الجزء الأول من العنوان مثل شهير إنجليزي الأصل، وبحسب تفكيك تعريفه يعني: «القوة الدافعة الرئيسية لمعظم الاختراعات هي الحاجة»، كما هو منشور ومتداول.
فيما حولنا، لو رصدنا كم الاختراعات البشرية، سنجد أن للمثل تطبيقاً شاملاً عليها، فلولا حاجة الإنسان لما وجدت هذه الاختراعات، فهي ساعدته ليطور أنماط حياته، ومع تقادم الزمن يمكنه تذكر بدايات هذا الاختراع وما آل إليه حالياً، كمثال: كيف هو شكل الهاتف اليوم مقارنة بالذي اخترعه الأمريكي ألكسندر جراهم بل في عام 1876م.
الكثيرون يسلمون بصحة هذا المثل ومصداقيته، فلولا الحاجة ما كانت الاختراعات، رغم كونها جدلية إن أردتم الواقع، إذ من قال إن كل اختراع أوجده البشر كان مبعثه حاجة ملحة؟!
مقال جميل للكاتب السعودي إبراهيم العمار نشره في صحيفة «الجزيرة السعودية» عام 2016 تحت عنوان «الحاجة أم الاختراع؟! لا!»، وأقتبس إحدى الفقرات التي يقول فيها: «غالبية الاختراعات لم تأتِ لأن شخصاً رأى حاجة (...) معظم المخترعين أتوا باختراعاتهم بسبب فضول طبيعي، أو العبث باختراعات سابقة. وعندما يخترع شيئاً، حينها يبحث عن حاجة لذلك الاختراع. بعد ذلك يجب أن يستخدم بعض الناس هذا الاختراع فترة، وفقط آنذاك يقول المجتمع: إنه اختراع مفيد، أريد جهازاً كهذا».
أتفق في الرأي معه، فليس كل اختراع له حاجة ملحة، فبعضها وجد ليتم تسويقه بعد إقناع الجمهور بأهميته، لكن هذا الحديث يجرني إلى جدلية أخرى، هي معنية بممارسة تمثل اليوم الأكثر فعالية لمواجهة المستقبل، وللتأقلم مع المتغيرات، والأهم لـ«تطويع» المؤثرات بحيث تلبي «الحاجة» التي قد لا تحتاج إلى الاختراع بل تحتاج إلى «الابتكار»، وهذا -أي الابتكار- ما أتحدث عنه تحديداً.
التعريفان يختلفان، فبينما يُعرف الاختراع على أنه «خلق فكرة أو أسلوب جديدين لم يكونا معروفين من قبل»، فإن الابتكار يُعرف على أنه «استخدام فكرة أو أسلوب متداولين بطريقة أفضل مما هو معتاد»، وهنا يمكن بيان الفرق عبر إيراد الأمثلة، ولست أتحدث عن أمثلة «الاختراع» بقدر ما أتحدث عن أمثلة «الابتكار»، ولنا في زمن فيروس «كورونا» أفضل الأمثلة عن الأمور التي طوعها البشر واستخدموها بطرق جديدة أو أساليب مختلفة لتلبي حاجاتهم الساعية للتعايش مع الفيروس، نعم تم ابتكار عديد من الأمور للتخلص من قيود الفيروس على حياة الناس، أو تأثيره على الاقتصاد والتجارة والسياحة والتعليم وحتى الرياضة، كلها أمور لم ترتبط باختراعات، بل ارتبطت بابتكارات تفوقت فيها عقول بعض البشر.
قد تكون الاختراعات شيئاً مبهراً، لكن الابتكارات هي اليوم تلبي «الحاجات» أكثر، لأنها مرتبطة بالإبداع الذي يطوع كل شيء لصالحك، أكثر من اختراع جديد قد يبهرك، أو قد ينضم لقائمة طويلة من الاختراعات التي يمكن العيش بدونها.
فيما حولنا، لو رصدنا كم الاختراعات البشرية، سنجد أن للمثل تطبيقاً شاملاً عليها، فلولا حاجة الإنسان لما وجدت هذه الاختراعات، فهي ساعدته ليطور أنماط حياته، ومع تقادم الزمن يمكنه تذكر بدايات هذا الاختراع وما آل إليه حالياً، كمثال: كيف هو شكل الهاتف اليوم مقارنة بالذي اخترعه الأمريكي ألكسندر جراهم بل في عام 1876م.
الكثيرون يسلمون بصحة هذا المثل ومصداقيته، فلولا الحاجة ما كانت الاختراعات، رغم كونها جدلية إن أردتم الواقع، إذ من قال إن كل اختراع أوجده البشر كان مبعثه حاجة ملحة؟!
مقال جميل للكاتب السعودي إبراهيم العمار نشره في صحيفة «الجزيرة السعودية» عام 2016 تحت عنوان «الحاجة أم الاختراع؟! لا!»، وأقتبس إحدى الفقرات التي يقول فيها: «غالبية الاختراعات لم تأتِ لأن شخصاً رأى حاجة (...) معظم المخترعين أتوا باختراعاتهم بسبب فضول طبيعي، أو العبث باختراعات سابقة. وعندما يخترع شيئاً، حينها يبحث عن حاجة لذلك الاختراع. بعد ذلك يجب أن يستخدم بعض الناس هذا الاختراع فترة، وفقط آنذاك يقول المجتمع: إنه اختراع مفيد، أريد جهازاً كهذا».
أتفق في الرأي معه، فليس كل اختراع له حاجة ملحة، فبعضها وجد ليتم تسويقه بعد إقناع الجمهور بأهميته، لكن هذا الحديث يجرني إلى جدلية أخرى، هي معنية بممارسة تمثل اليوم الأكثر فعالية لمواجهة المستقبل، وللتأقلم مع المتغيرات، والأهم لـ«تطويع» المؤثرات بحيث تلبي «الحاجة» التي قد لا تحتاج إلى الاختراع بل تحتاج إلى «الابتكار»، وهذا -أي الابتكار- ما أتحدث عنه تحديداً.
التعريفان يختلفان، فبينما يُعرف الاختراع على أنه «خلق فكرة أو أسلوب جديدين لم يكونا معروفين من قبل»، فإن الابتكار يُعرف على أنه «استخدام فكرة أو أسلوب متداولين بطريقة أفضل مما هو معتاد»، وهنا يمكن بيان الفرق عبر إيراد الأمثلة، ولست أتحدث عن أمثلة «الاختراع» بقدر ما أتحدث عن أمثلة «الابتكار»، ولنا في زمن فيروس «كورونا» أفضل الأمثلة عن الأمور التي طوعها البشر واستخدموها بطرق جديدة أو أساليب مختلفة لتلبي حاجاتهم الساعية للتعايش مع الفيروس، نعم تم ابتكار عديد من الأمور للتخلص من قيود الفيروس على حياة الناس، أو تأثيره على الاقتصاد والتجارة والسياحة والتعليم وحتى الرياضة، كلها أمور لم ترتبط باختراعات، بل ارتبطت بابتكارات تفوقت فيها عقول بعض البشر.
قد تكون الاختراعات شيئاً مبهراً، لكن الابتكارات هي اليوم تلبي «الحاجات» أكثر، لأنها مرتبطة بالإبداع الذي يطوع كل شيء لصالحك، أكثر من اختراع جديد قد يبهرك، أو قد ينضم لقائمة طويلة من الاختراعات التي يمكن العيش بدونها.