحطة الرئيسية للسلع والبضائع وحركة التجارة»، مشيراً إلى أن الحكومة في ذاك الوقت اتخذت عدة إجراءات وقرارات لتفادي انتشار الأوبئة، منها أن يبقى العاملون على السفينة في البحر ومنعهم من دخول الميناء، ويقتصر إنزال البضائع على العمال في السفينة.
الكرنتيله
وعاد بنا كاظم إلى تأسيس أول محجر صحي في البحرين عام 1909 في القضيبية على الساحل وكان يسمى باللهجة العامية الدارجة «الكرنتيله او الكرنتينه» نسبة إلى اللفظ الأجنبي من كلمة « كوارنتين»، حتى انتقل الحجر الصحي إلى جزيرة بوماهر في المحرق كجزيرة معزولة تم تخصيصها للحجر الصحي في عام 1929 وبني لها مرافق خاصة للعزل والحجر الصحي، وكان تأسيس المحجر الصحي بناءً على قرار حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي أصدر في ذلك الوقت تعليمات تنص على معاقبة أي شخص يتسبب في انتشار المرض.
رفض دعوات التطعيم
وقال: «إن مستشفى الإرسالية الأمريكية حينها واجه مشكلة مجتمعية في التعامل مع الأهالي تتعلق بتخوف الناس من التطعيم نظراً إلى جهلهم به كما كان لديهم تصور أن التطعيم حرام دينياً؛ لذلك كان الجميع يخاف ويحذر التطعيم باللقاحات إلى أن أصاب مرض الطاعون تحديداً الجميع وامتلأ المستشفى بالمرضى حتى تقبلت الناس مسألة التطعيم في عام 1903، كما اتهم الأهالي المبشرين حينها أنهم السبب في انتشار المرض بهدف القضاء على المسلمين، وكانت الثقافة السائدة تقليدية تؤول المرض بسبب ديني أو كعقاب أو امتحان ربّاني أو مس من الجن أو عائد إلى خرافة قديمة».
قال الكاتب في التاريخ والباحث الأكاديمي د.نادر كاظم: إن الأهالي في البحرين واجهوا دعوات التطعيم من الأوبئة بالرفض والاتهام، والطاعون كان أكثر الأمراض الوبائية التي مرت بتاريخ البحرين.
وأضاف كاظم في سرد لـ «الوطن» حكاية الأحداث التاريخية والأوبئة التي مرت على البحرين: «البحرين مثل أي دولة في العالم مرّت بأكثر من موجة للأوبئة على مدى طويل من التاريخ، فالمرض ينتشر بانتقال البشر أو الحيوانات، والبحرين كانت حينها محطة رئيسية في خطوط السفر والتجارة قديماً بين بلاد الرافدين والهند، لذلك كان هناك كثير من الأمراض التي تدخل البحرين سواء من الهند أو البصرة وغيرها في العمليات التجارية».
الطاعون
وسنة الرحمة
وأشار إلى أن مرض الطاعون كان من أكثر الأمراض الوبائية التي مرت بتاريخ البحرين، حيث كان ضمن موجات متعددة بحيث يختفي ويعود للانتشار مرة أخرى، وانتشر المرض المذكور في عام 1831 حيث جاء حينها من الهند، لكن واجهت البحرين في عام 1903 موجة خطرة من الطاعون توفي إثرها عدد كبير من الناس.
وأضاف: «أرشيف مستشفى الإرسالية الأمريكية أشار في وثائقه إلى أن الجنائز في ذلك العام كانت تخرج بشكل يومي، حتى إن الناس بدؤوا يملون من الدفن بسبب كثرة الجنائز خلال تلك الفترة».
وأوضح كاظم أن الناس أطلقوا تسمية «سنة الرحمة» على عام 1924، لكن تأرجح معنى التسمية بين تأويلين مختلفين، الأول أن الناس هم تحت رحمة الخالق عز وجل لعدم وجود المرض والتأويل الآخر يعود لكون لقاح الطاعون خرج في السنة المذكورة لذلك تمت تسميتها بسنة الرحمة، مشيراً إلى أن الموجات الخطرة للمرض كان لها تأثيرات على مدى طويل فمثلاً أصيب كثير من كبار السن من الأجيال السابقة بالعمى نتيجة لمرض الجدري في عام 1907 كما مر على البحرين كثير من الأوبئة منها مرض الكوليرا في عام 1904 والإنفلونزا الإسبانية، كما انتشر مرض الملاريا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بالإضافة إلى مرض «تراكوما» الذي استمر فترة طويلة.
وأردف بالقول: «حتى عام 1905 كان هناك مستشفى واحد يعالج جميع حالات المرضى وهو مستشفى الإرسالية الأمريكية كما أن الأطباء الذين عالجوا المرضى أصيب بعضهم بالمرض وتوفوا، وأشهر من توفي في ذاك الوقت الدكتورة ماريون تومسون أول طبيبة في البحرين، والتي أجرت عملية جراحية بسبب مرض التيفوئيد ودُفنت في البحرين».
المنامة الأكثر
تأثراً بالأوبئة
وأضاف: «بحكم أن الأمراض الوبائية تأتي من الخارج، كان المرض ينتشر في المنامة بالأساس، وقلما يصل إلى المناطق البعيدة، وخصوصاً أن حركة السفر آنذاك تكون في المناطق الرئيسية، صحيح أن المناطق البعيدة أصيبت بتلك الأمراض، لكن الحالات الأكبر كانت في المنامة باعتبارها المحطة الرئيسية للسلع والبضائع وحركة التجارة»، مشيراً إلى أن الحكومة في ذاك الوقت اتخذت عدة إجراءات وقرارات لتفادي انتشار الأوبئة، منها أن يبقى العاملون على السفينة في البحر ومنعهم من دخول الميناء، ويقتصر إنزال البضائع على العمال في السفينة.
الكرنتيله
وعاد بنا كاظم إلى تأسيس أول محجر صحي في البحرين عام 1909 في القضيبية على الساحل وكان يسمى باللهجة العامية الدارجة «الكرنتيله او الكرنتينه» نسبة إلى اللفظ الأجنبي من كلمة « كوارنتين»، حتى انتقل الحجر الصحي إلى جزيرة بوماهر في المحرق كجزيرة معزولة تم تخصيصها للحجر الصحي في عام 1929 وبني لها مرافق خاصة للعزل والحجر الصحي، وكان تأسيس المحجر الصحي بناءً على قرار حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي أصدر في ذلك الوقت تعليمات تنص على معاقبة أي شخص يتسبب في انتشار المرض.
رفض دعوات التطعيم
وقال: «إن مستشفى الإرسالية الأمريكية حينها واجه مشكلة مجتمعية في التعامل مع الأهالي تتعلق بتخوف الناس من التطعيم نظراً إلى جهلهم به كما كان لديهم تصور أن التطعيم حرام دينياً؛ لذلك كان الجميع يخاف ويحذر التطعيم باللقاحات إلى أن أصاب مرض الطاعون تحديداً الجميع وامتلأ المستشفى بالمرضى حتى تقبلت الناس مسألة التطعيم في عام 1903، كما اتهم الأهالي المبشرين حينها أنهم السبب في انتشار المرض بهدف القضاء على المسلمين، وكانت الثقافة السائدة تقليدية تؤول المرض بسبب ديني أو كعقاب أو امتحان ربّاني أو مس من الجن أو عائد إلى خرافة قديمة».