سكاي نيوز عربية - أبوظبي
ترك أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وراءه إرثا عظيما وإنجازات ستبقى خالدة في التاريخ، محققا بذلك المعادلة الصعبة، المتمثلة في الموازنة بين السياستين الداخلية والخارجية، والنجاح الاقتصادي، والاهتمام الدائم بالإبعاد الإنسانية.
والثلاثاء، أعلن الديوان الأميري الكويتي في بيان بثه التلفزيون الحكومي، وفاة أمير البلاد، الذي كان يخضع للعلاج بإحدى المستشفيات في الولايات المتحدة منذ يوليو الماضي، عن عمر 91 عاما.
ومنذ توليه الحكم، قاد الشيخ صباح سياسة إصلاحية على الصعيد الداخلي ومتزنة على المستوى الخارجي، حيث عرف بحنكته الدبلوماسية في إدارة السياسية الخارجية للبلاد، وعمل على تعميق الترابط العربي ومد جسور التواصل بين بلاده والمجتمع الدولي.
كما قاد أمير الكويت الراحل البلاد نحو نهضة اقتصادية شاملة، وأنشأت في عهده مشروعات تنموية ضخمة في مختلف المجالات، واستطاع أن يحول الكويت إلى مركز تجاري ومالي، ووضعها على خارطة الاقتصاد العالمي بقوة، مما جعل من الدينار الكويتي إحدى أقوى العملات الدولية.
وفي مجال الحريات وحقوق المرأة، عمل أمير الكويت الراحل على إفساح المجال أمام المرأة الكويتية ومكنها من العمل السياسي، حيث تولت أول امرأة كويتية الوزارة في حكومة برئاسته عام 2005. تم بعد ذلك تمت أول مشاركة للمرأة في العملية الانتخابية في أول انتخابات نيابية بعد توليه الحكم، ثم بدخول المرأة لأول مرة كعضو في مجلس الأمة.
وعلى صعيد العمل الإنساني، اختيرت الكويت في عهده مركزا للعمل الإنساني، وسمي الشيخ صباح صباح الأحمد الجابر الصباح قائدا للعمل الإنساني وتقلد المنصب في حفل أقامته الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، ذكر أحمد المليفي، الوزير الكويتي السابق، في حوار مع "سكاي نيوز عربية"، أن رحيل أمير الكويت سيخلف فراغا كبيرا في الساحة المحلية والخليجية والعربية والعالمية.
وأردف قائلا "الشيخ صباح كان له دور في قضايا كثيرة، سواء الإنسانية أو النزاعات الأجنبية بين الدول.. كانت له لمساته، لذلك سمي بأمير الإنسانية وشيخ الدبلوماسية".
وأبرز المليفي أن الشيخ صباح "كان دائما يحقق المصالح المشتركة للأطراف المعنية ويسعى الى تهدئة الأمور، فهو الحكيم الذي دائما يضع الكمامات الباردة على الأوضاع الساخنة حتى يبتعد العالم عن الحروب والمآسي".
من جهته، قال نائب رئيس الهلال الأحمر الكويتي، أنور الحساوي، إن الشيخ صباح كان سفيرا للعمل الإنساني، حيث "كان يحرص على إيصال المساعدات لأكثر الدول المتضررة".
وأضاف الحساوي أن مسيرة الأمير الراحل كبيرة في المجال الإنساني، مشيرا إلى أنه في عهده جرى عقد عدد مهم من مؤتمرات المانحين للدول المحتاجة.
وتابع "دور الكويت الإنساني لا ينكره أحد، وهذا كله بفضل نصائح الشيخ صباح".
رأي أستاذ الإعلام السياسي عبدالله العساف لم يختلف عن سابقيه، إذ أبرز أن أمير الكويت الراحل "قضى جل عمله في العالم السياسي، نحو 6 عقود قضاها في هذا المعترك المليء بالمنعطفات".
وأوضح أن من نتائج هذا العمل، الكثير من المبادرات، منها على سبيل المثال، لا حصر إعادة إعمار العراق ودعواته المتكررة من أجل عدم نقص المياه التي تصل إلى مصر والسودان وأن يحظيا بنصيبهما الكامل من مياه النيل.
وختم العساف بالقول "السياسية الخارجية للأمير الراحل كانت متوازنة وذات توجه إنساني، فهو حقق المعادلة الصعبة، على اعتبار أن العمل السياسي يتسم بالصلابة.. الشيخ صباح غلب الإنسانية على الجوانب السياسية الكثيرة".