سماهر سيف اليزل
أكد الخبير المختص في مجال تقنية المعلومات والتحول الرقمي نواف محمد، أنه ومع التسارع الكبير الذي تشهده جميع تفاصيل الحياة بسبب التطور المستمر للتقنية، أصبحت المنظمات أمام ضغط كبير لمواكبة المستجدات التكنولوجية، وسعى الكثير منها لتعلّم وتطبيق ما أمكن من أدوات تقنية بهدف تطوير ورفع جودة الأداء وزيادة معيار التنافسية لديها.
وأوضح، أن التغيير ليس سهلاً وخصوصاً بعد هذه السنوات الطويلة من إتباع الطرق التقليدية لإدارة أعمال المنظمات وعملياتها التشغيلية، إذ اعتاد موظفوها على روتين وإجراءات معينة لإنجاز العمل مما أنتج الكثير من التحديات عند محاولة تغيير ذلك.
وبين أن طبيعة أنشطة وأعمال المنظمات غير الربحية التي تركز عادة تركز على قضايا غايتها إنسانية معنوية مختلفة عن طبيعة وأعمال المنظمات الربحية التي تسارع لامتلاك أي تقنية جديدة ترفع من أرباحها وتعظّم من قيمة استثماراتها.
وحول فوائد التحول الرقمي للمؤسسات غير الربحية قال «هناك عدد من الفوائد التي تعود من التحول الرقمي أهمها سرعة وسهولة الأداء، حيث توفر المنظمات غير الربحية الكثير من الوقت والجهد عند استخدامها للتقنية سواء في أداء الأعمال أو التواصل مع الموظفين والمتطوعين والداعمين».
وأكد أن مواكبة التطور الحاصل في المجال التكنولوجي يضمن للمنظمة التواصل مع الأجيال الجديدة ذات المهارة التقنية العالية وكسبهم على المدى الطويل، بالإضافة لجودة الأداء، حيث تنخفض نسبة الأخطاء البشرية عند الاستعانة بالتقنيات الذكية، كما يمكن قياس وتطوير الأداء باستمرار مما يضمن التحسين المستمر للعمل، وتوفر التقنيات الرقمية شفافية ودقة الإجراءات، حيث توفر الأدوات التقنية معلومات تفصيلية عن أي عمليات وأنشطة تقوم بها المنظمة من خلالها، ويمكن الاستفادة من هذه السجلات في التقارير السنوية التي تنشرها المنظمات غير الربحية لداعميها، وكذلك خفض التكلفة، واستخدام أدوات أقل تكلفة على المدى الطويل.
كما تتيح للمنظمات غير الربحية اختيار وفرز واستهداف داعمين ومتطوعين ذوو صفات وخصائص معينة تتناسب مع توجهاتها وأهدافها العامة عن طريق تحليل المعلومات الشخصية والجغرافية التي توفرها هذه الأدوات التقنية.
وفيما يخص التحديات أوضح، أن إجمال التحديات التي تواجه المنظمات غير الربحية على وجه الخصوص في التحول الرقمي تكمن في محدودية الميزانية، فالمنظمات غير الربحية في احتياج دائم للداعمين والمتطوعين مما يجعل شراء وتوفير واستخدام التقنيات المتقدمة وحماية البيانات أمراً مكلفاً، وشحّ الموارد البشرية المؤهلة تقنياً.
من جهته أكد أمين عام جمعية البحرين الخيرية د.حسن إبراهيم كمال، أن التحول الرقمي والخدمات الإلكترونية كان له الدور الكبير في تسهيل الخدمات للمواطنين والمقيمين، وكذلك في العمل الخيري حيث ساعد على التواصل مع مختلف الشركاء والمستفيدين من مختلف الخدمات المقدمة من قبل الجمعية.
وأشار إلى أن الجمعية تعمل على تطوير المزيد من الخدمات الإلكترونية لما بها من خير للمؤسسات الخيرية والفرق التطوعية حيث أن هذا التحول محمود لأنه يتماشى مع الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030، والتي تجعل من أهدافها الاستراتيجية التمكين الرقمي، وشهدنا على أهمية ذلك حين مررنا بجائحة (كوفيد19)، والتي تكاتف أهل البحرين لمجابهتها.
وأضاف أن التمكن الرقمي لم يكن وليد جائحة كورونا وإنما تضاعفت جهود الجميع من أجل حسن تفعيلة وتوظيفه، لذا فإن توظيفه في العمل الخيري سيتواصل دون أن نستغني عن التواصل المباشر مع منظورنا سواء من الداعمين أو المستفيدين الذين نسعى للوصول إليهم بكل السبل مع صون كرامتهم وحماية خصوصياتهم.