افترض العلماء في بداية انتشار جائحة كورونا أن الأشخاص الذين تم شفاؤهم من المرض قد اكتسبوا مناعة تحميهم من الإصابة بالعدوى مرة أخرى، إلا أن التقارير التي انتشرت فيما بعد عن إصابة بعض الأشخاص بفيروس (كوفيد19) للمرة الثانية أحدثت نوعاً من الضجة بين الجميع.
وبينما يكافح العلماء للقضاء على تهديد هذه الجائحة بكل الطرق الممكنة، تبدو احتمالية إصابة نفس الشخص بالفيروس مرتين على الأقل مقلقة، حيث اكتشفوا أن الدفاعات المناعية للمصاب قد تدوم ما بين 4 و6 أشهر فقط.
وقد أوضح اختصاصيو الأمراض المعدية في هونغ كونغ أن أحد التفسيرات للإصابة الثانية أن بقايا الفيروس مازالت في أجسامهم من العدوى الأولى، وتم تنشيطه بعد أن ضعفت المناعة لديهم، كما أشاروا إلى احتمال أن تكون الإصابة الجديدة ناتجة عن سلالة أخرى من الفيروس لا تملك أجسامهم مناعة ضده.
في حين أظهرت النتائج التي توصلت إليها مراكز الأمراض المعدية في كوريا الجنوبية إلى أن المرضى الذين أظهروا نتائج إيجابية مرة ثانية بعد شفائهم من الإصابة الأولى بفيروس (كوفيد19) كانوا غير قادرين على نقل العدوى إلى الآخرين. وقد فسر الباحثون في كوريا نتائجهم اعتماداً على القصور في اختبار تفاعل البوليميرات المتسلسل "بي سي آر" الذي يكشف عن المعلومات الجينية للفيروس في العينات المأخوذة من المرضى، كونه غير قادر على التمييز بين الحمض النووي الريبي الحي والبقايا غير الضارة التي يمكن أن تظل في جسم شخص تعافى بالكامل. فجزيئات الحمض النووي الريبي تظل موجودة في الخلية، وإن كان الفيروس خاملاً. كما أشاروا إلى أن عمر الخلايا الطلائية التي تبطن المجرى التنفسي لا يتجاوز عدة أشهر؛ لذلك لا يستطيع فيروس (كوفيد19) أن يسبب مرضاً مزمناً عبر البقاء داخل نواة الخلايا البشرية، وبذلك فإن النتائج الإيجابية الثانية تظهر خلال فترة قصيرة من الإصابة الأولى أن المصابين لا يظهرون أعراضاً خطِرة في أثنائها.
إلا أن الارتفاع الحاد للحالات في كوريا الجنوبية في الأسابيع الماضية قد يشير إلى عدم دقة التفسيرات المعلنة، وأن موجة ثانية للوباء تنتشر في البلاد، والتي ترجح فكرة الإصابة بسلالة جديدة من الفيروس على غرار التفسير الذي أعلنته مراكز الأبحاث في الصين واليابان بعد انتشار إصابات جديدة بين المتعافين. وربما تكون هذه الزيادة عبارة عن تجاوز الموجة الأصلية للدفاعات التي قد وُضعت لمكافحتها في تلك البلدان؛ أي خروج المرض عن السيطرة نتيجة تهاون المجتمع في التزام الإجراءات الاحترازية.
ويفضل المختصون في علم الوبائيات استخدام تعبير "عودة ظهور المرض"، بدلاً من مصطلح "الموجة الثانية" لأنه لا يمكننا اعتبار ارتفاع عدد الإصابات بموجة ثانية إلا بعد زوال الموجة الأولى تماماً، وخصوصا أن الإصابات بدأت بالارتفاع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية ولم ينتهِ تفشي الفيروس فيها تماماً، كما لم يتم فيها فحص المشتبه بإصابتهم على نطاق واسع.
وبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل كثير من دول العالم للسيطرة على هذه الجائحة، وذلك عن طريق اعتماد أنظمة لها القدرة على تعقب حالات الإصابة ومعالجتها يبقى دور المجتمع بالالتزام بالتعليمات التي تدعو للتباعد الاجتماعي والتفاعل بإيجابية مع أنظمة الفحص والتعقب لها الأثر الأكبر في احتواء الفيروس والقضاء عليه إن شاء الله.
* أخصائية طب مجتمع وعلم وبائيات
وبينما يكافح العلماء للقضاء على تهديد هذه الجائحة بكل الطرق الممكنة، تبدو احتمالية إصابة نفس الشخص بالفيروس مرتين على الأقل مقلقة، حيث اكتشفوا أن الدفاعات المناعية للمصاب قد تدوم ما بين 4 و6 أشهر فقط.
وقد أوضح اختصاصيو الأمراض المعدية في هونغ كونغ أن أحد التفسيرات للإصابة الثانية أن بقايا الفيروس مازالت في أجسامهم من العدوى الأولى، وتم تنشيطه بعد أن ضعفت المناعة لديهم، كما أشاروا إلى احتمال أن تكون الإصابة الجديدة ناتجة عن سلالة أخرى من الفيروس لا تملك أجسامهم مناعة ضده.
في حين أظهرت النتائج التي توصلت إليها مراكز الأمراض المعدية في كوريا الجنوبية إلى أن المرضى الذين أظهروا نتائج إيجابية مرة ثانية بعد شفائهم من الإصابة الأولى بفيروس (كوفيد19) كانوا غير قادرين على نقل العدوى إلى الآخرين. وقد فسر الباحثون في كوريا نتائجهم اعتماداً على القصور في اختبار تفاعل البوليميرات المتسلسل "بي سي آر" الذي يكشف عن المعلومات الجينية للفيروس في العينات المأخوذة من المرضى، كونه غير قادر على التمييز بين الحمض النووي الريبي الحي والبقايا غير الضارة التي يمكن أن تظل في جسم شخص تعافى بالكامل. فجزيئات الحمض النووي الريبي تظل موجودة في الخلية، وإن كان الفيروس خاملاً. كما أشاروا إلى أن عمر الخلايا الطلائية التي تبطن المجرى التنفسي لا يتجاوز عدة أشهر؛ لذلك لا يستطيع فيروس (كوفيد19) أن يسبب مرضاً مزمناً عبر البقاء داخل نواة الخلايا البشرية، وبذلك فإن النتائج الإيجابية الثانية تظهر خلال فترة قصيرة من الإصابة الأولى أن المصابين لا يظهرون أعراضاً خطِرة في أثنائها.
إلا أن الارتفاع الحاد للحالات في كوريا الجنوبية في الأسابيع الماضية قد يشير إلى عدم دقة التفسيرات المعلنة، وأن موجة ثانية للوباء تنتشر في البلاد، والتي ترجح فكرة الإصابة بسلالة جديدة من الفيروس على غرار التفسير الذي أعلنته مراكز الأبحاث في الصين واليابان بعد انتشار إصابات جديدة بين المتعافين. وربما تكون هذه الزيادة عبارة عن تجاوز الموجة الأصلية للدفاعات التي قد وُضعت لمكافحتها في تلك البلدان؛ أي خروج المرض عن السيطرة نتيجة تهاون المجتمع في التزام الإجراءات الاحترازية.
ويفضل المختصون في علم الوبائيات استخدام تعبير "عودة ظهور المرض"، بدلاً من مصطلح "الموجة الثانية" لأنه لا يمكننا اعتبار ارتفاع عدد الإصابات بموجة ثانية إلا بعد زوال الموجة الأولى تماماً، وخصوصا أن الإصابات بدأت بالارتفاع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية ولم ينتهِ تفشي الفيروس فيها تماماً، كما لم يتم فيها فحص المشتبه بإصابتهم على نطاق واسع.
وبالرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل كثير من دول العالم للسيطرة على هذه الجائحة، وذلك عن طريق اعتماد أنظمة لها القدرة على تعقب حالات الإصابة ومعالجتها يبقى دور المجتمع بالالتزام بالتعليمات التي تدعو للتباعد الاجتماعي والتفاعل بإيجابية مع أنظمة الفحص والتعقب لها الأثر الأكبر في احتواء الفيروس والقضاء عليه إن شاء الله.
* أخصائية طب مجتمع وعلم وبائيات