عواصم - (وكالات): قال رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي أن إيران تعزز القدرات العسكرية للميليشيات الشيعية في العراق، الأمر الذي يقلق التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، مضيفاً أنه «من غير الواضح ما إذا كانت طهران تقدم مساعدة أو تشكل عقبة في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». في غضون ذلك، تخوض القوات العراقية معارك مع «داعش» جنوب تكريت، في سادس أيام العملية العسكرية التي اعتبر ديمبسي، أن حسمها لصالح بغداد مسألة وقت. في الوقت ذاته، شنت مقاتلات «أف 16» إماراتية متمركزة في الأردن ضربات جوية على مواقع نفطية يسيطر عليها التنظيم المتطرف في سوريا، بينما تدور معارك عنيفة بين «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية في محيط بلدة تل تمر شمال شرق البلاد، إثر هجوم شنه التنظيم في محاولة للسيطرة على البلدة. ووصل ديمبسي أمس إلى البحرين، حيث سيجري مباحثات في البحرين والعراق فيما ينفذ التحالف الذي تقوده واشنطن غارات جوية منذ 6 أشهر على مواقع «داعش». ومن المقرر أن يزور اليوم حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» الموجودة في مياه الخليج للمشاركة في عمليات القصف الجوي ضد التنظيم المتطرف. وأعلن ديمبسي للصحافيين مساء أمس الأول، على متن الطائرة التي كانت تقله إلى البحرين والعراق أنه سيعرب عن قلقه من نفوذ إيران في مباحثاته مع مسؤولين عراقيين بعد أيام على شن بغداد عملية واسعة النطاق لاستعادة تكريت من تنظيم الدولة الإسلامية. والميليشيات الشيعية التي تسلحها إيران تضلطع بدور مهم في الهجوم على مدينة تكريت.لكن الائتلاف بقيادة أمريكية لم يشارك في العملية وتخشى الدول الحليفة من أن تفاقم نشاطات إيران التوتر الطائفي في العراق. وقال ديمبسي إن الغارات الجوية بقيادة أمريكية في الأشهر الماضية في الشمال قرب بيجي زادت الضغط على المتطرفين في «داعش» ما مهد لشن الهجوم على تكريت. وتابع «أريد أن يدرك رئيس الوزراء ووزير الدفاع في العراق أن هذا الهجوم لم يحصل بسحر ساحر أو بسبب تواجد الميليشيات الشيعية على الطريق بين بغداد وتكريت».وفي إشارة إلى دعم إيران للميليشيات الشيعية قال ديمبسي إنه يريد أن يكون فكرة عن أن تحرك الميليشيات «متمم» لنشاط الائتلاف. وقال إنه يتابع باهتمام «التحديات» التي يطرحها دعم إيران لهذه الميليشيات مضيفاً أن نفوذ طهران يثير قلقاً بين دول التحالف الذي يضم بلداناً سنية ترى في إيران تهديداً. ويؤكد التحالف تمسكه بوحدة العراق الذي يضم سنة وأكراداً وشيعة كما ذكر الجنرال الأمريكي.وقال إن إيران تمد الميليشيات الشيعية بقطع مدفعية وتدربها وتقدم لها «بعض المعلومات» ومراقبة جوية حسب قدراتها. وأكد ديمبسي أنه لا شك في أن الدعم الإيراني يجعل «القدرات العسكرية» للميليشيات الشيعية أكبر. وتابع «لكن ذلك يثير قلق شركائنا في التحالف». وأوضح الجنرال الأمريكي أن الشخص الوحيد القادر على تبديد هذه المخاوف هو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. واعتبر ديمبسي أن هزيمة «داعش» في تكريت مسألة وقت. وقال إن «الأرقام تؤكد الواقع» موضحاً أن بضع مئات من مقاتلي التنظيم يواجهون في تكريت 23 ألف عراقي بين جنود وعناصر ميليشيات.وهي المرة الأولى على حد قوله التي يحصل فيها مثل هذا «التعاون الوثيق» في عملية عسكرية بين الجيش العراقي وميليشيات شيعية. وتشاهد أرتال من الآليات العسكرية والمدرعات العراقية على الطريق بين بغداد وتكريت كما قال ديمبسي.وقال إن الاختبار الحقيقي سيكون الطريقة التي سيعامل فيها السكان السنة بعد تحرير المدينة. وإذا سمح للسنة بالعودة إلى ديارهم وإذا شعروا أن الهجوم ستتبعه جهود لإعادة الإعمار وتقديم مساعدة إنسانية فكل شيء سيكون على ما يرام.لكن إذا تمت إساءة معاملتهم أو إذا لم يحظوا بمساعدة إنسانية فذلك سيطرح مشكلة كما قال. وتخوض القوات العراقية معارك مع «داعش» جنوب تكريت، في سادس أيام العملية العسكرية التي اعتبر رئيس أركان الجيش الأمريكي، أن حسمها لصالح بغداد مسألة وقت. على جبهة أخرى، أعلن الجيش الأمريكي أن القوات العراقية استعادت، بدعم من طيران التحالف، بلدة البغدادي في محافظة الأنبار، القريبة من قاعدة «عين الأسد» الجوية التي تضم جنوداً أمريكيين يدربون القوات الأمنية.وبدأ نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية، هجوماً من 3 محاور باتجاه تكريت والمناطق المحيطة بها، خاصة قضاء الدور وناحية العلم. وتشن القوات هجومها من مدينة سامراء جنوب تكريت، ومحافظة ديالى شرقاً، وقاعدة سبايكر وجامعة تكريت شمالاً. وفي حين لم تعلن السلطات العراقية حصيلة للقتلى في صفوفها أو صفوف المسلحين الموالين لها، أفادت إحصائية لمركز استقبال الجنائز في العتبة العلوية في مدينة النجف جنوب العراق، بوصول جثامين 64 مقاتلاً شيعياً منذ 4 مارس، قتلوا في معركة تكريت ومناطق أخرى.وتعد تكريت ذات أهمية رمزية وميدانية، حيث تقع على الطريق بين بغداد والموصل، كبرى مدن محافظة نينوى وأولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في يونيو الماضي. وفي حين لم يشارك طيران التحالف في عملية تكريت، نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، مشيرة إلى تواجده في صلاح الدين لتقديم استشارة عسكرية للقوات العراقية والفصائل الشيعية المدعومة بقوة من إيران. وكان حجم الهجوم ومشاركة فصائل شيعية فيه، أثارا مخاوف من حصول عمليات انتقامية بحق بعض السكان الذين يتهمون بالتعاون مع التنظيم، أو المشاركة في عمليات قتل جماعية بحق مجندين من الشيعة.وأعلنت القيادة المشتركة للتحالف أنها نفذت 11 غارة في العراق و6 غارات في سوريا. يأتي ذلك غداة إعلان الجيش الأمريكي أن القوات الحكومية وعشائر سنية استعادت بلدة البغدادي، و3جسور على نهر الفرات يسيطر عليها التنظيم منذ سبتمبر الماضي.وفي سوريا، تدور معارك عنيفة بين التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في محيط بلدة تل تمر، إثر هجوم شنه التنظيم في محاولة للسيطرة على البلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومنظمة آشورية. كما أعلن المرصد مقتل 26 عنصراً من التنظيم في غارات لقوات نظام الرئيس بشار الأسد على أرتال للتنظيم في ريف حماة.في غضون ذلك، شنت مقاتلات «أف 16» إماراتية متمركزة في الأردن ضربات جوية على مواقع نفطية يسيطر عليها «داعش»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وقالت الوكالة إن «الطائرات استهدفت عدداً من نقاط التشغيل والاستخراج الخاصة لأنابيب البترول الخام والخاضعة تحت سيطرة التنظيم لحرمانه من مصادر الدخل وتجفيف منابع التمويل لعملياته الإرهابية»، لافتة إلى أن «الطائرات المقاتلة عادت إلى قواعدها سالمة».من جهة أخرى، قالت وزارة السياحة والآثار العراقية إن مقاتلي «داعش» دمروا أطلال مدينة الحضر الأثرية شمال العراق، والتي ترجع إلى ألفي عام. من جانبه، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «الاستقبال المحدود» في أوروبا للاجئين السوريين في حين تستقبل تركيا مليوني لاجىء وستستمر في تطبيق سياسة «الباب المفتوح».وقال أردوغان «هل تعرفون عدد اللاجئين الذين استقبلتهم الدول الأوروبية، 200 ألف في حين استقبلنا مليونين. هذا فارق كبير».ووفقاً للأرقام الأخيرة تستقبل تركيا أكثر من مليوني لاجىء أتوا من سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011 وتقول إنها أنفقت لذلك 5.5 مليار دولار.