قبل يومين من الاحتفاء بذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام تظاهر المئات من العراقيين في كربلاء ورددوا شعارات مناهضة لإيران. عناصر الأمن الموجودة هناك شنت هجوماً بالهراوات وعمدت إلى تفريقهم ومنعتهم من الدخول إلى الحرم، وهو ما أظهرته الصور وأفلام الفيديو التي تم تناقلها.

المتظاهرون الذين كانوا يسيرون قبل ذلك في موكب عزاء كانوا يرفعون صور الشباب من المتظاهرين الذين سقطوا قتلى على يد القوات الأمنية منذ انطلاق الاحتجاجات قبل عامين. وحسب الناشطين فإن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين بعد قيامهم بترديد أهازيج تندد بإيران وتدخلاتها في الشأن العراقي، وحسبهم أيضاً فإن الجماعات الموالية لإيران قاموا خلال الزيارة الأربعينية بتوزيع وحمل صور كثيرة لقاسم سليماني ومهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أمريكية مطلع العام الجاري.

المشهد وفر تناقضاً في تعامل قوات الأمن مع هؤلاء وأولئك، فقد قامت بحماية رافعي صور سليماني والمهندس وهاجمت رافعي صور الذين قضوا في الاحتجاجات ما أثار الكثير من الأسئلة.

لكن السؤال الذي صار لا مفر من طرحه هو عن التناقض الذي عاشته «المعارضة» البحرينية بعد حصول ذلك المشهد، حيث عمد أحد وجوهها إلى نشر تغريدة في حسابه على «تويتر» انتقد فيها المتظاهرين جاء فيها «فعل هؤلاء مدان ولا يجوز خلط المظاهر السياسية أو غيرها، وأي استغلال لهذه المناسبة بقصد دعائي أو غيره فهو يعد تخريباً ومساً بمشاعر الشيعة... ومن حق قوى الأمن أن تتخذ الإجراءات الرادعة وحماية الزيارة والزائرين»!

معنى ذلك أن «المعارضة» تؤمن بأن من حق قوى الأمن أن تتدخل وتتعامل بالكيفية التي تشاء مع المتظاهرين بما في ذلك استخدام العنف إن تبين لها أن هناك من يستغل المظاهر الدينية لخدمة السياسة ويمارس الدعاية والتخريب.

وهذا يكفي للرد على الاتهامات التي توجه لقوى الأمن في البحرين، فتحركها في السنوات الأخيرة لم يكن إلا لمنع استغلال المظاهر الدينية وخلطها بالسياسة.