كمواطن، أساسي الثابت والراسخ بأنني مع جلالة الملك حمد حفظه الله ومع بلادي البحرين، ولا مساومة ولا هامش للنقاش هنا، فالثقة في ملكنا مطلقة وراسخة كقائد حكيم، وسياسي محنك يتحرك بموجب ما يخدم مصلحة البحرين العليا، ويتصرف وفق إيمانه الثابت بالسلام والتعايش والتسامح.

لذلك إزاء محاولة البعض لتفصيل المواقف وتصنيف البشر، فإن الإجابة الثابتة هي: نحن مع الملك حمد والوطن، فلولا توفيق الله ونصره لجلالة الملك لما ظل لنا هذا الوطن آمناً مستقراً، ولنا في التاريخ شواهد تثبت بأن البحرين كانت ومازالت تواجه الاستهداف والأطماع، لكن قوة القائد وإخلاص الشعب له ولهذه الأرض الطيبة تصدتا لكل مخطط أثيم فيه من الولاء للخارج الشيء الواضح والفاضح، وفيه من أطماع اختطاف مقدرات الوطن ما يكشف الحقائق بداخل الصدور.

من يهاجم البحرين اليوم وحاول الإساءة لرمزها والمخلصين له، أكثر هؤلاء أنفسهم كانوا وما يزالون يكيدون للبحرين، بعضهم هم نفسهم من قبلوا بوجوه مكشوفة بيع البحرين في انقلاب 2011، بعضهم من انسلخ عن انتمائه للبحرين وعروبتها وخليجيتها حينما كان أداة تنفذ المخطط الإيراني البشع تجاه بلادنا، هو نفسه الذي قبل بأن يرى صور ملكنا ورموز الدولة تعلق على المشانق فكان يهلل ويجيش الناس ويبارك هذا الفعل، هؤلاء ليتركوا عنهم التباكي على قضايا الأمة، ليتركوا الحديث عن القدس وفلسطين، فمثلهم ممن يبيع بلاده وأرضه لأجل عيون الإيراني أو لأجل الاستيلاء على الكرسي ومقدرات الحكم ليحولوا البحرين لشتات مثل العراق أو حكم ديكتاتوري كإيران، هؤلاء عليهم السكوت، فخيانة الوطن لا تمحوها مواقف «ادعاء البطولة والوطنية خارج الوطن».

حالهم كحال أول دولتين في الشرق الأوسط اعترفتا بإسرائيل في منتصف أربعينيات القرن الماضي، الأولى إيران التي استماتت بالأمس لتهاجم البحرين، متناسية علاقاتها المتأصلة أصلاً مع إسرائيل منذ عقود وفضيحة الأسلحة «إيران كونترا 1985»، التي فضحت سياسة «أحارب العدو بالكلام في الإعلام، وأعقد الصفقات معه في الخفاء»، وهو ما جعل حزب الله ذراعها العسكري يدعى محاربة إسرائيل لهدف وحيد هو «احتلال جنوب لبنان»، وبعدها ابتلعت لبنان بالكامل ولم توجه طلقة واحدة تجاه فلسطين، ولا تنسوا «فيلق القدس» الإيراني وقائده قاسم سليماني، حارب هذا الفيلق في كل مكان إلا القدس، دخل سوريا ومارس القتل في شعبها، أخذ يهدد دول الخليج على رأسها السعودية والبحرين، ودعم الحوثيين في اليمن ليهددوا أمن المنطقة بصواريخهم التي تتصدى لها السعودية.

أما الثانية، فتركيا التي باتت تتحدث وكأن الدولة العثمانية عادت للحياة، تستنكر على البحرين والإمارات قراراتهما السيادية، بينما السيادة التركية تقبل بأن يصافح أردوغان شخصياً أرييل شارون، جزار صبرا وشاتيلا ومذبحة جنين، وأن يضع أردوغان إكليل زهور على قبر مؤسس إسرائيل، وتقبل سيادتهم بأن تستمر التجارة بين الجانبين والتي تتجاوز الخمسة مليارات دولار سنوياً، ورغم ذلك يقول بأنه سيحرر القدس وسيسحب السفير التركي من الإمارات، بينما السفارة الإسرائيلية موجودة وتعمل في تركيا والعكس صحيح!

فلسطين ستظل قضيتنا، وإن كانت من اتفاقات توقف ضم الأراضي وبناء مزيد من المستوطنات وتوقف قتل الأبرياء والأطفال وتضمن لهم حياة لا يهددها الموت في أي لحظة، وتحقق قيام دولة قائمة بكيانها ومؤسساتها، فنحن مع ذلك ومع ملكنا حفظه الله الذي نهجه السلام والتعايش والتسامح حتى مع من استهدفوه وبلاده عندما منحهم الفرص تلو الأخرى ليصححوا مساراتهم ويعودوا لحضن الوطن.