تعرف العرب جميعاً خلال ثلاثة أيام في أجزاء ثلاثة من خلال برنامج «وثائقي» على قناة «العربية»، على أسرار كنت أنا وغيري نجهلها بالتأكيد، ومن خلال شاشة قناة «العربية» كان هذا الوثائقي الحدث الأبرز من خلال الرئيس السابق للاستخبارات في المملكة العربية السعودية والدبلوماسي القدير الذي لا يعرف لغة التمثيل والتلميع «الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود».

البرنامج كان هو قائده ومسيره وهو صاحب وقفاته وقفلاته، كان حريصاً سموه على نقل المعلومة لنا بشكل مبسط وواضح وصريح ويبين لنا ما كنا نغفل عنه بالتأكيد، وشاركنا بأدق التفاصيل جلها وصغيرها من كلام وأفعال للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والدول الشقيقة مثل مصر والأردن وغيرها أمام نصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الأبِي من الأمس حتى اليوم، وكيف كانت مواقفهم المشرفة والتي تحدث بشكل شفاف وظاهر للعيان لقضية قادتها أخلّوا بها واعتبروها جسراً لتحقيق أحلامهم الوردية الخاصة من سالف العصر والزمان. ومواقف المملكة العربية السعودية نفذت بإيمان وليست فقاعات وهمية المقصد منها أن يحققوا بهرجة إعلامية خالية من أي قيمة حقيقية.

إن الدبلوماسي العريق لم يعمد الى مبدأ غسل الأدمغة كما تدعي بعض العقول المغرضة ولكن اتبع الأسلوب الانسيابي الصريح الخالي من التعقيد، وذكره الأشخاص والأحداث بمسمياتها وتواريخها وذلك كي يضمن أن يفهمه الكبير والصغير، ويكون حجة على المعتدين وإن كنتم مشككين لأن هذا طبعكم بالتأكيد فسموه ذكر أن كل ما شاركنا به موثق ومسجل وغير قابل للتزييف.

بالرغم من صوته الهادئ وشخصيته الرصينة إلا أنني كنت أشعر بصرخة غضب مخفية كانت تنطلق من حنجرته يخاطب بها شباب اليوم أن استيقظوا من بحر الافتراءات ولا يغركم من يصدح بشعارات رنانة واهية لأناس بالكذب والنفاق تائهة وبرسم الأحلام والوعود الوهمية سائحة، فكثر من هم متخصصون بتلميع القصص الزائفة ونقل الحقائق بصورة مغايرة.. استيقظوا واحكموا لتعلموا ما يحدث وراء الجدران الإسمنتية الصامتة.

نعم سموك، فحضرتك «كفيت ووفيت»، فحديثكم الشيق ومواقفكم منهاج يدرس ونبراس يحتذى به في الظلمة العاتية. فما شاركتنا به وضح أموراً كانت عن أعين أهل الحق مخفية والتي ستبقى عند أهل الباطل غير مرئية.