يطل الأمير السعودي البارز، بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، مساء اليوم الأثنين، في لقاء تلفزيوني يكتسب أهميته من مكانة الدبلوماسي السابق ورجل الاستخبارات البارز الذي يمتلك الكثير من الأسرار خلال رحلة عمل امتدت لعقود بين عدة عواصم.
فقد أمضى الأمير بندر أكثر من 20 عاما سفيرا لبلاده في واشنطن (1983 – 2005)، وعاصر منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي عدة رؤساء أمريكيين وعايش أحداثا وملفات وقضايا ساخنة في العالم والشرق الأوسط المضطرب على وجه الخصوص.
كما أن الأمير بندر الذي يبلغ من العمر الآن، 70 عاما، شغل بين عامي 2012 و2014 منصب رئيس الاستخبارات السعودية، قبل أن يعينه عمه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، مستشارا له لمدة عام، غاب بعدها عن العمل الرسمي وظل كل ظهور إعلامي له محل ترقب ومتابعة لمعرفة مزيد من الأسرار عن فترة عمله الطويلة.
وللأمير بندر مكانة بارزة في العائلة الحاكمة، فهو حفيد الملك المؤسس، وابن لولي عهد سابق، وزوج ابنة ملك البلاد الثالث، فيصل بن عبدالعزيز، بجانب كونه والدا لسفيرة بلاده الحالية في العاصمة الأمريكية، الأميرة ريما بنت بندر التي تعد أول امرأة تشغل منصب سفيرة لبلادها، فيما يشغل ابنه الأمير خالد منصب سفير الرياض لدى بريطانيا.
الحياة الشخصية
وُلد الأمير بندر في مدينة الطائف، يوم 2 مارس/آذار عام 1949، وهو الابن الوحيد لوالده من زوجته الخيزرانة، ذات الأصول الإثيوبية، وإحدى زوجات الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز الذي عُين وزيرا للدفاع عام 1962، وظل في ذلك المنصب حتى وفاته عام 2011، بجانب تعيينه وليا للعهد منذ العام 2005.
تزوج الأمير بندر في العام 1972، من الأميرة هيفاء، بنت الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ولهما من الأبناء: لولوة، ريما، نورة، فهد، حصة، فيصل، خالد، وعبدالعزيز.
الدراسة والعمل
تلقى الأمير بندر تعليمه الأساسي في السعودية، ثم التحق بكلية ”كرانويل" للقوات الجوية البريطانية، وتخرج منها في عام 1968.
كما حصل على تدريب متقدم في قاعدة ”ماكسويل" الجوية ومدرسة ”دوايت د.أيزنهاور" لاستراتيجية الأمن القومي والموارد الأمريكية.
أصبح الأمير بندر بعد ذلك مدرب طيران وقائدا لسرب طائرات ”إف-5" في القوات الجوية الملكية السعودية، وتنقل بين عدة قواعد عسكرية داخلية، كما خضع لمزيد من الدورات التدريبية الخارجية.
تغيير جذري
عام 1977 تحول الأمير بندر إلى حقل آخر بعيدا عن القطاع العسكري، ليبدأ مسيرة دبلوماسية كمبعوث شخصي للملك خالد بن عبدالعزيز في العام الموالي، إذ تم تعيينه ضمن فريق لتوقيع صفقة شراء 60 طائرة ”إف-15 إيغل" أمريكية.
وبعد نجاح تلك الصفقة، بدا أن لجهود الأمير بندر الدور الأكبر فيها، حيث كان لعدة اتفاقات جانبية أبرمها مع مسؤولين أمريكيين، وبينهم رؤساء ومرشحون للرئاسة ونواب في مجلس الشيوخ، دور رئيس بتمرير الصفقة.
الدبلوماسي المخضرم
قادت صفقة الطائرات تلك، الأمير بندر إلى العمل كملحق عسكري في سفارة بلاده بواشنطن، في العام 1982، قبل أن يصبح بعد وقت وجيز السفير السعودي في العاصمة الأمريكية، ويبقى في ذلك المنصب حتى العام 2005، في محطة دبلوماسية طويلة جدا.
اشتهر الأمير بندر بعلاقاته الواسعة والوثيقة مع المسؤولين الأمريكيين، من البيت الأبيض إلى مجلسي الشيوخ والنواب (الكونغرس)، بجانب رجال الأعمال ومسؤولي البنوك، وسفراء الدول الفاعلة في واشنطن، وكبريات وسائل الإعلام وجماعات النفوذ والضغط السياسي.
وقد تسلم الأمير بندر مهامه في أواخر حقبة السبعينيات، التي شهدت سلسلة حوادث مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، حيث وقعت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني على نظام الشاه، وأطيح بحكم محمد رضا بهلوي، وحصلت حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران، وأعقب ذلك غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان أواخر عام 1979، واندلاع الحرب الإيرانية العراقية سنة 1980.
وكان الأمير بندر صلة الوصل الرئيسية في علاقات بلاده بواشنطن، والتي كانت تتطلب تواصلا وتنسيقا مستمرا للتعامل مع تلك الأحداث وتطوراتها المستمرة، وقد نجح الأمير بالفعل في إقناع واشنطن ببيع الكثير من الأسلحة المتطورة لبلاده، في إجراء وفر للسعودية قوة عسكرية كبيرة.
دوره في الحرب الأهلية اللبنانية
لعب الأمير بندر دورا في ملف المصالحة اللبناني بعد الحرب الأهلية في الثمانينيات، إذ عينه عمه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، مسؤولا عن الملف الذي كانت الرياض لاعبا رئيسيا فيه، وكان لجهوده وزياراته المتكررة للزعماء والسياسيين اللبنانيين، ومسؤولي الدول الضالعة في القضية اللبنانية، مثل سوريا، دور رئيس في توقيع اتفاق الطائف عام 1989، والذي أنهى الحرب.
محطة الاستخبارات السعودية
عاد الأمير بندر إلى دائرة الضوء مجددا، وبقوة في العام 2012، عندما عين رئيسا للاستخبارات، الجهاز الأمني الحساس، وارتبط اسمه خلال محطة عمله الأمنية تلك، والتي استمرت لنحو عامين، بملفات عديدة، بينها الصراع السوري والمفاوضات بين الفصائل الفلسطينية.
حقيبة أسرار
يُنظر للأمير بندر على الدوام، كحقيبة أسرار مهمة طالما سعى الصحفيون لفتحها، واكتسب كل ظهور إعلامي للدبلوماسي ورجل الاستخبارات السابق، أهمية كبيرة، إذ لا بد أن يكشف فيه الأمير بعضا من ذكريات العمل.
فقد أمضى الأمير بندر أكثر من 20 عاما سفيرا لبلاده في واشنطن (1983 – 2005)، وعاصر منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي عدة رؤساء أمريكيين وعايش أحداثا وملفات وقضايا ساخنة في العالم والشرق الأوسط المضطرب على وجه الخصوص.
كما أن الأمير بندر الذي يبلغ من العمر الآن، 70 عاما، شغل بين عامي 2012 و2014 منصب رئيس الاستخبارات السعودية، قبل أن يعينه عمه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، مستشارا له لمدة عام، غاب بعدها عن العمل الرسمي وظل كل ظهور إعلامي له محل ترقب ومتابعة لمعرفة مزيد من الأسرار عن فترة عمله الطويلة.
وللأمير بندر مكانة بارزة في العائلة الحاكمة، فهو حفيد الملك المؤسس، وابن لولي عهد سابق، وزوج ابنة ملك البلاد الثالث، فيصل بن عبدالعزيز، بجانب كونه والدا لسفيرة بلاده الحالية في العاصمة الأمريكية، الأميرة ريما بنت بندر التي تعد أول امرأة تشغل منصب سفيرة لبلادها، فيما يشغل ابنه الأمير خالد منصب سفير الرياض لدى بريطانيا.
بندر بن سلطان عندما كان طفلاً
الحياة الشخصية
وُلد الأمير بندر في مدينة الطائف، يوم 2 مارس/آذار عام 1949، وهو الابن الوحيد لوالده من زوجته الخيزرانة، ذات الأصول الإثيوبية، وإحدى زوجات الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز الذي عُين وزيرا للدفاع عام 1962، وظل في ذلك المنصب حتى وفاته عام 2011، بجانب تعيينه وليا للعهد منذ العام 2005.
تزوج الأمير بندر في العام 1972، من الأميرة هيفاء، بنت الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ولهما من الأبناء: لولوة، ريما، نورة، فهد، حصة، فيصل، خالد، وعبدالعزيز.
الدراسة والعمل
تلقى الأمير بندر تعليمه الأساسي في السعودية، ثم التحق بكلية ”كرانويل" للقوات الجوية البريطانية، وتخرج منها في عام 1968.
كما حصل على تدريب متقدم في قاعدة ”ماكسويل" الجوية ومدرسة ”دوايت د.أيزنهاور" لاستراتيجية الأمن القومي والموارد الأمريكية.
أصبح الأمير بندر بعد ذلك مدرب طيران وقائدا لسرب طائرات ”إف-5" في القوات الجوية الملكية السعودية، وتنقل بين عدة قواعد عسكرية داخلية، كما خضع لمزيد من الدورات التدريبية الخارجية.
بندر بن سلطان وجورج بوش الأب
تغيير جذري
عام 1977 تحول الأمير بندر إلى حقل آخر بعيدا عن القطاع العسكري، ليبدأ مسيرة دبلوماسية كمبعوث شخصي للملك خالد بن عبدالعزيز في العام الموالي، إذ تم تعيينه ضمن فريق لتوقيع صفقة شراء 60 طائرة ”إف-15 إيغل" أمريكية.
وبعد نجاح تلك الصفقة، بدا أن لجهود الأمير بندر الدور الأكبر فيها، حيث كان لعدة اتفاقات جانبية أبرمها مع مسؤولين أمريكيين، وبينهم رؤساء ومرشحون للرئاسة ونواب في مجلس الشيوخ، دور رئيس بتمرير الصفقة.
الدبلوماسي المخضرم
قادت صفقة الطائرات تلك، الأمير بندر إلى العمل كملحق عسكري في سفارة بلاده بواشنطن، في العام 1982، قبل أن يصبح بعد وقت وجيز السفير السعودي في العاصمة الأمريكية، ويبقى في ذلك المنصب حتى العام 2005، في محطة دبلوماسية طويلة جدا.
اشتهر الأمير بندر بعلاقاته الواسعة والوثيقة مع المسؤولين الأمريكيين، من البيت الأبيض إلى مجلسي الشيوخ والنواب (الكونغرس)، بجانب رجال الأعمال ومسؤولي البنوك، وسفراء الدول الفاعلة في واشنطن، وكبريات وسائل الإعلام وجماعات النفوذ والضغط السياسي.
وقد تسلم الأمير بندر مهامه في أواخر حقبة السبعينيات، التي شهدت سلسلة حوادث مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، حيث وقعت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني على نظام الشاه، وأطيح بحكم محمد رضا بهلوي، وحصلت حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران، وأعقب ذلك غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان أواخر عام 1979، واندلاع الحرب الإيرانية العراقية سنة 1980.
وكان الأمير بندر صلة الوصل الرئيسية في علاقات بلاده بواشنطن، والتي كانت تتطلب تواصلا وتنسيقا مستمرا للتعامل مع تلك الأحداث وتطوراتها المستمرة، وقد نجح الأمير بالفعل في إقناع واشنطن ببيع الكثير من الأسلحة المتطورة لبلاده، في إجراء وفر للسعودية قوة عسكرية كبيرة.
دوره في الحرب الأهلية اللبنانية
لعب الأمير بندر دورا في ملف المصالحة اللبناني بعد الحرب الأهلية في الثمانينيات، إذ عينه عمه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، مسؤولا عن الملف الذي كانت الرياض لاعبا رئيسيا فيه، وكان لجهوده وزياراته المتكررة للزعماء والسياسيين اللبنانيين، ومسؤولي الدول الضالعة في القضية اللبنانية، مثل سوريا، دور رئيس في توقيع اتفاق الطائف عام 1989، والذي أنهى الحرب.
بندر بن سلطان ولبنان
محطة الاستخبارات السعودية
عاد الأمير بندر إلى دائرة الضوء مجددا، وبقوة في العام 2012، عندما عين رئيسا للاستخبارات، الجهاز الأمني الحساس، وارتبط اسمه خلال محطة عمله الأمنية تلك، والتي استمرت لنحو عامين، بملفات عديدة، بينها الصراع السوري والمفاوضات بين الفصائل الفلسطينية.
حقيبة أسرار
يُنظر للأمير بندر على الدوام، كحقيبة أسرار مهمة طالما سعى الصحفيون لفتحها، واكتسب كل ظهور إعلامي للدبلوماسي ورجل الاستخبارات السابق، أهمية كبيرة، إذ لا بد أن يكشف فيه الأمير بعضا من ذكريات العمل.