رصدنا في المقالات السابقة أبرز الأطر والأساليب التي اتبعتها مواقع التواصل الاجتماعي في تناولها لفيروس كورونا المستجد (كوفيد19) والتي كان أهمها تناول الأزمة وكأنها صراع بين المؤسسات الرسمية الطبية في العالم العربي وبين الجماهير وكذلك إطار عدم المبالاة الرسمية بالفيروس أو بأعداد المصابين واعتمدت هذه المواقع على مصادر معلومات ذات ثقة ومصداقية قليلة واتسمت بعدم التوازن فى المصادر التي يتم الرجوع إليها ولذا برزت قضية التحيز وعدم الموضوعية في هذه المعالجة معتمدة على آليات التضخيم والنشر المتكرر للأخبار والمعلومات السلبية وهو ما جعل جل تركيزها منصباً على الجانب السلبي. وفى هذا الجزء نستكمل رصد الجوانب المهنية في تناول مواقع التواصل لفيروس كورونا (كوفيد19).
كما برز في معالجة كثير من مواقع التواصل الاجتماعي العربية التحيز في استخدام الصور ولقطات الفيديو. فغالبية ما يبث فيها بشأن الفيروس لا يراعي التأثيرات النفسية لذا التناول على سيكولوجية الجماهير خاصة النساء والشباب والأطفال ولذا نجد أن كثيراً مما ينشر يعبر عن خوف ورعب وتأثيرات خطيرة وسلبية وكلها تقود في النهاية إلى حالة من عدم إعمال العقل والمنطق وانتشار الخوف والرعب لأنها تخاطب عواطف ومشاعر الجمهور وليس عقولهم فحين تريد توصيل إيحاء عن سلبيات تكون اللقطات من قرب حتي يبدو الفعل كبيراً وملامح أكثر تعبيراً على الوجوه والصراخ والوهم وهرولة المواطنين في بعض الدول إلى تخزين السلع لتخلق حالة من التوتر الاجتماعي والخوف من المستقبل لدى الجماهير بجانب التعبيرات المتعددة المصاحبة لكل ذلك وهوما يقود في النهاية إلى تحقيق أهداف ناشريها وقد ساعد أصحاب مواقع التواصل على ذلك وجود التقنيات التي تيسر لهم هذه الجوانب والمؤثرات الفنية في هواتفهم الذكية والتي تحتوي على كاميرات التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو عالية الدقة والوضوح بل وأتاحت التطبيقات التي يتم تحميلها على هذه الهواتف إجراء أية تعديلات أو إضافات على الصورة الأصلية زيادة في تحقيق هدفهم المنشود.
لقد بات الخلط بين الرأي والخبر أسلوباً أصيلاً فيما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن عدم خلط الرأي بالخبر، إحدى أبجديات العمل الصحفي والإعلامي، فالخبر ملك القارئ، و الرأي ملك صاحبه، باعتبار الأول عنوانا للحقيقة والثاني مجرد رأي أو زاوية من زوايا النظر إلى الحقيقة أو الحدث والمعالجة المهنية هي التي تذكر أولاً الأخبار المعتمِدة على المصادر الموثوقة وشهادات العيان والتي تعبر عن معلومات من مصادر موثوقة وذات أهلية بحكم وظيفتها أو تخصصها، ثم بعد ذلك تنشر الآراء والتحليلات إن وجدت والتي تعبر عن رأي كاتبها ويتحمل مسؤوليتها. وللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
كما برز في معالجة كثير من مواقع التواصل الاجتماعي العربية التحيز في استخدام الصور ولقطات الفيديو. فغالبية ما يبث فيها بشأن الفيروس لا يراعي التأثيرات النفسية لذا التناول على سيكولوجية الجماهير خاصة النساء والشباب والأطفال ولذا نجد أن كثيراً مما ينشر يعبر عن خوف ورعب وتأثيرات خطيرة وسلبية وكلها تقود في النهاية إلى حالة من عدم إعمال العقل والمنطق وانتشار الخوف والرعب لأنها تخاطب عواطف ومشاعر الجمهور وليس عقولهم فحين تريد توصيل إيحاء عن سلبيات تكون اللقطات من قرب حتي يبدو الفعل كبيراً وملامح أكثر تعبيراً على الوجوه والصراخ والوهم وهرولة المواطنين في بعض الدول إلى تخزين السلع لتخلق حالة من التوتر الاجتماعي والخوف من المستقبل لدى الجماهير بجانب التعبيرات المتعددة المصاحبة لكل ذلك وهوما يقود في النهاية إلى تحقيق أهداف ناشريها وقد ساعد أصحاب مواقع التواصل على ذلك وجود التقنيات التي تيسر لهم هذه الجوانب والمؤثرات الفنية في هواتفهم الذكية والتي تحتوي على كاميرات التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو عالية الدقة والوضوح بل وأتاحت التطبيقات التي يتم تحميلها على هذه الهواتف إجراء أية تعديلات أو إضافات على الصورة الأصلية زيادة في تحقيق هدفهم المنشود.
لقد بات الخلط بين الرأي والخبر أسلوباً أصيلاً فيما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي، مع العلم أن عدم خلط الرأي بالخبر، إحدى أبجديات العمل الصحفي والإعلامي، فالخبر ملك القارئ، و الرأي ملك صاحبه، باعتبار الأول عنوانا للحقيقة والثاني مجرد رأي أو زاوية من زوايا النظر إلى الحقيقة أو الحدث والمعالجة المهنية هي التي تذكر أولاً الأخبار المعتمِدة على المصادر الموثوقة وشهادات العيان والتي تعبر عن معلومات من مصادر موثوقة وذات أهلية بحكم وظيفتها أو تخصصها، ثم بعد ذلك تنشر الآراء والتحليلات إن وجدت والتي تعبر عن رأي كاتبها ويتحمل مسؤوليتها. وللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال