تشكل زيارة أمير الكويت صباح الجابر الصباح للأردن رسالة دعم خليجية جديدة لعمّان في حربها ضد التطرف والإرهاب، لا سيما تنظيم "داعش" الذي يبسط سيطرته على أجزاء واسعة في سوريا والعراق.وتأتي هذه الزيارة بعد عدة زيارات خليجية عقب إعلان السلطات الأردنية حربها ضد تنظيم "داعش" الذي أعدم طيارها حرقاً وهو على قيد الحياة، تلقت خلالها دعماً عسكرياً يتمثل في إرسال الإمارات سرباً من الطائرات المقاتلة "أف 16"، فيما أرسلت البحرين قوة من قواتها في إطار التعاون الدفاعي، واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك.ويشير المحلل السياسي والكاتب الصحافي فهد الخيطان، إلى أن "زيارة أمير الكويت للمملكة تمثل رسالة دعم وتأكيد على أهمية استقرار وأمن الأردن، لأنه يحتل مكانة مهمة في استقرار المنطقة وأمن الخليج".ويضيف الخيطان لـ"العربية.نت" أن "غالبية دول الخليج تبدي استجابة كبيرة لتكريس حالة الاستقرار في الأردن وأمنه، لأن ذلك يشكل مصلحة خليجية، فالمملكة تلعب دوراً مركزياً في الحرب ضد المنظمات الإرهابية التي تهدد المنطقة برمتها"، موضحاً أن "دول الخليج تدرك أهمية صمود الأردن واستقراره ودوره في المعركة ضد الإرهاب، لذلك فهي تشعر أن من واجبها دعم عمّان لمواصلة هذا الدور، ولأن يكون قادراً على تحمل النتائج المترتبة على حرب طويلة وصعبة ضد الجماعات الإرهابية في ظل عدم استقرار الإقليم الذي يهدد دولا عديدة في المنطقة".وكان أمير دولة الكويت قد وصل إلى عمّان، الاثنين، لإجراء مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول تطورات الأوضاع في المنطقة، والعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، خصوصاً السياسية والاقتصادية والعسكرية.وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني أن "الزعيمين، شددا خلال جلسة المباحثات التي تناولت آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق بين مختلف الدول العربية، في سبيل التعامل مع التحديات التي تواجهها دول المنطقة، خصوصاً خطر التطرف والإرهاب، الذي يهدد أمن واستقرار الجميع".وأكد اللقاء على ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية ضد الإرهاب والتطرف، وأهمية دور المؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي في نشر منهج فكري مستنير، استناداً إلى مبادئ الإسلام السمحة واعتداله وتسامحه ووسطيته.وفي سياق ذلك، جدد الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني لـ"العربية.نت" التأكيد على موقف بلاده من حربها على الإرهاب، قائلاً إن "الحرب على الإرهاب هي حربنا وحرب العرب والمسلمين بالدرجة الأولى".ودعا الوزير إلى تكاتف الدول كافة من أجل تحقيق النصر على الإرهاب والتطرف الذي يغزو المنطقة ويهددها.من جهته، يقول المحلل السياسي سلطان الحطاب إن "الأردن لفت انتباه الكثير من دول العالم خاصة العربية منها وتحديداً دول الخليج، بالدور الأساسي الذي تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب".واعتبر الحطاب أن "دول الخليج ترى في الأردن سندا وحليفا أساسيا واستراتيجيا وبوابة أساسية، لذلك تقوم بدعمه وإسناده والوقوف بجانبه بالإمكانيات المتاحة"، مشيراً إلى أن زيارة الأمير صباح مهمة جداً وتأتي في وقتها.