د. شمسان بن عبدالله المناعي
يولد بعض الأطفال وهم لديهم مواهب متعددة هي بحاجة إلى من ينميها ويوفر الرعاية لها بيد أنه بمرور الوقت نجد أن هذه المواهب تندثر لأسباب متعددة وأهم من يؤثر ويتسبب في ذلك هم الوالدان حيث إن كثيراً ما يواجه الأطفال الموهوبون من الآباء من يفرض عليهم التركيز على دراستهم في المدرسة وترك ما لديهم من اهتمامات وأنشطة يمارسونها اعتقاداً من الآباء أنهم أدرى بمصلحة أطفالهم في الوقت أن الطفل قد تكون لديه موهبة يمارسها مثل المواهب الفنية والرياضية وإلكترونية من هنا يكون ذلك أحد الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام تطور الموهبة عند الطفل الموهوب فالكثيرون منهم تندثر مواهبهم في الطفولة بسبب الآباء اعتقاداً من الآباء بأن الدراسة والتفوق هي أهم من الموهبة التي يمارسها طفلهم وكذلك لأنهم يريدون فرض اتجاه معين عليهم لمستقبلهم ويريد الآباء تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من أمنيات في حياتهم عن طريق أبنائهم وهذا فيه ظلم للأبناء لأنهم لهم شخصيتهم الخاصة ويعيشون في عصر جديد غير العصر الذي كان الآباء يعيشون فيه وأنهم لهم رغباتهم واهتماماتهم. من هنا نقول لابد على الآباء عدم فرض اهتمامات أو ميول معينة لا يرغبها الأبناء لا يرغبون فيها إنما دورهم ينحصر في إرشاد الأبناء الموهوبين فقط دون إملاء أي ميول واهتمامات عليهم للمستقبل ورعاية الطفل الموهوب هو استثمار للمستقبل ولذا لابد أن تساهم المدرسة في رعاية الموهوبين، وامتداداً إلى كافة المؤسسات المَعْنِية بعملية التنشئة الاجتماعية.
ورعاية الطفل الموهوب لا تقتصر فقط على توفير الأدوات التي يحتاجها الطفل ومن هنا فإنه يجب على الآباء الذين يرغبون في أن يكون الأطفال مُبدِعين في العلم والفن والأدب - أن يتَّبعوا أسلوباً معيناً في تربية أبنائهم؛ بحيث يقوم هذا الأسلوب على التماسك والدفء العاطفي والقبول والحرية، وكذلك لا بد أن يعمل الآباء على السماح للأبناء لتحقيق رغباتهم، وإعطائهم الفرصة لكي يشعروا بالثقة في أنفسهم وفي شخصياتهم، كما أن هؤلاء الآباء لا بد أن يحاولوا فهم المتطلبات السيكولوجية لأطفالهم، وإتاحة بيئة محفزه أفضل لهم للتعلم الأمثل حتى يعطوا الفرصة لمواهبهم أن تظهر، ومن ثَم يستطيعون أن يوفِّروا لهم كل وسائل الرعاية والاهتمام.
كذلك على الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية أن تساعد الطفل الموهوب في مواجهة مشكلاته الخاصة سواء في البيت أو المدرسة فقد يلاحظ العديد من الآباء بعضَ الأنماط السلوكية المحيرة لطفلهم الموهوب فتارةً يرونه عائداً من المدرسة شاكياً باكياً من السأم والملل بسبب رتابة الدروس أو بطء سرعة المنهج، أو عدم وجود مَن ينافسه في الصف، أو سخف أقرانه، وتارة أخرى يلقونه عازفاً عن أداء الواجبات المدرسية؛ ليركز انتباهه على لعب الشطرنج أو الكمبيوتر لساعات طوال دون كلل أو ملل، أو يمضي وقته يتابع قراءة قصص أعلى من مستوى عمره بسنوات، بشغف ونهم كبيرين، وأحياناً يُمطِرهم بوابل من الأسئلة الصعبة التي تنمُّ عن وجود قدرة عالية على التفكير المجرد أعلى من مستوى عمره بكثير، وقد يسأل أسئلة عديدة عن أسرار الكون، والذات الإلهية، والخير والشر، والحياة والموت، في عمر مبكر، بينما أقرانه في عمره نفسه مازال كل منهم يفكر كيف يربط حذاءه.
والسر وراء كل ذلك هو عدم وعي الآخرين خصائص هؤلاء الأطفال ووجود موهبة كامنة لدى الطفل الموهوب تنتظر الفرصة للظهور والانطلاق، ولكن الكبار يشعرون بالحيرة والقلق حيالَها؛ لعدم وعيهم بطبيعة الموهبة وخصائصها، وعدم معرفتهم بدورهم في الكشف عن طفلهم الموهوب، وجهلهم بأساليب توفير المناخ الملائم لتنمية موهبته ورعايتها، وكذلك عدم معرفتهم بأساليب التعامل الصحيحة معه؛ مما يجعل مسألة تربية الطفل الموهوب ورعايته تحدياً كبيراً للأسرة.
اتضح من الدراسات العلمية في هذا المجال أن أعمار الآباء والأمهات للأطفال الموهوبين في أواخر العشرين أو أوائل الثلاثين، أو الأربعين وفي هذا العمر يكونان أكثر نضجاً من الناحية العاطفية، وأكثر استقراراً من الناحية المادية؛ مما ينعكس إيجاباً على تنمية الموهبة الكامنة لدى طفلهما ولقد ركزت معظم الدراسات العلمية على متغيرات ثابتة في البيئة الأسرية من الصعب التحكم بها أو تغييرها؛ مثل العمر، والمستوى التعليمي للأبوين، وترتيب الطفل في الأسرة؛ ودراسات علمية ركزت على متغيرات أكثر ديناميكية؛ مثل التوافق الأسري وأساليب التنشئة الأسرية وبينت أن بعض الاتجاهات الوالدية تساعد على تنمية الإبداع، ومن أهمها تشجيع التفكير اللانمطي للأدوار الجنسية؛ أي: عدم قولبة كل من الذكر والأنثى في أدوار تقليدية معينة، والتي ترى أن أدوار الأنثى ترتبط بالعَلاقات الاجتماعية، وأنها قد خلقت للبيت وتربية الأولاد، وأن الذكر دوره هو كسب القوت والأدوار التي تتعلق بالإنجاز، بل النظر إلى الابن أو الابنة حسب قدراته وميوله بغضِّ النظر عن كونه ذكراً أو أنثى، وبالنسبة لدور كل من الأم والأب، تبين معظم الدراسات في هذا المجال أن الأم تلعب دوراً مؤثراً في تنمية موهبة طفلها، وخصوصاً في السنوات الأولى من عمره، والتراث السيكولوجي يزخر بالعديد من الدراسات التي تبين هذا الدور، ومعظم الدراسات تؤكد أن هناك ارتباطًا وثيقاً بين ذكاء الأم وطفلها، وتؤكد أن مستوى تعليم الأم بصورة خاصة ومشاركتها ومتابعتها لأمور الطفل وهو صغير، لها آثار إيجابية بعيدة المدى على تربية الموهبة لدى الطفل مستقبلاً. والتفاعل اللفظي بين الأم وطفلها يلعب دوراً كبيراً في تنمية القدرات العقلية لدى الطفل منذ أشهره الأولى، وتشير الدراسات إلى أن التفاعل اللفظي لأمهات الأطفال الموهوبين يتسم بالتعزيز اللفظي، وإعطاء إرشادات لفظية، وإلقاء أسئلة مفتوحة، وعدم إعطائه إجابات جاهزة، بل تشجيع الطفل على أن يبحث عنها بنفسه، وكذلك حب الاستطلاع لديه (تورنس).
لذا من المهم توفير الرعاية للطفل الموهوب منذ الطفولة فهؤلاء الأطفال هم ثروة يجب الحفاظ عليها واستثمارها للمستقبل فهو المورد المتجدد في كل مكان وزمان فهل نعي إلى ذلك.
يولد بعض الأطفال وهم لديهم مواهب متعددة هي بحاجة إلى من ينميها ويوفر الرعاية لها بيد أنه بمرور الوقت نجد أن هذه المواهب تندثر لأسباب متعددة وأهم من يؤثر ويتسبب في ذلك هم الوالدان حيث إن كثيراً ما يواجه الأطفال الموهوبون من الآباء من يفرض عليهم التركيز على دراستهم في المدرسة وترك ما لديهم من اهتمامات وأنشطة يمارسونها اعتقاداً من الآباء أنهم أدرى بمصلحة أطفالهم في الوقت أن الطفل قد تكون لديه موهبة يمارسها مثل المواهب الفنية والرياضية وإلكترونية من هنا يكون ذلك أحد الأسباب التي تقف حجر عثرة أمام تطور الموهبة عند الطفل الموهوب فالكثيرون منهم تندثر مواهبهم في الطفولة بسبب الآباء اعتقاداً من الآباء بأن الدراسة والتفوق هي أهم من الموهبة التي يمارسها طفلهم وكذلك لأنهم يريدون فرض اتجاه معين عليهم لمستقبلهم ويريد الآباء تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه من أمنيات في حياتهم عن طريق أبنائهم وهذا فيه ظلم للأبناء لأنهم لهم شخصيتهم الخاصة ويعيشون في عصر جديد غير العصر الذي كان الآباء يعيشون فيه وأنهم لهم رغباتهم واهتماماتهم. من هنا نقول لابد على الآباء عدم فرض اهتمامات أو ميول معينة لا يرغبها الأبناء لا يرغبون فيها إنما دورهم ينحصر في إرشاد الأبناء الموهوبين فقط دون إملاء أي ميول واهتمامات عليهم للمستقبل ورعاية الطفل الموهوب هو استثمار للمستقبل ولذا لابد أن تساهم المدرسة في رعاية الموهوبين، وامتداداً إلى كافة المؤسسات المَعْنِية بعملية التنشئة الاجتماعية.
ورعاية الطفل الموهوب لا تقتصر فقط على توفير الأدوات التي يحتاجها الطفل ومن هنا فإنه يجب على الآباء الذين يرغبون في أن يكون الأطفال مُبدِعين في العلم والفن والأدب - أن يتَّبعوا أسلوباً معيناً في تربية أبنائهم؛ بحيث يقوم هذا الأسلوب على التماسك والدفء العاطفي والقبول والحرية، وكذلك لا بد أن يعمل الآباء على السماح للأبناء لتحقيق رغباتهم، وإعطائهم الفرصة لكي يشعروا بالثقة في أنفسهم وفي شخصياتهم، كما أن هؤلاء الآباء لا بد أن يحاولوا فهم المتطلبات السيكولوجية لأطفالهم، وإتاحة بيئة محفزه أفضل لهم للتعلم الأمثل حتى يعطوا الفرصة لمواهبهم أن تظهر، ومن ثَم يستطيعون أن يوفِّروا لهم كل وسائل الرعاية والاهتمام.
كذلك على الأسرة والمدرسة والمؤسسات الاجتماعية أن تساعد الطفل الموهوب في مواجهة مشكلاته الخاصة سواء في البيت أو المدرسة فقد يلاحظ العديد من الآباء بعضَ الأنماط السلوكية المحيرة لطفلهم الموهوب فتارةً يرونه عائداً من المدرسة شاكياً باكياً من السأم والملل بسبب رتابة الدروس أو بطء سرعة المنهج، أو عدم وجود مَن ينافسه في الصف، أو سخف أقرانه، وتارة أخرى يلقونه عازفاً عن أداء الواجبات المدرسية؛ ليركز انتباهه على لعب الشطرنج أو الكمبيوتر لساعات طوال دون كلل أو ملل، أو يمضي وقته يتابع قراءة قصص أعلى من مستوى عمره بسنوات، بشغف ونهم كبيرين، وأحياناً يُمطِرهم بوابل من الأسئلة الصعبة التي تنمُّ عن وجود قدرة عالية على التفكير المجرد أعلى من مستوى عمره بكثير، وقد يسأل أسئلة عديدة عن أسرار الكون، والذات الإلهية، والخير والشر، والحياة والموت، في عمر مبكر، بينما أقرانه في عمره نفسه مازال كل منهم يفكر كيف يربط حذاءه.
والسر وراء كل ذلك هو عدم وعي الآخرين خصائص هؤلاء الأطفال ووجود موهبة كامنة لدى الطفل الموهوب تنتظر الفرصة للظهور والانطلاق، ولكن الكبار يشعرون بالحيرة والقلق حيالَها؛ لعدم وعيهم بطبيعة الموهبة وخصائصها، وعدم معرفتهم بدورهم في الكشف عن طفلهم الموهوب، وجهلهم بأساليب توفير المناخ الملائم لتنمية موهبته ورعايتها، وكذلك عدم معرفتهم بأساليب التعامل الصحيحة معه؛ مما يجعل مسألة تربية الطفل الموهوب ورعايته تحدياً كبيراً للأسرة.
اتضح من الدراسات العلمية في هذا المجال أن أعمار الآباء والأمهات للأطفال الموهوبين في أواخر العشرين أو أوائل الثلاثين، أو الأربعين وفي هذا العمر يكونان أكثر نضجاً من الناحية العاطفية، وأكثر استقراراً من الناحية المادية؛ مما ينعكس إيجاباً على تنمية الموهبة الكامنة لدى طفلهما ولقد ركزت معظم الدراسات العلمية على متغيرات ثابتة في البيئة الأسرية من الصعب التحكم بها أو تغييرها؛ مثل العمر، والمستوى التعليمي للأبوين، وترتيب الطفل في الأسرة؛ ودراسات علمية ركزت على متغيرات أكثر ديناميكية؛ مثل التوافق الأسري وأساليب التنشئة الأسرية وبينت أن بعض الاتجاهات الوالدية تساعد على تنمية الإبداع، ومن أهمها تشجيع التفكير اللانمطي للأدوار الجنسية؛ أي: عدم قولبة كل من الذكر والأنثى في أدوار تقليدية معينة، والتي ترى أن أدوار الأنثى ترتبط بالعَلاقات الاجتماعية، وأنها قد خلقت للبيت وتربية الأولاد، وأن الذكر دوره هو كسب القوت والأدوار التي تتعلق بالإنجاز، بل النظر إلى الابن أو الابنة حسب قدراته وميوله بغضِّ النظر عن كونه ذكراً أو أنثى، وبالنسبة لدور كل من الأم والأب، تبين معظم الدراسات في هذا المجال أن الأم تلعب دوراً مؤثراً في تنمية موهبة طفلها، وخصوصاً في السنوات الأولى من عمره، والتراث السيكولوجي يزخر بالعديد من الدراسات التي تبين هذا الدور، ومعظم الدراسات تؤكد أن هناك ارتباطًا وثيقاً بين ذكاء الأم وطفلها، وتؤكد أن مستوى تعليم الأم بصورة خاصة ومشاركتها ومتابعتها لأمور الطفل وهو صغير، لها آثار إيجابية بعيدة المدى على تربية الموهبة لدى الطفل مستقبلاً. والتفاعل اللفظي بين الأم وطفلها يلعب دوراً كبيراً في تنمية القدرات العقلية لدى الطفل منذ أشهره الأولى، وتشير الدراسات إلى أن التفاعل اللفظي لأمهات الأطفال الموهوبين يتسم بالتعزيز اللفظي، وإعطاء إرشادات لفظية، وإلقاء أسئلة مفتوحة، وعدم إعطائه إجابات جاهزة، بل تشجيع الطفل على أن يبحث عنها بنفسه، وكذلك حب الاستطلاع لديه (تورنس).
لذا من المهم توفير الرعاية للطفل الموهوب منذ الطفولة فهؤلاء الأطفال هم ثروة يجب الحفاظ عليها واستثمارها للمستقبل فهو المورد المتجدد في كل مكان وزمان فهل نعي إلى ذلك.