رؤى الحايكي
لا أحد منا يرغب في أن يكون حاله حال الضفدع «المغلي»، بطل قصة الكاتب والفيلسوف الفرنسي أوليفييه «كليرك». الضفدع الذي لم يقفز من مكانه وهو في الماء المغلي؛ لأنه ببساطة لم يكن يعرف أن الوقت قد حان ليقفز وينجو بحياته. لم يدرك أن التغير التدريجي في ارتفاع درجة الحرارة، والذي كان يتأقلم معه سيسلبه حياته. لقد استنزف الضفدع طاقته كلها، وهو يتأقلم مع الظروف المحيطة لكي يعيش، ولكنه مات. وما يتبادر للذهن عند قراءة القصة أن الضفدع سوف يقفز من الماء المغلي كردة فعل طبيعية، ولكنه لم يفعل. لقد اعتاد على درجة الحرارة العالية التي بدأت منخفضة وارتفعت تدريجياً مع الوقت.
ونلاحظ تكرار استخدام مصطلح «متلازمة الضفدع المغلي» لوصف عدم قدرة الناس على التعامل مع التغيرات السلبية التي تحدث ببطء، بشكل غير ملحوظ في حياتهم. هذا التعبير المجازي في اللغة يعبر عن التأقلم والصمود السلبي، وهو خضوع للواقع الذي لا يمكن تجاوزه من وجهة نظر الشخص، ما يضطره إلى التعايش والصمود أمامه. إن غياب التقييم الصحيح والعادل للمواقف في العلاقات الإنسانية المزعجة سواء كانت عائلية أم في محيط العمل أم الصداقة يؤدي لما يسمى «بالتكيف الصامت». إن قدرة الإنسان العالية على التكيف والـتأقلم تفقده يقظته أحيانا تجاه ما يستنزف طاقته، فنلاحظ استمرار التنازلات من طرف دون الآخر في علاقات مزعجة يفقد فيها الشخص حقوقه الخاصة، وأبسطها الشعور بالارتياح.
وعلى الرغم من المرارة التي يتجرعها الناس والتدهور العاطفي الصامت الذي يمرون به، نلاحظ أن أسلوب التأقلم والصمود أمام عواصف العلاقات الاجتماعية أصبح شائعاً. ولا يختلف اثنان على أن العلاقات الاجتماعية «معقدة جداً» وإدارتها تتطلب مهارة وصبراً، بل «صموداً» لكي تصل إلى نقطة الاستقرار الدائم، ولكن الأصعب هو الوعي بما يحدث لنا في أثناء ذلك، وتجنب «نقطة الذروة» التي نصل فيها إلى موت المشاعر، فلا يتبقى بعدها من العلاقة إلا الأشلاء.
ببساطة، أقول: لا تكن «كالضفدع» المغلي في علاقاتك الاجتماعية، بل ابقَ متيقظاً ومتزناً ما بين صمود ورسم للحدود، واقرأ نفسك ومشاعرك جيداً، واعرف حقوقك الخاصة واحذر التغييرات السلبية التي تحدث ببطء. وللأمانه العلمية لا بد من التنويه هنا، إلى أن قصة «الضفدع المغلي» هي من نسج خيال الكاتب، كتبها لأغراض الموعظة؛ فقد قام بعض علماء الأحياء بدراسة التجربة ووجدوا أن الضفدع المغمور بالماء سيشعر بالخطر في الوقت المناسب وسيقفز من الماء المغلي. وكذلك هم البشر، فمنهم من يعرف متى يقفز قبل هلاكه وآخر لن يعرف ذلك حتى بعد مماته.
لا أحد منا يرغب في أن يكون حاله حال الضفدع «المغلي»، بطل قصة الكاتب والفيلسوف الفرنسي أوليفييه «كليرك». الضفدع الذي لم يقفز من مكانه وهو في الماء المغلي؛ لأنه ببساطة لم يكن يعرف أن الوقت قد حان ليقفز وينجو بحياته. لم يدرك أن التغير التدريجي في ارتفاع درجة الحرارة، والذي كان يتأقلم معه سيسلبه حياته. لقد استنزف الضفدع طاقته كلها، وهو يتأقلم مع الظروف المحيطة لكي يعيش، ولكنه مات. وما يتبادر للذهن عند قراءة القصة أن الضفدع سوف يقفز من الماء المغلي كردة فعل طبيعية، ولكنه لم يفعل. لقد اعتاد على درجة الحرارة العالية التي بدأت منخفضة وارتفعت تدريجياً مع الوقت.
ونلاحظ تكرار استخدام مصطلح «متلازمة الضفدع المغلي» لوصف عدم قدرة الناس على التعامل مع التغيرات السلبية التي تحدث ببطء، بشكل غير ملحوظ في حياتهم. هذا التعبير المجازي في اللغة يعبر عن التأقلم والصمود السلبي، وهو خضوع للواقع الذي لا يمكن تجاوزه من وجهة نظر الشخص، ما يضطره إلى التعايش والصمود أمامه. إن غياب التقييم الصحيح والعادل للمواقف في العلاقات الإنسانية المزعجة سواء كانت عائلية أم في محيط العمل أم الصداقة يؤدي لما يسمى «بالتكيف الصامت». إن قدرة الإنسان العالية على التكيف والـتأقلم تفقده يقظته أحيانا تجاه ما يستنزف طاقته، فنلاحظ استمرار التنازلات من طرف دون الآخر في علاقات مزعجة يفقد فيها الشخص حقوقه الخاصة، وأبسطها الشعور بالارتياح.
وعلى الرغم من المرارة التي يتجرعها الناس والتدهور العاطفي الصامت الذي يمرون به، نلاحظ أن أسلوب التأقلم والصمود أمام عواصف العلاقات الاجتماعية أصبح شائعاً. ولا يختلف اثنان على أن العلاقات الاجتماعية «معقدة جداً» وإدارتها تتطلب مهارة وصبراً، بل «صموداً» لكي تصل إلى نقطة الاستقرار الدائم، ولكن الأصعب هو الوعي بما يحدث لنا في أثناء ذلك، وتجنب «نقطة الذروة» التي نصل فيها إلى موت المشاعر، فلا يتبقى بعدها من العلاقة إلا الأشلاء.
ببساطة، أقول: لا تكن «كالضفدع» المغلي في علاقاتك الاجتماعية، بل ابقَ متيقظاً ومتزناً ما بين صمود ورسم للحدود، واقرأ نفسك ومشاعرك جيداً، واعرف حقوقك الخاصة واحذر التغييرات السلبية التي تحدث ببطء. وللأمانه العلمية لا بد من التنويه هنا، إلى أن قصة «الضفدع المغلي» هي من نسج خيال الكاتب، كتبها لأغراض الموعظة؛ فقد قام بعض علماء الأحياء بدراسة التجربة ووجدوا أن الضفدع المغمور بالماء سيشعر بالخطر في الوقت المناسب وسيقفز من الماء المغلي. وكذلك هم البشر، فمنهم من يعرف متى يقفز قبل هلاكه وآخر لن يعرف ذلك حتى بعد مماته.