أيمن شكل
أكدت الشريعة الإسلامية على مبدأ "لا ضرر ولا ضرار"، وهو ما لفت إليه رجال دين ومواطنين واستشاريين، بشأن أداء الصلاة في المساجد خلال هذه المرحلة، حيث شددوا على أهمية تجنب الذهاب للمساجد عند الشعور بأعراض مرضية ربما تتسبب في أذى بقية المصلين.

وفي البداية شدد الشيخ الدكتور جمعة توفيق على أن الأوضاع التي يعيشها العالم ومملكة البحرين ليست طبيعية وتستلزم على كل فرد أخذ الحيطة والحذر والالتزام باتباع كافة الإجراءات الاحترازية، لافتاً إلى توجيهات إدارة الأوقاف السنية التي دعت كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة وضعف المناعة بعدم الذهاب للمساجد، ونوه بالحديث النبوي الشريف القائل "لا ضرر ولا ضرار" حيث يعد مرجعاً شرعياً في مثل هذه المواقف.

كما أشار إلى أقوال الفقهاء من أهل الدين التي تؤكد على أن الإنسان الذي يخشى على نفسه الضرر أو أن يضر غيره، فلا يجوز له شرعا فعل الأمور المؤدية لهذا الضرر، وأضاف: حتى من ليس به بأس ولكن خاف على نفسه من العدوى وليس بمطمئن فلا وزر عليه أن يبقى في بيته ولا يحضر صلاة الجماعة، ويتحقق الضرر الأكثر لمن كان مصاباً وحضر للمسجد وهو يعلم ذلك.

ونوه د. توفيق بحديث نبوي وفي روايةٍ لمسلم حين قال ﷺ: مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّوم وَالْكُرَّاث فَلا يَقْرَبَنَّ مسْجِدَنَا، فَإِنَّ المَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يتأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدمَ"، وقال: إذا كان هذا حال الأذى من الرائحة فقط، فما بال الإنسان بأذية أخيه الإنسان والتسبب بمرضه وربما موته لا قدر الله؟.

وأكد الشيخ جمعة أن هذه الأزمة لابد وأن تنتهي بمشيئة الله تعالى ويعود الجميع للصلاة في المساجد، لكن اليوم وجب على الجميع الالتزام بالتدابير التي تم الإعلان عنها من وزارة الصحة والفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19).



15 عرضاً يستوجب الحذر

من جانبه وضع استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة د. رياض السندي قائمة بخمسة عشر عرضاً يجب عندها الحذر وعدم الذهاب إلى المساجد، قائلاً إن فقدان حاسة الشم حتى في غياب أي أعراض أخرى تعتبر من أهم الأمور التي يجب على المصلي أن يلتفت إليها، وقال: على الرغم من أن العطس المستمر ليس من أعراض كورونا إلا أنه يستوجب الابتعاد عن المساجد والأماكن العامة لحين إجراء تحليل أو استشارة طبيب.

واشتملت القائمة على: وجود الزكام - سيلان الأنف - ارتفاع درجة الحرارة - آلام الجسم والمفاصل - تكسر في العافية - الإحساس بالإعياء العام - شعور بالغثيان - آلام في البطن - الرغبة في الترجيع – الإسهال - صعوبة النفس - السعال المستمر، وقال السندي إن كل هذه الأعراض المتفرقة قد تكون من أعراض الالتهابات الفيروسية وخاصة كورونا في الظروف الحالية.

وأكد الشيخ علي صقر أنه لا إثم على من ترك صلاة الجماعة بسبب ظرف استثنائي، أو لدرء خطر يمكن أن يصيب النفس أو الغير، وقال إن الشريعة تقدم حفظ النفس على أداء الفرائض، وأن صلاة الجماعة مستحبة إلا أن صلاة الفرد في بيته تظل أصلاً لأداء الفروض، ويكن للمسلم أن يصلي جماعة مع أهل بيته، وإلى أن يطمئن على صحته تماماً.

وقال أحمد السيد الصاوي كنت أنتظر افتتاح المساجد بفارغ صبر، لكن وعند الإعلان من قبل الأوقاف السنية عن البدء بصلاة الفجر، لم أكن على ما يرام، وكنت مصاباً بالزكام والرشح لثلاثة أيام، لكني آثرت البقاء في المنزل وعدم الذهاب لأول صلاة فجر بعد انقطاع عن المساجد لستة أشهر.

وأضاف السيد: على الرغم من إجرائي فحص كوفيد19 وظهور النتيجة سلبية، إلا أنني أنتظر تماثلي للشفاء التام، لأنني ربما قد أصيب أحد المصلين بالأنفلونزا، وربما يشعر الآخرين بحرج وحذر مني إذا علموا بأني أعاني من نزلة برد عادية.

وقال باقر الشعباني إن الصلاة في البيت أفضل في حال شعر الإنسان أنه سيكون سبباً في أذى أخيه المسلم، ويجب على كل إنسان تحمل مسؤولية المجتمع الذي يعيش فيه، فمجرد الشعور بأعراض مشابهة لمرض كورونا، تستوجب على كل فرد حماية أهله ومجتمعه، ولا يتسبب بأذى في حين أن خيار الصلاة في البيت مجاز من أهل الدين نظراً للظروف التي تمر بها البلاد والعالم أجمع.