«التطبيع» مصطلح عرفه الفلسطينيون على أنه أي شكل من أشكال العلاقات الطبيعية بين إسرائيل وأي دولة عربية، ورفض الفلسطينيون إقامة أي نوع من أنواع العلاقات الطبيعية بين أي دولة عربية وبين إسرائيل على أساس أن هذه «العلاقات» ستكون على حساب الحق الفلسطيني وستهضم حقه وتمنعه من الوصول له، الأساس الذي تم رفض إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل كان بسبب «النتائج» المتوقعة من تلك العلاقات وانعكاسها سلباً على الحق الفلسطيني، لا بسبب كون العلاقات الطبيعية «وسيلة» وهنا تكمن الإشكالية بيننا وبين المصطلح normalistion.
الوسيلة رفضت على افتراض أنها ستحقق نتائج سلبية، فمن يرفض تأسيس علاقات طبيعية مع إسرائيل يفترض مسبقاً أن تلك العلاقات ستحرمه من حقه.
أضف لذلك أن « مقاومة التطبيع» مصطلح صاحب المقاومة الفلسطينية كأحد الوسائل لنصرة قضيتهم، فارتبط مصطلح «التطبيع» ارتباطاً ذهنياً مع صور مقيتة كالتبعية والانصياع والالتصاق بالخصم، حتى أصبح وجود أي نوع من أنواع العلاقة مع إسرائيل هو فعل مقيت ممجوج لأنه يمنح الشرعية لممارسات إسرائيل أولاً، ولأن صور العلاقات الدولية التي تربط طرفي العلاقة لم تكن طبيعية من الأساس، بل كانت صوراً احتفائية في غالبها بها استخفاف، صوراً شكلية سطحية تسعى للبهرجة الإعلامية أكثر من كونها علاقات طبيعية بين دولتين، وهذا النوع من العلاقات مرفوض أصلاً بغض النظر عن الأطراف، فلو كانت هذه الصور تجمع بين الدولة سين على سبيل المثال والدولة ص، مؤتمرات ندوات واحتفالات إلخ ثم لا يستفيد أي من الطرفين بل لا يستفيد المجتمع الدولي من تلك العلاقة، لكانت علاقة غير طبيعية أصلاً سميتها «تطبيع» أو سميتها غير ذلك.
فالعلاقات الطبيعية بين أي دولتين «وسيلة» وليست «نتيجة» الموافقة على إقامتها أو رفضها تبنى على أساس ما ستحققه من نتائج، وفي هذا السياق نلفت انتباه السادة الفلسطينيين أنهم استفادوا من تلك «الوسيلة» حين استخدمتها كل من مصر وتركيا وقطر لصالحكم.
جرب الفلسطينيون تركيا وقطر ومصر كوسطاء بينهم وبين الإسرائيليين وقبلوا جميع صور العلاقات الطبيعية بين الطرفين الإسرائيلي من جهة والتركي والقطري والمصري من جهة أخرى، بل واستفادوا كثيراً من العلاقات الطبيعية الإسرائيلية المصرية أكثر من غيرها فهي التي ساعدتهم في تخفيف الكثير من القيود، حتى أن مصر أنقذت الفلسطينيين في قطاع غزة عدة مرات رغم ما نالها من تجريح ورغم ما نالها من المساس بأمنها من قبل فصائل فلسطينية تحظى بحماية القيادات الحمساوية!
لِمَ لا يستفيد إذاً الفلسطينيون هذه المرة من العلاقات الطبيعية «normalistion» التي ستنشأ بين البحرين والإمارات وبين إسرائيل خاصة وأن الاثنين (البحرين والامارات) يؤكدان على حق الشعب الفلسطيني وعلى التمسك بالمبادرة العربية التي قبل بها الفلسطينيون؟
العلاقات الطبيعة التي تسعى لها البحرين والإمارات مع إسرائيل حتماً ستكون عوناً لكم لا عليكم فهي لا تسعى للالتصاق بإسرائيل والتهليل للعلاقة كنتيجة بحد ذاتها، نحن لا نسعى «للتطبيع» المقيت بصوره الانبطاحية.
قياس فائدة وأهمية الوسيلة تكون وفقاً لنتائجها لا وفقاً لمبدأ استخدامها من عدمه، لا تقطع الوسائل افتراضاً للنتائج.
دعونا نتمسك بالترجمة الأصلية إذاً normalistion التي تعني «علاقات طبيعية» ولا تعني ذاك المصطلح الذي نرفض صوره الذهنية والمسمى «التطبيع».
وكلمة أخيرة للفلسطينيين «الراج البريطاني» حكم الهند وباكستان وبنغلاديش ومينامارـ وكانت كلها دولة واحدة- أكثر من 150 عاماً، وعليك أن تزور بريطانيا الآن لترى قوة ونفوذ هذه الجاليات في عمق الدولة البريطانية وما ذلك إلا لأنهم اتخذوا الـ «normalistion» بينهم وبين البريطانيين وسيلة لا هدف .. تعلموا.
الوسيلة رفضت على افتراض أنها ستحقق نتائج سلبية، فمن يرفض تأسيس علاقات طبيعية مع إسرائيل يفترض مسبقاً أن تلك العلاقات ستحرمه من حقه.
أضف لذلك أن « مقاومة التطبيع» مصطلح صاحب المقاومة الفلسطينية كأحد الوسائل لنصرة قضيتهم، فارتبط مصطلح «التطبيع» ارتباطاً ذهنياً مع صور مقيتة كالتبعية والانصياع والالتصاق بالخصم، حتى أصبح وجود أي نوع من أنواع العلاقة مع إسرائيل هو فعل مقيت ممجوج لأنه يمنح الشرعية لممارسات إسرائيل أولاً، ولأن صور العلاقات الدولية التي تربط طرفي العلاقة لم تكن طبيعية من الأساس، بل كانت صوراً احتفائية في غالبها بها استخفاف، صوراً شكلية سطحية تسعى للبهرجة الإعلامية أكثر من كونها علاقات طبيعية بين دولتين، وهذا النوع من العلاقات مرفوض أصلاً بغض النظر عن الأطراف، فلو كانت هذه الصور تجمع بين الدولة سين على سبيل المثال والدولة ص، مؤتمرات ندوات واحتفالات إلخ ثم لا يستفيد أي من الطرفين بل لا يستفيد المجتمع الدولي من تلك العلاقة، لكانت علاقة غير طبيعية أصلاً سميتها «تطبيع» أو سميتها غير ذلك.
فالعلاقات الطبيعية بين أي دولتين «وسيلة» وليست «نتيجة» الموافقة على إقامتها أو رفضها تبنى على أساس ما ستحققه من نتائج، وفي هذا السياق نلفت انتباه السادة الفلسطينيين أنهم استفادوا من تلك «الوسيلة» حين استخدمتها كل من مصر وتركيا وقطر لصالحكم.
جرب الفلسطينيون تركيا وقطر ومصر كوسطاء بينهم وبين الإسرائيليين وقبلوا جميع صور العلاقات الطبيعية بين الطرفين الإسرائيلي من جهة والتركي والقطري والمصري من جهة أخرى، بل واستفادوا كثيراً من العلاقات الطبيعية الإسرائيلية المصرية أكثر من غيرها فهي التي ساعدتهم في تخفيف الكثير من القيود، حتى أن مصر أنقذت الفلسطينيين في قطاع غزة عدة مرات رغم ما نالها من تجريح ورغم ما نالها من المساس بأمنها من قبل فصائل فلسطينية تحظى بحماية القيادات الحمساوية!
لِمَ لا يستفيد إذاً الفلسطينيون هذه المرة من العلاقات الطبيعية «normalistion» التي ستنشأ بين البحرين والإمارات وبين إسرائيل خاصة وأن الاثنين (البحرين والامارات) يؤكدان على حق الشعب الفلسطيني وعلى التمسك بالمبادرة العربية التي قبل بها الفلسطينيون؟
العلاقات الطبيعة التي تسعى لها البحرين والإمارات مع إسرائيل حتماً ستكون عوناً لكم لا عليكم فهي لا تسعى للالتصاق بإسرائيل والتهليل للعلاقة كنتيجة بحد ذاتها، نحن لا نسعى «للتطبيع» المقيت بصوره الانبطاحية.
قياس فائدة وأهمية الوسيلة تكون وفقاً لنتائجها لا وفقاً لمبدأ استخدامها من عدمه، لا تقطع الوسائل افتراضاً للنتائج.
دعونا نتمسك بالترجمة الأصلية إذاً normalistion التي تعني «علاقات طبيعية» ولا تعني ذاك المصطلح الذي نرفض صوره الذهنية والمسمى «التطبيع».
وكلمة أخيرة للفلسطينيين «الراج البريطاني» حكم الهند وباكستان وبنغلاديش ومينامارـ وكانت كلها دولة واحدة- أكثر من 150 عاماً، وعليك أن تزور بريطانيا الآن لترى قوة ونفوذ هذه الجاليات في عمق الدولة البريطانية وما ذلك إلا لأنهم اتخذوا الـ «normalistion» بينهم وبين البريطانيين وسيلة لا هدف .. تعلموا.