أعلن مسؤول بالخارجية التركية أن تركيا وأمريكا وقعتا اتفاقا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.ووقعت الولايات المتحدة وتركيا الخميس في أنقرة على اتفاق تم إنجازه قبل يومين، لتدريب وتجهيز معارضين سوريين معتدلين في تركيا، كما أعلن متحدث باسم السفارة الأميركية.وقال المتحدث لوكالة فرانس برس "يمكنني أن أؤكد لكم أنه تم التوقيع على الاتفاق هذا المساء في أنقرة". والموقعون هم مساعد وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو والسفير الأميركي في أنقرة جون باس، كما أوضح مصدر حكومي.وأشار مولود جاويش أوغلو،وزير الخارجية التركي، في حديثه للصحفيين، خلال خروجه من حفل أكسبو2016 الذي أقيم بمدينة أنطاليا الساحلية، أن الطرفين وقعا على الوثيقة التي اتفقا عليها،وفقا لوكالة الاناضول التركية، وأن عناصر المعارضة المدربين، سيواجهون قوات النظام السوري، وتنظيم داعش الإرهابي وكافة التنظيمات الإرهابية في سورية،وأضاف الوزير التركي، أنه سينشر في وقت لاحق،الوثيقة الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية.وقبل ذلك، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الخميس، إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا لاتفاق مبدئي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها بالعتاد، مضيفاً أنه من المنتظر توقيع الاتفاق قريبا.وكان الجيش الأميركي قد أعلن عزمه إرسال أكثر من 400 جندي، ينتمي عدد منهم للقوات الخاصة، لتدريب المعارضة السورية المعتدلة خارج البلاد في إطار استراتيجية الحرب على تنظيم "داعش".ومن جهته، قال جاويش أوغلو إن الاتفاق بين واشنطن وأنقرة سيوقع قريبا. وأضاف، في مؤتمر صحفي في أنقرة: "فيما يتعلق باتفاق التدريب والتجهيز نحن نقترب من النهاية، كما أعلنا من قبل. لكننا لم نصل إلى مرحلة التوقيع بعد. نعمل حالياً على التفاصيل وتبادلنا الآراء، لكننا نتوقع أن يُوَقع الاتفاق قريبا".وفي سيقا متصل، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين، تحدثوا لوكالة "رويترز" وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن التدريب ربما يبدأ في منتصف مارس المقبل.وأضاف المسؤولون أنهم سيدربون نحو 5000 مقاتل سوري كل عام على مدى ثلاث سنوات بموجب خطة دعم المعارضة السورية المعتدلة.وسيكون الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بمثابة تطور إيجابي بين الحليفين، على الرغم من التوترات بينهما بشأن السياسات المتبعة تجاه الشرق الأوسط. فتريد تركيا أن ينصب التركيز في سوريا على رحيل الأسد في حين تعطي الولايات المتحدة الأولوية لمحاربة تنظيم "داعش".وتأمل تركيا أيضا في تعزيز صفوف المعارضة السورية الضعيفة والمنقسمة على بعضها في صراعها ضد بشار الأسد.وفي هذا السياق، قال جاويش أوغلو: "من الطبيعي أن المقاتلين الذين سنُدربهم ونمدهم بالعتاد سيقاتلون جماعات تهدد وحدة سوريا على الأرض. اليوم يشكل داعش وبعض المنظمات الارهابية الأخرى، إلى جانب النظام السوري، تهديدا للأمن والاستقرار في سوريا. كل هذه الأطراف مستمرة في قتل المدنيين بوحشية".ومن جهة أخرى، اعتبر جاويش أوغلو أن تحقيق مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا يمثل تحديا كبيرا.وتابع: "سنرحب بوقف لإطلاق النار حتى لو لمجرد ستة أسابيع. لكن هل سيحترم النظام السوري وقف إطلاق النار ويلتزم به؟ وماذا سيحدث خلال الستة أسابيع من أجل وقف القتال وإراقة الدماء بعد انتهاء هذه الفترة؟".