مخيف ما يقوم به «اليسار الغربي» من أجل تحقيق أهدافه في المنطقة وأولها محاربة الملكيات وإسقاط أنظمتها، مخيف ما يفعله الديمقراطيون في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تحقيق أهدافهم المنتمين للفكر اليساري الغربي، مخيف المدى الذي ذهبوا إليه واللامبالاة بالعواقب والتبعات لأفعالهم، مخيف لأنه يعطينا مؤشراً إلى المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه لتحقيق أهدافهم عندنا في المنطقة في حال فوزهم وسيطرتهم على دوائر القرار؟ مخيف إلى درجة توقع ما لا يمكن توقعه منهم.

لقد كنا نظن أنهم لا يبالون بضحايانا وبخسائر أرواحنا وممتلكاتنا باعتبار العنف الذي أيدوه وساندوه بعيداً عن ديارهم وتأثيره ضعيفاً على مسار حياتهم في دولهم.

لكن ما يدور في أمريكا الآن من عنف مستمر بدعمهم ومساندتهم حرباً حقيقية الآن لا مع ترامب، بل مع مؤيديه الذين رشحوه وفاز بفضلهم وهم الغالبية الأمريكية، لكنهم لا يبالون بعدد الأمريكيين الذين يختلفون معهم ولا يبالون برأيهم ولا برغباتهم وبحقهم في تقرير مصيرهم كما لم يبالوا بنا، والمفارقة أن لقبهم «الديمقراطيون»!!

إنهم يستخدمون ذات الوسائل لحجب الحقائق عن واقعنا مع شعوبهم، إنهم يكذبون عليهم حتى إنهم لم تكفهم الحرب الإعلامية على خصومهم ولم يكفهم تجنيد الفنانين والرياضيين والمؤثرين من أجل تغيير الحقائق، وحين فقدوا السيطرة أيدوا العنف ووقفوا وراءه، ومنعوا كل محاولات ترامب لوقف العنف في الولايات التي يسيطرون عليها كمحافظين، وحجبوا آراء الناس المعارضة وأظهروا الأمريكيين الذين تسلحوا من أجل الحفاظ على أرواحم وممتلكاتهم على أنهم عنصريون لأنهم لا يسمحون بنهبها وتحطيمها تماماً مثلما فعلوا معنا!!

كم بلغ عدد ضحايا العنف من قتلى ومن جرحى والمستمر والمتواصل في عدد كبير من الولايات المتحدة الأمريكية تحت شعار «حياة السود مهمة» منذ وفاة جورج فلويد الذي قضى نحبه في أثناء إجراءات القبض عليه؟ كم بلغت خسائر الممتلكات العامة؟ كم بلغت خسائر الاقتصاد؟ كم بلغ عدد بيع قطع السلاح للأفراد؟

إن لم تكن تلك حرب أهلية فماذا تكون يا سيد توماس فريدمان؟

توماس فريدمان الكاتب المعروف في نيويورك تايمز المنتمي للحزب الديمقراطي والمؤيد لجو بايدن والمعادي لترامب بشكل واضح يعبر عن مخاوفه أن تندلع حرباً أهلية في حال فوز جو بادين؛ لأن ترامب صرح بذلك، فترامب هدد من محاولات القفز على القانون وارتكاب مخالفات وأي وسيلة متاحة وغير متاحة من الديمقراطيين من أجل إيقاع الخسارة به وبالجمهوريين في الانتخابات، ومخاوف ترامب لم تأتِ من فراغ، فما يقوم به الديمقراطيون الآن هو حرب حقيقية بدأت من الآن لا بعد الانتخابات، وستستمر إن فاز ترامب الفرق أنكم تكذبون وهو صريح.

وإذا نظرنا إلى مثيلكم الأوروبي فإن هذا الفكر اليساري الذي هيمن هو الآخر على العديد من مقاعد البرلمانات يذهب إلى أبعد مدى يمكنه أن يذهب إليه، حتى لو كان العنف والكذب والتتاقض من أجل تحقيق أهدافه.

فالتحالف مع التيارات الإسلامية العنيفة ضد الشعوب العربية والكذب من أجلهم وإخفاء حقيقتهم ومنع وصول آراء المضطهدين والملاحقين من مليشياتهم وتقديمهم للأوروبيين على أنهم «الإسلام المعتدل» الممثل للشعوب العربية دون النظر إلى واقعهم على الأرض، يؤكد أننا أمام تطرف يساري عنيف في أمريكا وأوروبا لم نشهد مثله في التاريخ، مستعد لخيانة كل قيمه ومبادئه ومثله التي يدعو إليها من أجل تحقيق أهدافه.

* ملاحظة:

اليسار الغربي تيار فكري وليس حزباً سياسياً كما يفهم البعض وليس المقصود باليسار «الشيوعيون»، بل هو فكر أقرب إلى الاشتراكية الليبرالية إن صح التعبير.