وليد صبري




* "إسراء" أحدث براءات اختراع المناعة الخاصة بالجامعة

* الجامعة تراقب تطورات "كورونا" في البحرين

* فريق من الجامعة يطور نمذجة انتشار الجائحة

* نحتاج للثقة في الباحث العربي وتوفير الميزانيات والمختبرات

* أغلب الأمراض الفيروسية انتقلت من الحيوانات إلى الإنسان

* وفاة 36 مليون شخص بـ "الإيدز"

قال نائب رئيس جامعة الخليج العربي والأستاذ المشارك للأحياء الدقيقة والمناعة د. خالد سعيد طبارة إن "أغلب الأمراض المستحدثة فيروسية انتقلت من الحيوانات إلى الإنسان"، متحدثاً عن "استراتيجية بحثية لجامعة الخليج العربي تركز على الأمراض الشائعة في مجتمعات دول الخليج العربي".

وأضاف في تصريحات لـ "الوطن"، أنه "في الأربعين سنة الماضية وبعد أن تم التغلب على أغلب الأمراض المعدية من خلال اللقاحات التي تم تطويرها للحماية واستحداث أنماط مختلفة من المضادات الحيوية المتعددة للعلاج، بدأت تظهر بعض الأمراض الجديدة المعدية بدءاً من مرض الإيدز الذي انتقل على ما يبدو من القرود في إفريقيا إلى الإنسان ومن ثم تفشى في جميع أنحاء العالم وتسبب في وفاة نحو 36 مليون إنسان حتى الآن".

وذكر أنه "يجب ألا ننسى مرض جنون البقر وتلته أمراض الجهاز التنفسي أو ما يعرف بـ "السارس"، ثم الميرس والذي اكتشف أنه ينتقل من الجمال وفي النهاية، الآن، مرض كورونا المستجد (كوفيدـ19)، الذي يشبه "السارس"، ولكن انتقاله من إنسان لآخر، أسهل من انتقال مرض سارس، لذا تفشى في كل أنحاء العالم ومازال يحصد عشرات الآلاف، من المصابين، ووصل عدد المصابين إلى أكثر من 3 ملايين مصاب فيما بلغ عدد المتوفين أكثر من ربع مليون شخص في جميع أنحاء العالم".

وأشار د. طبارة إلى أن "أغلب هذه الأمراض المستحدثة فيروسية، انتقلت من الحيوان إلى الإنسان من حيوانات، وذلك بعد طفرات مكنت هذه الفيروسات من الانتقال ومن ثم يصبح مرضاً إنسانياً ينتقل من إنسان إلى آخر، بعد أن كان مرضاً حيوانياً".

وأوضح أنه "لربما ازدياد التعداد السكاني على الأرض والازدحام في المدن الكبيرة والأهم هو غزو الإنسان للغابات والبراري حيث احتك بهذه الحيوانات المصابة هو أصل تفشي هذه الأمراض، مع العلم أن ما تم تحقيقه من تطوير للمضادات الحيوية ضد الأمراض البكتيرية لم تتوصل إليه المضادات للأمراض الفيروسية، لذا تأخر العلاج وتفشى المرض".

ولفت إلى أنه "فيما يتعلق بالوقاية من جائحة كورونا (كوفيدـ19) المستجد فحسب ما أعلنت جميع الجهات الصحية حول العالم يكون عن طريق تقليل الاختلاط، علماً بأن هذه الأمراض تدوم من خلال الانتقال من مصاب إلى إنسان صحي، ومتى انقطعت هذه السلسلة وتم معالجة جميع المرضى، فإن المرض سيزول، لذا من الضروري التقيد بتعليمات السلامة وعزل المرضى وانعزال الأصحاء حتى تنتهي الجائحة".

وقال إنه "في حالة الضرورة للخروج من المنزل للضروريات فمن المهم اتخاذ قرار التباعد بين الأشخاص والتأكد من عدم لمس أسطح ربما تكون ملوثه وثم لمس الوجه، حيث إن الفيروس يستمر معدياً على الأسطح الملوثة لبضعة أيام".

وقال إن "العديد من العائلات الآن تقوم بتعقيم جميع المشتريات قبل إدخالها المنزل من خلال مسحها بمحاليل مطهرة وغسل اليدين بالماء والصابون حال الرجوع للمنزل والبقاء في المنزل إلا في حالات الضرورة أي العزل الاختياري".

وفي رد على سؤال حول دور جامعة الخليج العربي في مكافحة الفيروس، من خلال الأبحاث والدراسات، أفاد د. طبارة بأن "الأبحاث العلمية المخبرية على فيروس (كوفيد 19) تتطلب تجهيزات خاصة لاحتواء الفيروس عند القيام بإجراء التجارب عليه. ومن هذه التجهيزات مختبرات عزل وهذه المختبرات محددة عالمياً، وبمواصفات خاصة وتعرف بمختبرات السلامة البيولوجية ولها مواصفات محددة "Biological Safety Level"، وهي مرقمة من واحد إلى أربعة حسب مستوى العزل ويكون المستوى الرابع أعلاها في العزل وهي للأمراض المميتة مثل الأيبولا وحمى النزيف الدموية وما شابه، أما العمل مع الفيروس المسبب لمرض (كوفيد 19) وبالنسبة لإجراء التحاليل على عينات المرضى مثلما يجري في مختبرات الصحة العامة في البحرين فالمستوى المطلوب هو "BSL-2"، أما في حالة إجراء التجارب العلمية بعزل الفيروس وزرعه فإن ذلك يتطلب مختبراً من مستوى "BSL-3"، وللجامعة مختبر عزل "BSL-2"، وقد عرضت الجامعة مختبرها لدعم الجهات الحكومية في حالة الحاجة لذلك".

وأضاف د. طبارة "لكن إجراء أبحاث مخبرية على الفيروس غير ممكن بدون وجود مختبر عزل محكم من الدرجة "BSL-3"، لذا فإن الجامعة لا تقوم بأية أبحاث مخبرية على فيروس كورونا (كوفيدـ19) المستجد، ولكن الجامعة تساهم في مراقبة تطورات الجائحة في البحرين من خلال فريق يطور نمذجة لانتشار المرض لدعم خطط الجهات الصحية ولاتخاذ القرارات بناء على معطيات علمية. ومن ناحية أخرى، فقد أعلن عن مشاركة البحرين في دراسة إكلينيكية لتقييم بعض الأدوية لعلاج كورونا (كوفيدـ19) بالمشاركة مع منظمة الصحة العالمية، وفي الجامعة مركز قائم منذ 5 سنوات للأبحاث الإكلينيكية وبإمكان هذا المركز المشاركة أو إدارة هذه الدراسة الإكلينيكية للعلاج، إذا ما طلبت الجهات الصحية في المملكة".

وقال إن "الأبحاث الطبية في الجامعة تدرس عدداً من الأمراض من نواحي متعددة، مثل مرض السكري وأمراض القلب وعدد من الأمراض الوراثية الجينية، وقد وضعت الجامعة وكلية الطب استراتيجية بحثية تركز على الأمراض الشائعة في مجتمعات دول الخليج العربية وبالإضافة إلى ذلك فإن للجامعة عدداً من براءات الاختراع تتعلق بمادة بمركب ينتجه الجسم تم تسميتها "إسراء، ISRAA"، وهي منتج حيوي له القدرة على تحفيز جهاز المناعة أو كبته، حسب كميات التركيز المستعمل. وتقوم الجامعة بالتعاون مع جهات عالمية الآن بتطوير هذا المنتج لعلاج بعض الأمراض المستعصية".

ورأى د. طبارة أنه "مازال البحث العلمي في العالم العربي متخلفاً عما يجري في الدول المتقدمة حيث يتوجه البحث العلمي لخدمة متطلبات المجتمعات، وبذلك يتطور الطب والصناعة والتكنولوجيا، أما في دولنا فللأسف مازالت مجتمعاتنا لا تثق بمقدرة العلماء العرب لإيجاد الحلول وبدلاً من ذلك يتم التوجه لاستيراد الحلول من الدول المتقدمة ولذا فإن الجامعات والجهات الحكومية لا ترصد الميزانيات الكافية ولا تأخذ البحث العلمي بالجدية المطلوبة، وفي الغرب هناك مؤسسات وطنية ترصد الميزانيات الكبيرة وتوفر المبالغ للباحثين بشكل تنافسي. وقد حاولت بعض الجهات في الخليج تطوير مؤسسة بهذا الشكل ولكن للأسف لم تسنح الظروف لنجاحها".

وخلص إلى أن "المطلوب هو تغيير في العقلية وثقة أكبر في الباحث العربي ثم إيجاد الميزانيات والمختبرات والمستلزمات لإجراء أبحاث تعالج مشاكلنا وعندها يتم تطوير البحث العلمي في دولنا".