حتى تثبت اللقاحات التي أنتجت وتلك التي استخدمت في التطعيمات التجريبية فعاليتها وقدرتها على الوقاية والشفاء، فإن الواقع يفرض علينا الآن «التعايش أكثر» مع وجود فيروس كورونا في الأجواء.

العالم لا يمكن له أن ينشل، والحياة لا يمكن لها أن تتوقف، والاقتصاد لابد له وأن يتحرك، حتى في ظل الأزمات العالمية السابقة كل مظاهر الحياة مضت وإن وجدت أنواع من القيود التي يفرضها الحذر أو تفرضها الاحترازات.

الخط البياني الخاص بمملكة البحرين بشأن كيفية تعاملها مع فيروس كورونا سيكشف حجم الكفاءة التي تمثل بها فريق البحرين لاحتواء هذه الأزمة وللتعامل معها، فلم يكن الاستهتار أو التقليل من حجم وخطوة الفيروس خياراً إطلاقاً، إذ حتى قبل ظهور أية حالة إصابة كانت البحرين تتعامل وكأن هناك حالات موجودة وفرضت عديداً من الإجراءات لتجنيب المجتمع خطر الإصابة.

الحفاظ على «الأرواح» كان أولوية لدى مملكة البحرين، كان هو الأساس الذي يعمل عليه الجميع في مختلف تفريعات فريق البحرين، وهو ما نجحنا فيه بشكل واضح مقارنة بما عانته كثير من الدول، والتحدي كان بعدها لإعادة عجلة الاقتصاد للدوران، والعودة شيئاً فشيئاً لنمط الحياة الاعتيادي، لكن بحذر.

الأرقام التي كشفها الفريق الطبي يوم أمس في مؤتمره الصحفي إيجابية، خاصة ما تمت الإشارة إليه بشأن المقارنة بين تضخم الأرقام بعد عيدي الفطر والأضحى، إذ تتضح نتائج سعي كثير من الناس لاتخاذ الاحتياط والحذر والاحتراز، وهو ما يعني زيادة في الوعي ورغبة في تجنب المخاطرة بالإصابة بهذا الفيروس.

العودة للحياة الدراسية للطلبة مؤشر إيجابي كبير، وما تقوم به وزارة التربية والتعليم جهد مقدر خاصة ما قامت به من قياس رأي أولياء الأمور، وما تلاه من استعدادات تسعى لعودة الطلبة للمدارس بحذر مع الاستعانة بالتعليم عن بُعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

إعلان استضافة حلبة البحرين الدولية لسباقين للجائزة الكبرى للفورمولا واحد وليس سباقاً واحداً خبر رائع ويرتبط بإعادة تحريك عديد من الأمور المرتبطة مثل السياحة والإشغال الفندقي وتعزيز سمعة البحرين العالمية بشأن استراتيجية تعاملها المتزن والمسؤول مع فيروس كورونا.

وأخيراً وليس آخراً، الأخبار المعنية بتنظيم إجراءات إقامة الشعائر الدينية وعودة الصلاة في المساجد، كلها مؤشرات إيجابية بشأن العودة لنمط الحياة الطبيعية، ويبقى في كل ما أشرنا إليه أعلاه الرهان على استمرار وعي وحرص المواطن وتحمله لمسؤوليته.