افتتح رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب ، صباح اليوم أعمال المؤتمر العام الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان " عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه طريق التصحيح " ، ويستمر يومين .وشارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، والدكتور عباس شومان وكيل الازهر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر ، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية , وفضيلة الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية ، وعدد من الوزراء والمحافظين والقيادات بالأزهر والأوقاف ، وسفراء بعض الدول العربية والإسلامية بالقاهرة ، وبعض القيادات الحزبية ، ورموز من المجتمع المدني ، ووفود رسمية وعلمية ودينية رفيعة المستوى ، من بينهم 30 وزيرا للأوقاف والشئون الإسلامية ومفتيا ، وبعض نواب الرؤساء ومستشاريهم ، ونخبة كبيرة من كبار العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات .ويناقش المؤتمر أكثر من 45 بحثا منقحا وجديدا حول محاور المؤتمر الأربعة ، ومن خلال 5 جلسات علمية حول أسباب الانفصال بين عظمة الإسلام وسلوكيات المسلمين ، ومخاطر التوظيف السياسي للدين وإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة ، ووجوه العظمة في الحضارة الإسلامية ، وعظمة القيم الأخلاقية ، وعظمة الإسلام في التعامل مع الآخر ، وأخطاء المنتسبين للإسلام والأخطاء الفكرية والسلوكية ، وأخطاء الجماعات المحسوبة ظلما على الإسلام ، وخطورة التكفير على المجتمع والأخطاء التكفيرية للمنتسبين للإسلام وأسباب الفكر التكفيري ومواجهته ويقترح أسلوبا للتصدي له ، وأهمية تصحيح الصورة للإسلام والمسلمين .وأكد وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ورئيس المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة في كلمته ، أن الإسلام دين حضارة ورقى ويسعى للبناء والعمل ومكارم الأخلاق وتتجلى عظمته في الجوانب الأخلاقية ، فهو دين العدل والرحمة والصدق والأمانة وحفظ العهود وكل القيم النبيلة ، وكذلك إنصافه الاخر والمختلف وإيمانه بالتنوع الحضاري والثقافي ، مشيرا الى وثيقة المدينة كاهم وثيقة عالمية للتعايش بين الأجناس والقبائل بما ينصف الاخر ويعطيه الحق في المعتقد .وادان الجماعات المنتسبة ظلما للإسلام التي تقوم بالقتل والجرح وسفك الدماء والتخريب والتمثيل بالبشر ، معربا عن الاسف لانهم يقومون بأعمالهم باسم الإسلام والقران والذى هو برئ منه تماما ، واعرب عن اسفه لتأخر المسلمين عن الأمم المتقدمة رغم حرص الإسلام على العمل والبناء .واضاف ان دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني لن تذهب سدى ، وسيسعى المؤتمر من خلال علمائه الى تجديد حقيقي في الفكر والعقل والسلوك وليس في الشكل ، وسيتم رفع نسخة من أبحاث وفاعليات المؤتمر لرئيس الجمهورية ، كما وجه رسالة الى رئيس الوزراء بان الأوقاف بعلمائها ودعاتها كجزء من الحكومة قادرة على اقتحام كل الملفات الصعبة من اجل مصر ومنها تجديد الخطاب الديني بلا تردد او تأخر .كما أكد الدكتور جمعة أن وزراء الأوقاف والمفتين والعلماء والكتاب والباحثين عن الحقيقة والمهتمين بتجديد الخطاب الديني بدون تردد او خوف سيعملون سويا لما يخدم صالح الدين والوطن ليخرج بتحديد واضح ودقيق لمفاهيم لم يجرؤ كثيرون الحديث فيها كالخلافة ونظام الحكم والجهاد والتكفير ودار الحرب والإسلام والدولة الإسلامية والديمقراطية والحاكمية وذلك في اجتهاد جماعي يحل المشكلات الفكرية التي يبعد الكثيرون عنها .وشدد على أن المؤتمر سيعلن رفض العنف والتطرف والغلو ونبذ التسيب والانفلات ورفض ربط الإرهاب بالأديان لا الإسلام فقط لان الإرهاب يأكل الجميع ومنهم الصامتون عليه والخائفين منهم والمترددون في مواجهته ، كما سيكشف المؤتمر أباطيل الجماعات المتطرفة وتحصين الشباب منهم ، مبينا أن الجانب الفكري احد جوانب المقاومة إضافة الى السياسية والاقتصادية والعسكرية معلنا الدعم والتأييد لدعوة الرئيس السيسي إقامة قوة عربية سريعة لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة العربية وتسعى لتفتيتها وتحويلها الى عصابات وتسقطها في فوضى ، معربا عن أمله في أن تقدم النخبة في المؤتمر الحلول للقضايا الشائكة .