ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الشقيقة الكبرى تمكنها من الإطاحة بخلية إرهابية تلقى عناصرها تدريبات عسكرية وميدانية داخل موقع للحرس الثوري في إيران، وليست المرة الأولى أيضاً التي ينفي فيها النظام الإيراني مثل هذه الاتهامات ويقول بأن المراد من ذلك الإساءة إلى إيران. ولأن المنطق يدفع في اتجاه القول بأنه لا مصلحة للسعودية في ادعاء مثل هذا الأمر ولأن سوابق النظام الإيراني في هذا المجال كثيرة وطالت جل دول مجلس التعاون وخصوصاً السعودية والبحرين، لذا فإن العاقل لا يمكن أن يصدق ما يقوله النظام الإيراني ويبصم بالعشر على ما تقوله الأجهزة الأمنية السعودية.

مشكلة النظام الإيراني أنه يعتقد بأن الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي غافلة وغير مؤهلة لاكتشاف هكذا عمليات، لهذا فإنه يكرر محاولاته الفاشلة ولا يتأخر عن نشر تصريحات النفي المعدة سلفاً.

بالنسبة لنا في البحرين والسعودية والإمارات – على الأقل – لا نحتاج من الأجهزة الأمنية توفير الدليل على ما تعلن عنه، فالجميع على قناعة بأنها لا يمكن أن تدعي حصول أمر لم يحصل ولدينا ما يكفي من خبرات وتجارب تعيننا على الاعتقاد بأن النظام الإيراني لا يدخر حيلة للإساءة إلى دول مجلس التعاون عامة وإلى الدول الثلاث على وجه الخصوص.

بناء على كل ذلك يمكن الجزم بأن ما أعلنت عنه الأجهزة الأمنية السعودية صحيح وأن العشرة الذين تم إلقاء القبض عليهم أعضاء في خلية إرهابية تلقى بعضهم التدريب على أيدي الحرس الثوري في إيران وأن تلك التدريبات تضمنت طرق وأساليب صناعة المتفجرات.

ولأن العملية أمنية ولا تزال مستمرة لذا فإن من الطبيعي ألا يتم الكشف عن أسماء المقبوض عليهم والاستمرار في السعي للحصول على مزيد من المعلومات بغية التوصل إلى شركائهم في الداخل والخارج ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية.

تقديري أن السعودية تريد توصيل رسالة للنظام الإيراني مفادها أن الأمن في بلاد الحرمين «صاحي».