د. شمسان بن عبدالله المناعي
أصبح دور الوالدين في عصرنا الحاضر في رعاية الأبناء شبه مغيب وذلك بسبب منافسة وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية وغيرها على ثقافة الأبناء لاعتمادها على الصورة وسهولة استخدامها واغتنائها وما تحتويه من ألعاب وتقنيات حديثة وتطورها بسرعة كبيرة، وضعت الوالدين أمام تحدٍ كبير مخالف لما كان عليه الوضع في الماضي وكذلك التغيرات الاجتماعية والثقافية التي جاءتنا من الخارج، ولكنها كلها لا تبرر من حجم المسؤولية المهمة الملقاة على الآباء والأمهات حيث إن بعضهم يقضون أوقات فراغهم في المجالس أو المقاهي والأسواق والمجمعات دون شعور بقليل من المسؤولية الرئيسة تجاه الأبناء، وأكثر من ذلك ترى أن بعض الآباء والأمهات قد لا يرون أبناءهم لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع ولراحة ضمائرهم يأتي الأب أو الأم للاطمئنان على وجودهم في غرفهم أثناء النوم، وفي إجازة نهاية الأسبوع يخرجون بهم إلى مطعم أو مكان ما لكي يشعروا أنفسهم بأنهم قاموا بأداء المهمة.
عرف عن العلاقة بين أفراد الأسرة منذ زمن ليس ببعيد أنها كانت متميزة حيث يلتقون على مائدة الطعام جميعاً وكم هو رائع وجميل أن ينتظر الأبناء عودة الوالدين إلى المنزل حتى يشاركوهم في في الجلوس على المائدة أو يناقشوهم أيضاً في آمالهم وآلامهم، ويسمعون منهم حكاية لطيفة تنطبع معانيها في قلوبهم طوال العمر بيد أن معظم الأسر اليوم لم تعد تلتقي على مائدة الطعام طوال الأسبوع إلا في بعض الأوقات ولو علم الآباء والأمهات ما لهذا اللقاء من آثار على تقوية العلاقات فيما بينهم وإشباع أبنائهم بالمشاعر العاطفية التي تساعد على نمو شخصية الأبناء لما فرطوا في اللقاءات مهما كثرت مشاغلهم فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رجلاً اعتمى عند النبي صلى الله عليه وسلم أي تأخر بعد صلاة العشاء ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فأتى أهله بطعامه فحلف أن لا يأكل من أجل صبيته ثم بدا له فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه» فانظر يا رعاك الله إلى الصحابي الذي تأخر في أمر هام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمنعه هذا العذر الوجيه أن يسأل عن الصبية ولما فاته الجلوس معهم حلف ألا يأكل وكأنه يعاقب نفسه من أجل تأخره عن العشاء مع أولاده.
لذا على الأسرة متابعة الأبناء في أمور دراستهم ومعرفة أصدقائهم وإدراك أن جمع شمل الأسرة حول مائدة الطعام فيه معاني كثيرة يعزز استقرار الصحة النفسية والعقلية لدى الأبناء ولقد أثبتت كثير من الدراسات في هذا المجال إلى أن الأبناء في مرحلتي الطفولة والمراهقة الذين يشاركون أباءهم في تناول الطعام يتمتعون بحالة نفسية جيدة وأن تناول الوجبات اليومية التي تضم جميع أفراد الأسرة ولعدد من المرات في الأسبوع له أثر إيجابي على الصحة النفسية للأبناء فما أجمل أن تجتمع الأسرة حول مائدة الطعام فيطمئن كل منهم على الآخر ويبادله حباً بحب ومودة بمودة يتعلم فيها الأبناء ليس فحسب آداب الطعام تطبيقاً عملياً مع والديهم إنما يكتسبون منهم السلوك الصحيح في التواصل والحوار اللفظي لكون الآباء والأمهات قدوة للأبناء إضافة لنشر الحب بين جميع أفراد الأسرة.
إن الوقاية خير من العلاج لذا فإن من واجب الآباء والأمهات غرس الأخلاق، والقيم، ومن الطبيعي أن ذلك لا يكون إلا إذا توفرت أسر واعية ومستقرة، يسودها الحب والتفاهم، والعلاقات الإيجابية بين الآباء والأمهات خاصة يعرفون أصول التنشئة الصحيحة في مواجهة مخاطر شبكة الإنترنت وغير ذلك من تقنيات التواصل لأن الأسر المفككة التي يسودها القسوة، النبذ، الحرمان، التفرقة، أو الإفراط في الرعاية.. تجعل الصغار والمراهقين يهربون من هذا الواقع المؤلم، من المشاكل الأسرية إلى الآلة ليتوحدوا معها فلا يستجيبون لنصائح أو إرشادات الكبار من حولهم، يصبح مرجعهم شبكة الإنترنت والكمبيوتر وما يحتويه من عوامل بناء أو هدم.
وهذا ما يفسر لنا كثير من الانحرافات السلوكية عند الأبناء والسلوك العدواني وتمرد الأبناء على الآباء وغيرها من المشكلات النفسية التي توثر في شخصية الأبناء الذين هم عدة المستقبل.
أصبح دور الوالدين في عصرنا الحاضر في رعاية الأبناء شبه مغيب وذلك بسبب منافسة وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية وغيرها على ثقافة الأبناء لاعتمادها على الصورة وسهولة استخدامها واغتنائها وما تحتويه من ألعاب وتقنيات حديثة وتطورها بسرعة كبيرة، وضعت الوالدين أمام تحدٍ كبير مخالف لما كان عليه الوضع في الماضي وكذلك التغيرات الاجتماعية والثقافية التي جاءتنا من الخارج، ولكنها كلها لا تبرر من حجم المسؤولية المهمة الملقاة على الآباء والأمهات حيث إن بعضهم يقضون أوقات فراغهم في المجالس أو المقاهي والأسواق والمجمعات دون شعور بقليل من المسؤولية الرئيسة تجاه الأبناء، وأكثر من ذلك ترى أن بعض الآباء والأمهات قد لا يرون أبناءهم لمدة يومين أو ثلاثة في الأسبوع ولراحة ضمائرهم يأتي الأب أو الأم للاطمئنان على وجودهم في غرفهم أثناء النوم، وفي إجازة نهاية الأسبوع يخرجون بهم إلى مطعم أو مكان ما لكي يشعروا أنفسهم بأنهم قاموا بأداء المهمة.
عرف عن العلاقة بين أفراد الأسرة منذ زمن ليس ببعيد أنها كانت متميزة حيث يلتقون على مائدة الطعام جميعاً وكم هو رائع وجميل أن ينتظر الأبناء عودة الوالدين إلى المنزل حتى يشاركوهم في في الجلوس على المائدة أو يناقشوهم أيضاً في آمالهم وآلامهم، ويسمعون منهم حكاية لطيفة تنطبع معانيها في قلوبهم طوال العمر بيد أن معظم الأسر اليوم لم تعد تلتقي على مائدة الطعام طوال الأسبوع إلا في بعض الأوقات ولو علم الآباء والأمهات ما لهذا اللقاء من آثار على تقوية العلاقات فيما بينهم وإشباع أبنائهم بالمشاعر العاطفية التي تساعد على نمو شخصية الأبناء لما فرطوا في اللقاءات مهما كثرت مشاغلهم فقد روى الإمام مسلم في صحيحه أن رجلاً اعتمى عند النبي صلى الله عليه وسلم أي تأخر بعد صلاة العشاء ثم رجع إلى أهله فوجد الصبية قد ناموا فأتى أهله بطعامه فحلف أن لا يأكل من أجل صبيته ثم بدا له فأكل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيراً منها فليأتها وليكفر عن يمينه» فانظر يا رعاك الله إلى الصحابي الذي تأخر في أمر هام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمنعه هذا العذر الوجيه أن يسأل عن الصبية ولما فاته الجلوس معهم حلف ألا يأكل وكأنه يعاقب نفسه من أجل تأخره عن العشاء مع أولاده.
لذا على الأسرة متابعة الأبناء في أمور دراستهم ومعرفة أصدقائهم وإدراك أن جمع شمل الأسرة حول مائدة الطعام فيه معاني كثيرة يعزز استقرار الصحة النفسية والعقلية لدى الأبناء ولقد أثبتت كثير من الدراسات في هذا المجال إلى أن الأبناء في مرحلتي الطفولة والمراهقة الذين يشاركون أباءهم في تناول الطعام يتمتعون بحالة نفسية جيدة وأن تناول الوجبات اليومية التي تضم جميع أفراد الأسرة ولعدد من المرات في الأسبوع له أثر إيجابي على الصحة النفسية للأبناء فما أجمل أن تجتمع الأسرة حول مائدة الطعام فيطمئن كل منهم على الآخر ويبادله حباً بحب ومودة بمودة يتعلم فيها الأبناء ليس فحسب آداب الطعام تطبيقاً عملياً مع والديهم إنما يكتسبون منهم السلوك الصحيح في التواصل والحوار اللفظي لكون الآباء والأمهات قدوة للأبناء إضافة لنشر الحب بين جميع أفراد الأسرة.
إن الوقاية خير من العلاج لذا فإن من واجب الآباء والأمهات غرس الأخلاق، والقيم، ومن الطبيعي أن ذلك لا يكون إلا إذا توفرت أسر واعية ومستقرة، يسودها الحب والتفاهم، والعلاقات الإيجابية بين الآباء والأمهات خاصة يعرفون أصول التنشئة الصحيحة في مواجهة مخاطر شبكة الإنترنت وغير ذلك من تقنيات التواصل لأن الأسر المفككة التي يسودها القسوة، النبذ، الحرمان، التفرقة، أو الإفراط في الرعاية.. تجعل الصغار والمراهقين يهربون من هذا الواقع المؤلم، من المشاكل الأسرية إلى الآلة ليتوحدوا معها فلا يستجيبون لنصائح أو إرشادات الكبار من حولهم، يصبح مرجعهم شبكة الإنترنت والكمبيوتر وما يحتويه من عوامل بناء أو هدم.
وهذا ما يفسر لنا كثير من الانحرافات السلوكية عند الأبناء والسلوك العدواني وتمرد الأبناء على الآباء وغيرها من المشكلات النفسية التي توثر في شخصية الأبناء الذين هم عدة المستقبل.