عواصم - (وكالات): أكدت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس أن “المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أبلغ مجلس الأمن بأن سوريا لم تلتزم بشكل كامل بشروط وقف إطلاق النار”، فيما أكدت المعارضة السورية أن “قوات الأسد خرقت هدنة وقف إطلاق النار وقتلت واعتقلت العشرات”. وذكرت رايس التي ترأس مجلس الأمن في الشهر الحالي “أكد عنان أن ما حدث لا يمثل التزاماً كاملاً من جانب الحكومة السورية، حيث مازالت الأسلحة موجودة داخل المراكز السكانية وحولها”. وأضافت قائلة “أكد على ضرورة عودة القوات السورية والمدرعات إلى ثكناتها على الفور”. وأعلن البيت الأبيض أن “الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقا على أن الحكومة السورية لم تنفذ بشكل تام خطة وقف إطلاق النار التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان”. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في إفادة صحافية “دعا الزعيمان النظام للتطبيق التام لخطة عنان مشيرين إلى أن المجتمع الدولي سيحكم على النظام من خلال أفعاله وليس أقواله”. وأضاف أن القوات السورية تنفذ الآن وقفاً “أولياً” وليس كاملاً لإطلاق النار وأن الرئيس السوري بشار الأسد مازال في وضع يتيح له استئناف الهجوم على المعارضة مع بقاء قواته في أماكنها بالمدن. وذكر كارني أنه لن يكون وقفاً كاملاً لإطلاق النار ما لم يتم سحب كل القوات والأسلحة الثقيلة من المدن. وقال رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إن “خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن السلام في سوريا المؤلفة من 6 نقاط من بينها المطالبة بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من المدن لم تنفذ حتى الآن”. وقد أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز محادثات مع نظيره الأمريكي ليون بانيتا والرئيس باراك أوباما تركزت على الأزمة في سوريا. وصرح المتحدث الصحافي باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” جورج ليتل للصحافيين عقب اللقاء بين الأمير سلمان وبانيتا “من الواضح أن البلدين يشعران بالقلق نفسه مما يجري في البلد”. وبعد لقائه مع بانيتا، أجرى وزير الدفاع السعودي محادثات مع الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. وصرحت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني في جنيف أن المعلومات التي وصلت إلى أكبر مجموعة للمعارضة السورية من سوريا تتحدث عن مقتل واعتقال العشرات منذ وقف إطلاق النار صباح أمس. وأعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل التزامها الكامل بوقف إطلاق النار، مطالبة بإرسال مراقبين دوليين “مباشرة” إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار. وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة العقيد الركن قاسم سعد الدين “النظام مراوغ، لكن نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار مائة بالمائة، ولن نرد على استفزازاته”. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جنيف أن الجنرال النروجي روبرت مود المعروف إعلامياً بـ “جنرال الهدنة” سيتوجه إلى دمشق للإعداد لوصول المراقبين الدوليين المكلفين التحقق من وقف إطلاق النار. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي إنه يأمل التمكن من إرسال المراقبين “في أسرع وقت ممكن” داعياً مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف موحد والموافقة على بعثة المراقبين. وأضاف “فور موافقة مجلس الأمن سنكون قادرين على إرسال البعثة سريعاً” مشيداً بالدعم الذي تلقاه في هذا الإطار من موسكو. ورداً على ما نقلته وكالة أنباء “سانا” الرسمية عن مقتل ضابط في حلب وجرح 24 شخصاً في تفجير عبوة ناسفة قامت به “مجموعة إرهابية مسلحة”، قال سعد الدين “من يقوم بعمليات كهذه هي أجهزة مخابرات النظام”. ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ السادسة من صباح أمس، وهي المهلة التي حددتها خطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان لوضع حد لأعمال العنف في البلاد. وقال المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن مجلس الأمن الدولي قد يصدر قراراً بإرسال قوة مراقبة دولية إلى سوريا تستطيع بدء العمل الأسبوع المقبل. وذكر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن قراراً بشأن نشر بعثة مراقبين دوليين في سوريا سيقدم إلى الأمم المتحدة. وأضاف “نحن ندعم بشدة خطة نشر بعثة مراقبين على الأرض” مضيفاً أن فرنسا عملت مع الولايات المتحدة وبريطانيا على صياغة نص القرار. ميدانياً، دعا ناشطون مناهضون للنظام جميع السوريين، لاسيما المترددين منهم، إلى أي ديانة أو تيار انتموا إلى الخروج في تظاهرات اليوم تحت شعار “ثورة لكل السوريين”. وأعلنت وزارة الداخلية السورية أن أي تظاهرة يجب أن تحصل على “ترخيص من الجهات المختصة”، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية “سانا”. وخرجت أمس تظاهرات في مناطق عدة، أكبرها، بحسب أشرطة الفيديو التي وزعها ناشطون على شبكة الإنترنت، في مدينة حلب على هامش تشييع شاب قتل أمس الأول.