كشفت الإصابات الجديدة في لواء الرمثا شمال الأردن، وهي مدينة تقع بالقرب من الحدود السورية، الحالة الوبائية الخطيرة في سوريا، حيث تم تسجيل 42 إصابة بكورونا منذ أسبوع في المدينة قبل أن تقرر الحكومة إغلاق معبر جابر مع سوريا.

وعاد كورونا إلى الأردن من بوابة سوريا، حيث كشفت وزارة الصحة الأردنية، أن حالات كبيرة عادت إلى أماكن الحجر قادمة من سوريا، مصابة بالفيروس وتم التعامل بشكل مباشر مع العاملين على الحدود، بالإضافة إلى أن العديد من سكان مدينة الرمثا يعملون على الشاحنات وتحميل البضائع من سوريا إلى الأردن.

كما أصيب عشرات سائقي الشاحنات بالفيروس ومصدره الأراضي السورية، وفق وزارة الصحة الأردنية.

وقررت الحكومة الأردنية عزل لواء الرمثا عن باقي ألوية محافظة إربد ومحافظات الأردن، منذ الساعة الثامنة من صباح الاثنين، حيث سيكون هناك تصاريح للحالات الإنسانية والمرضى فقط.

وفي هذا السياق، قال محافظ إربد رضوان العتوم لـ"العربية.نت"، إن "قوات مشتركة من القوات المسلحة الأردنية والدرك والشرطة انتشرت في 6 نقاط ومنافذ الغلق، تنفيذاً لقرار عزل اللواء الذي أعلن عنه مدير إدارة عمليات خلية أزمة كورونا العميد الركن مازن الفراية الخميس الماضي".

إلى ذلك أضاف العتوم أن "قرار إغلاق المنافذ وتحديداً نقاط الغلق راعى أن يتم عزل اللواء عن المنافذ الحدودية والسيطرة عليها"، لافتاً إلى أن "التصاريح ستمنح للحالات الإنسانية وتحديداً المرضى، حيث يفرض حظر التنقل من وإلى اللواء من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساء، بشكل يومي لحين صدور قرار برفع العزل عن اللواء".

من جهتها، أعلنت هيئة تنظيم قطاع النقل البري عن وقف عمل وسائط النقل العاملة على خطوط لواء الرمثا، والتي تربطها مع محافظة إربد وباقي المحافظات بشكل تام.

كما أكد مدير مديرية الصناعة والتجارة لمحافظة إربد عبدالحليم الجمرة، أنه تم تأمين اللواء بكميات كافية من مادة الطحين قبل دخول قرار العزل حيز التنفيذ، موضحاً أن تعليمات وزير الصناعة والتجارة تسمح باستدامة سلاسل العمل والإنتاج والتوريد، ويسمح لحملة التصاريح بدخول اللواء لغايات التزويد الغذائي والدوائي والطاقة.

وكان وزير العمل نضال البطاينة قد أعلن في وقت سابق، أنه من غير المطلوب من العاملين في القطاع الخاص سواء من أبناء الرمثا الذين يعملون خارج اللواء أو من العاملين من خارج اللواء في منشآت داخل الرمثا التوجه للعمل خلال فترة عزل اللواء.

وقرر وزير الداخلية الأردني سلامة حماد وبناء على توصية لجنة تنظيم ومتابعة شؤون الحدود والمطارات إغلاق مركز حدود جابر اعتباراً من الخميس الماضي ولمدة أسبوع.

ويأتي قرار الإغلاق استناداً إلى الصلاحيات الممنوحة لوزير الداخلية بموجب أحكام المادة 3 من قانون الإقامة وشؤون الأجانب رقم 24 لسنة 1973.

إلى ذلك قررت اللجنة تكليف وزير الصحة سعد جابر، بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، باتخاذ الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة للحجر على العاملين في المركز، وإجراء الترتيبات اللازمة بهذا الخصوص، وذلك بعد تزايد أعداد إصابات الكوادر العاملة بالمركز بفيروس كورونا.

من جانبه، قال حاتم رزق أحد سائقي الشاحنات لـ"العربية.نت"، إن جميع السائقين ملتزمون بإجراءات السلامة العامة، إلا أن هناك إجراءات عبر المعابر الحدودية مما يتوجب المخالطة بين الأشخاص.

وأكد رزق أنه لا يوجد التزام في الجانب السوري بشروط وقواعد السلامة العامة والتباعد، لذلك يضطر البعض لمخالطة العاملين هناك.

إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، الخميس، أن الحكومة ستعمل على مضاعفة أعداد الكرفانات المخصصة للحجر والإيواء لسائقي الشاحنات، ليصبح مجموع الكرفانات الموجودة في مركز حدود العمري 535.

وأكد الرزاز خلال ترؤسه اجتماعاً لبحث آخر الإجراءات والقرارات المتخذة على الحدود للحد من انتشار كورونا، بحضور وزراء الداخلية، والصحة، والدولة لشؤون الإعلام، والنقل، على "أهمية توفير جميع الإمكانيات والخدمات اللازمة لسائقي الشاحنات، بما يضمن لهم حياة كريمة خلال فترة الحجر الإلزامي قبل عودتهم إلى منازلهم".

كما أوعز للجهات المعنية بإعفاء سائقي الشاحنات الأردنيين القادمين عبر مركزي حدود العمري وجابر من التكاليف المالية لفحص كورونا، وإجرائها على نفقة الحكومة اعتباراً من الأسبوع المقبل.

وكشفت الإصابات المتزايدة في لواء الرمثا عن خطورة الوضع الوبائي غير المعلن في سوريا، بسب حالات الإصابة بكورونا والتي وصلت إلى الأردن، قادمة عبر معبر جابر.

وقال مسؤول ملف كورونا في وزارة الصحة عدنان، إسحاق إن الإصابات الجديدة التي سجلت سببها مخالطة موظفين في مركز حدود جابر الحدودي مع سوريا للمصابين الذين قدموا من سوريا قبل عيد الأضحى.

إلى ذلك أوضح إسحاق أنه "قدم قبل العيد بأيام عدد من الأردنيين عبر حدود من سوريا، واكتشف بين هؤلاء 44 إصابة، ولم يكن بعض الموظفين في مركز حدود جابر ملتزمون بالتعليمات الوقائية، فأصيبوا بالعدوى، ونقلوها إلى أشخاص آخرين من أقربائهم وجيرانهم، خصوصاً أن الناس لم تلتزم في العيد بالتباعد الاجتماعي". وبين أن الإصابات الجديدة ليست جميعها من مركز حدود جابر، وإنما بعضها من المركز الحدودي، والبعض الآخر لمخالطي هؤلاء المصابين.