يعمل براين كولينان ومارتا رويز مستشارين في مجموعة "برايس ووترهاوس كوبر" للتدقيق، لكنهما اعتباراً من مساء الجمعة وحتى بدء حفل توزيع جوائز الأوسكار، سيكونان الوحيدين في العالم اللذين يطلعان على نتائج أهم جوائز للسينما الأميركية.ويروي براين ومارتا لمراسل وكالة "فرانس برس" كيف تجري الأمور في كواليس "أكاديمية العلوم والفنون السينمائية" التي يشارك 6000 من أعضائها في اختيار الفائزين في جوائز الأوسكار.ويقول براين حول طريقة التصويت المتبعة في الأكاديمية: "على مدى 84 عاما كان التصويت يجري بواسطة الرسائل، فكان الأعضاء يبعثون تصويتهم بالبريد، لكن قبل ثلاثة أعوام فتحت الأكاديمية باب التصويت الإلكتروني، مع إعطاء كلمة سر خاصة لكل عضو من أعضائها".ومنذ ذلك الحين، صار معظم الأعضاء يصوتون إلكترونياً، لكن رسائل التصويت تطبع على أوراق لتسهيل العد، وخوفاً من إمكانية وقوع خلل أو قرصنة معلوماتية.ويشير براين إلى وجود فريق من خمسة أشخاص أو ستة يقدمون المساعدة في هذه العملية ويفرزون الأصوات بحسب الفئات.ويقول: "هنا 24 فئة (في جوائز الأوسكار) و6000 عضو ينبغي إحصاء تصويتهم يدويا، وعلينا أن ننهي عملية الفرز والعد قبل مساء الجمعة".ومن جهتها، تقول مارتا رويز: "في معظم الفئات (كأفضل ممثل وأفضل ممثلة) لا يصوت الأعضاء سوى لفيلم واحد أو فنان واحد، وعلى ذلك فإن الحاصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز بالجائزة".وقد حدث ست مرات أن تعادلت الأصوات، فمنحت الجائزة لشخصين/فيلمين. وحدث ذلك آخر مرة في العام 2013 مع جائزة أفضل صوت.أما في فئة أفضل فيلم، فيبدو التصويت أكثر تعقيداً، إذ يرتب أعضاء الأكاديمية في قسيمة التصويت الأفلام بحسب تفضيلهم لها. وينبغي أن يحصل الفائز على نصف الأصوات زائد واحد.وتوضح مارتا هذه الآلية بالقول: "يجري احتساب كل قسائم التصويت.. وتحذف الأفلام التي نالت أقل عدد من الأصوات من قوائم التصويت، ويحتسب تصويتها للفيلم التالي في القائمة، وهكذا دواليك إلى أن يظهر الفائز".وبحسب مارتا، فإن هذه الآلية المعقدة اعتُمدت بهدف "ضمان أن يكون الفيلم الفائز يحوز على ما يشبه الإجماع".وحول الإجراءات المتخذة لحماية النتائج من التسرب قبل الحفل، يقول براين: "يقوم المكلف بطباعة المغلفات بوضع أسماء الفئات عليها وطباعة البطاقات، لكننا نحن من يضع البطاقات في المغلفات ونختمها، ونكون قد حفظنا أسماء الفائزين في كل فئة عن ظهر قلب". ويضيف: "لا أحد في العالم يعرف النتائج سوى نحن الاثنين".ومن جهتها، تقول مارتا: "منذ لحظة انتهائنا من هذا العمل، نصبح تحت مراقبة مشددة من حراس مسلحين، ويستمر ذلك إلى لحظة البدء بحفل توزيع الجوائز".ويتوجه براين ومارتا إلى مكان الحفل، كل يسلك طريقا مختلفا عن الآخر وفي جعبته نسخة عن النتائج، تحسباً لوقوع طارئ ما في الطريق.