تشارك مملكة البحرين دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بعيدها الوطني الـ «54»، وعيد التحرير الـ «24»، والذكرى التاسعة لتولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسند الإمارة.وتجمع البلدين علاقات تاريخية وأخوية وثيقة ومتميزة وراسخة على الأصعدة كافة، نابعة من حرص قيادتي البلدين على تعزيز تلك العلاقات والوصول بها إلى أعلى المستويات بما يساهم في المزيد من التعاون المشترك لصالح شعبي البلدين ورقيهما.وقد أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، في مناسبات عدة حرص البحرين على توطيد العلاقات وفتح مجالات أوسع للتعاون سواء في الإطار الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون، خاصة أن البحرين والكويت تربطهما علاقات نسب وقربى تفسر التلاحم الاجتماعي والثقافي والأسري، وعزز ذلك الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين التي أعطت مؤشرات قوية على حرص الطرفين على الانطلاق بالعلاقات نحو مجالات أرحب، بما يعود بالخير والنفع على شعبي البلدين، وما يتواكب مع التوجه الذي يتبناه جلالة الملك المفدى في توسيع مجالات التعاون بين البحرين ومختلف الدول الشقيقة والصديقة. علاقات وثيقةتعتبر العلاقات البحرينية الكويتية نموذجاً بارزًا للعلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة على كافة الأصعدة، وقد ازدادت رسوخاً ونمواً في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى وأخيه صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، فسياسياً تتميز العلاقات بين البلدين بتوافق الرؤى والمواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية.وتشهد العلاقات بين البلدين ارتباطاً قوياً وممتداً عبر الزمان وهذا الارتباط القوى بين البلدين والشعبين لم تنل منه الأيام أو توهنه الظروف والمحن بل ساعدت على تقوية أواصره والدفع به إلى مستويات عليا من التواصل والتلاحم والتآزر والتعاضد. وقد برز هذا الترابط في أسمى معانيه عندما تعرضت دولة الكويت في أغسطس 1990 للعدوان العراقي الغاشم حيث وقفت مملكة البحرين قيادة وشعباً منذ بداية الاحتلال إلى جانب شقيقتها دولة الكويت ودانت الغزو وسارعت إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة لترد العدوان الغاشم، واضعة في ذلك جميع إمكاناتها في خدمة قضية الكويت العادلة والمشروعة.كما رحبت البحرين خلال تلك الفترة باستضافة المواطنين الكويتيين الذين فروا من القمع والبطش وقدمت كافة التسهيلات لدخول الأشقاء الكويتيين إلى بلدهم البحرين وتوفير كافة الخدمات الضرورية لهم.ولعبت البحرين دوراً سياسياً بارزاً منذ بداية الغزو، حيث أعلنت موقفها الرافض للاحتلال والداعم لقضية الكويت العادلة وعملت مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون لتبني قضية الكويت في المحافل العربية والدولية وشددت على ضرورة عودة الشرعية الكويتية. أما على الصعيد العسكري فقد أرسلت البحرين قوة عسكرية مجهزة لتشارك ضمن قوات درع الجزيرة في عملية تحرير الكويت حيث شاركت القوة مع قوات التحالف في الدخول إلى الكويت المحررة من الاحتلال العراقي في الوقت الذي شارك فيه سلاح الجو البحريني في حرب التحرير وكذلك استضافت مطارات البحرين بعض طائرات سلاح الجو الكويتي من طائرات نقل ومقاتلات.وتكرر نفس التعاضد بين البلدين خلال عام 2003 إبان حرب العراق حين توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية إلى الكويت للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأمريكية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد. وجاء ذلك التوجه البحريني تلبية لنداء الواجب والأخوة تجاه الأشقاء في الكويت حيث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى أن أي اعتداء على الكويت هو اعتداء على البحرين، مشدداً على أن القوات البحرينية الموجودة في الكويت للمشاركة في حمايتها براً وبحراً وجواً تعبر أصدق تعبير عن التلاحم والتميز الذي يربط البحرين وشقيقتها الكويت.ومن جانبها، كان للكويت كذلك مواقف مشرفة تتذكرها البحرين بالعرفان وكان آخرها دعم الكويت قيادة وحكومة وشعباً لمملكة البحرين خلال الأحداث المؤسفة في فبراير 2011، وقد شاركت قوات بحرية كويتية تحت مظلة قوات درع الجزيرة في البحرين، لحفظ الأمن.أما على المستوى الشعبي فتتميز العلاقات بأنها علاقات نسب وقربى على أعلى المستويات فضلاً عن أن كثيراً من العوائل في البحرين قريبة من نظيراتها في الكويت، الأمر الذي يفسر تقارب الطابع الاجتماعي والحميمية في العادات والتقاليد والثقافة بين البلدين وليس هناك أي فروق أو حواجز بين شعبي البلدين فمنذ مدة طويلة يعيش أهل الكويت في البحرين والعكس كما أن التزاور بينهم لا ينقطع والتفاعل مع المناسبات الوطنية في البلدين صفة متبادلة ومشتركة.شراكة اقتصاديةكذلك فإن عمق العلاقات السياسية بين البلدين انعكس إيجاباً على علاقاتهما الاقتصادية في ظل وجود شراكة اقتصادية بين العديد من المؤسسات البحرينية والكويتية. كذلك أضافت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية البحرينية بعداً جديداً للعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين حيث هدفت إلى تشجيع السياحة بين البلدين والاستفادة من إقامة المعارض والمشاركة فيها، والترويج للبلدين، والاستفادة من مجال التعليم الفندقي لدى الجانبين، فضلاً عن توقيع اتفاقية بيئية يسعى البلدان من خلالها للحفاظ على مواردهما الطبيعية بالاستفادة من الخبرات لديهما.أما على صعيد التبادل التجاري بين البلدين، فتتركز معظم صادرات البحرين إلى الكويت في منتجات الألمنيوم والمياه المعدنية وأجهزة التكييف والمنتجات الحديدية والمنتجات الغذائية، في حين تتمثل الواردات البحرينية في النفط المكلّس والمنتجات الكيماوية والملابس والأدوية والأغذية ومواد البناء والمطبوعات والأدوات المنزلية وغيرها. كذلك ترتبط بورصتا الأوراق المالية في البلدين باتفاقية للربط والتداول المشترك بينهما اكتسبت أهميتها في ظل وجود العديد من الشركات الكويتية المسجلة في بورصة البحرين والعديد من رؤوس الأموال البحرينية المسجلة في سوق الكويت للأوراق المالية.وارتفع حجم التبادل التجاري بين البحرين والكويت في عام 2015 إلى أكثر من 3 أضعاف عن مستواه عام 2011 ليصل إلى 300 مليون دولار، مقابل 95 مليون دولار في 2011. بينما وصل حجم الاستثمارات الكويتية المباشرة في البحرين الى 665 مليون دينار كويتي «2.250 مليار دولار». وتعد البحرين من أبرز الوجهات السياحية للكويتيين فمعدل الرحلات الجوية بين البلدين بلغ نحو 57 رحلة أسبوعياً فضلاً عن الرحلات البرية التي لا تقل عن الرحلات الجوية.ومع توقيع مذكرة التعاون الأمني وتبادل المعلومات أضاف البلدان لبنة جديدة في صرح العلاقات البحرينية الكويتية تترجم الاهتمام المشترك بالتصدي لمختلف القضايا الأمنية وضرورة اجتثاث كافة ظواهرها السلبية من خلال التعاون الأمثل لدرء كل ما من شأنه تهديد الأمن الداخلي وتعطيل خطط التنمية وعرقلتها. وتعكس مذكرة التفاهم عمق الرؤية الاستراتيجية لدى البلدين خاصة في ظل تأكيدها على أن أمن البحرين والكويت مشترك وأن خيار التعاون هو البديل الأمثل لتحقيق الكفاءة المطلوبة للجهود الأمنية.وتجتمع اللجنة المشتركة البحرينية الكويتية بشكل منتظم وقد نجحت في توطيد أواصر التعاون في جميع المجالات، وفي اجتماعها الأخير في ديسمبر 2014 وقع البلدان على 3 مذكرات تفاهم في مجالات التأمينات الاجتماعية، والشباب والرياضة، وفي مجال التعليم العالي، بالإضافة إلى البرنامج التنفيذي التربوي للأعوام «2015 – 2017». كما تم التوقيع على محضر الاجتماع الذي تضمن ما استعرضه الجانبان من أوجه التعاون المالي والاقتصادي والاستثماري، والاتفاق على تعميق التعاون والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين، وتبادل الخبرات و الزيارات الرسمية، وتوسيع أطر التعاون في القطاع الخاص، والإعلام والعدل وشؤون المرأة وغيرها من مجالات التعاون المشترك.نهضة عصريةتحتفل دولة الكويت بأعيادها، وقد استكملت بعد عقود من النضال والعمل الدؤوب المتواصل لبناء قدرات الدولة والإنسان، إنجاز استقلالها في عهد سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح في 19 يونيو 1961، وتشكلت ملامح الدولة العصرية الحديثة بمؤسساتها وإنسانها وبنيتها. كما تأتي احتفالات دولة الكويت بهذه المناسبة هذا العام مع مرور 9 سنوات على تولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، الذي سارت الكويت في عهده من نهضة إلى نهضة ومن تقدم إلى تقدم، حتى أصبحت في طليعة البلدان المواكبة للتطور والمعاصرة في الألفية الثالثة وتمتلك ثقلاً ودوراً محورياً في الأوساط الإقليمية والدولية. ومنذ فجر الاستقلال تسير الكويت بخطى سريعة نحو النهضة والتنمية الشاملة لبناء الإنسان الكويتي وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم له تحت القيادة الرشيدة لآل الصباح الكرام. والآن أصبحت الكويت دولة عصرية مزودة بالعلم والمعرفة، يتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير، وتشهد تقدماً وتطوراً في جميع المجالات.فعلى صعيد السياسة الخارجية، ظلت الدبلوماسية الكويتية أمينة على رسالتها باذلة جهدها المتفاني من أجل القضايا العربية والقومية والقضايا الإسلامية وقضايا التحرير والاستقلال لشعوب العالم. فقد قامت دولة الكويت على المستوى الخليجي بدور فاعل وإيجابي ضمن الجهود الخليجية المشتركة والتي أثمرت عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جانب ذلك أنها عضو فاعل وبارز فى جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة بالإضافة إلى أنها عضو فى العديد من المنظمات العربية والإسلامية والدولية الأخرى كما اتسمت سياسة الكويت دائماً بدعم ونصرة القضايا العربية والإسلامية فى مختلف المحافل الدولية فى ظل قياداتها المتعاقبة. والحرص على إقامة علاقات وثيقة مع الدول العربية والصديقة في شتى أنحاء العالم، بفضل سياستها الرائدة الحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم. بصمة اقتصادية واضحةولعل من أبرز المجالات التي للكويت فيها بصمة واضحة وحققت فيها تقدماً ملحوظاً هو المجال الاقتصادي الذي يأتي على رأس أولويات صاحب السمو أمير الكويت في محاولة لإيجاد مصادر أخرى طويلة الأمد للدخل بجانب النفط. وقد كشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن التنافسية العالمية الصادر في جنيف عن بقاء البيئة الاقتصادية في الكويت المفضلة عالميا في جذب الاستثمارات الأجنبية. كما توقع صندوق النقد الدولي في تقرير آفاق الاقتصاد العالمي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى أن تسجل الكويت نسبة نمو بـ 1.7% في العام الحالي، وقد ترتفع في 2016 إلى 1.8% ، وذلك مقارنة بنمو بلغت نسبته 1.3% في عام 2014.وثبتت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد اند بورز» تصنيف الكويت عند AA مع نظرة مستقبلية مستقرة. وأكدت الوكالة نجاح الدولة في بناء صافي أصول مالية خارجية كبيرة تساعدها في التغلب على تقلبات النفط، لافتة إلى أن الهيئة العامة للاستثمار تدير أصولاً بمئات المليارات بطريقة حصيفة، مع الإشارة إلى أن الميزانية العامة للدولة حققت فوائض مالية بلغ متوسطها 35% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد الماضي، ومن المتوقع أن تستمر الميزانية العامة للدولة بتحقيق فوائض مالية لتصل إلى نحو %16 من الناتج المحلي الإجمالي للسنوات المالية 15/2014 - 18/2017.وأولت الكويت اهتماماً كبيراً بالتعليم إيماناً منها بأنه الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة وبناء القدرات البشرية التى تعتبر من أهم عناصر التنمية، وانطلاقاً من هذه الرؤية الهادفة تبذل الكويت جهودها فى سبيل إرساء نهضة تعليمية تواكب المتغيرات العالمية وتتفاعل مع التطور التكنولوجي وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة فى تحقيق مستوى متقدم من التنمية البشرية لأبناء المجتمع الكويتي. وتتفاعل الكويت مع التطور التكنولوجي وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة في تحقيق مستوى متقدم من التنمية البشرية.وإضافة إلى ذلك فإن مظاهر الحياة الثقافية فى دولة الكويت تتسم بأنها غنية ومتنوعة ومن أهم مظاهرها إنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وانتشار المكتبات العامة ودور العرض السينمائي ونادي الكويت للسينما ودور الطباعة والنشر كما تساهم الصحافة الكويتية التى تتمتع بهامش واسع من الحرية فى تفعيل دور المؤسسات الثقافية.إضافة إلى الصعيد الإنساني، لم تتوانَ الكويت عن تقديم يد العون والمساعدة لأشقائها وأصدقائها لمواجهة الأزمات و الكوارث التي اجتاحتها، فقد تبرعت بمساهمتها السنوية التطوعية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتقديمها مواد إغاثة لمنكوبي زلزال تسونامي الذي ضرب المحيط الهندي وزلزال بام في إيران والزلزال الذي تعرضت له المغرب، بالإضافة الى المساعدات الإنسانية الى زيمبابوي والنيجر للمساهمة في تخفيف المعاناة الناجمة عن المجاعة وموجة الجفاف التي اجتاحت عدة أقاليم هناك، والمساعدات المالية لتخفيف الأضرار الناجمة عن الحرب على لبنان، تضاف الى ذلك المساعدات المستمرة للشعب الفلسطيني.وعلى الصعيد الاجتماعي يمارس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي تأسس مباشرة عقب الاستقلال نشاطه من منطلق الإيمان بالتعاون المستمر بين الكويت وشقيقاتها عن طريق تقديم القروض الائتمانية والمنح والمساعدات لكثير من الدول.
International
البحرين والكويت.. علاقات تزداد رسوخاً
25 فبراير 2015