المصدر: RT / نوفوستي
انهى علماء من ستة بلدان دراسة شاملة لحلقات الأشجار السنوية في منطقة القطب الشمالي الروسي، وتبين أن موت الغابات الشمالية سببه التلوث الصناعي في منطقة نوريلسك.

وتشير مجلة Ecology Letters، إلى أن منطقة نوريلسك، هي إحدى المناطق الأكثر تلوثا في العالم. لأنه منذ ثلاثينيات القرن الماضي تجري فيها عمليات مكثفة لاستخراج خامات النيكل والنحاس والبلاديوم من مكامن ضخمة. وقد تسبب المستوى العالي للانبعاثات الضارة إلى الجو وشبكة الأنهار، في موت غابات البوريال (البوريال مرحلة من فترة الهولوسين في العصر الرباعي) في دائرة نصف قطرها أكثر من 100 كيلومتر حول نوريلسك.

واتضح للباحثين أيضا، أن تزايد النشاط الصناعي خلال ستينيات القرن الماضي، أدى إلى تدهور حالة الغابات على مساحة تقدر بـ 24 ألف كيلومتر مربع.

وقد أجرى علماء متخصصون بعلم الأشجار من روسيا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وسويسرا وجمهورية التشيك، أكبر دراسة في التاريخ لغابات القطب الشمالي وحلقات الأشجار السنوية، التي بينت نتائجها أن العواقب المباشرة وغير المباشرة لنشاط المجمعات الصناعية في نوريلسك هي أعمق مما كان يعتقد سابقا.

واكتشف الباحثون، أن التلوث يسبب بطء نمو الأشجار، ما يقلل من كمية الكربون التي يمكن امتصاصها من قبل أشجار الغابات الشمالية. أي حصل خلل في دورة الكربون في الطبيعة. وقد يكون الوضع في نوريلسك أحد أسباب "مشكلة الاختلاف" المعروفة في dendrochronology - وهو اضطراب للعلاقة المتبادلة بين عرض حلقات الأشجار في نصف الكرة الشمالي ودرجة حرارة الهواء ، والتي لوحظت منذ السبعينيات من القرن الماضي.

ويشير البروفيسور ولف بيوتغين من كلية الجغرافيا بجامعة كامبريدج، إلى أن الحلقات السنوية للأشجار تحمل معلومات واسعة عن الكوارث البيئية في نوريلسك خلال التسعين سنة الماضية.

ويقول، "نحن نرى أنه منذ ستينيات القرن الماضي، بدأت الأشجار تموت بالقرب من نوريلسك، بسبب ارتفاع مستوى التلوث. لذلك وسعنا دراستنا، بحيث تجاوزت حدود التأثير المباشر للنشاط الصناعي في نوريلسك، واكتشفنا أن الأشجار في خطوط العرض الشمالية العليا تعاني منه أيضا.".