في سعيها نحو توفير أرضية تلتقي عليها جميع الأطراف لدعم الاشتغال الثقافي في مملكة البحرين، التقت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار بوفد نيابي ترأسه سعادة النائب جمال داوود رئيس لجنة المرافق، وحضره سعادة النائب علي العرادي النائب الأول لرئيس مجلس النواب، وعدد آخر من النواب، وفريق عمل هيئة الثقافة والدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وذلك اليوم الاربعاء، في متحف البحرين الوطني، حيث تناول اللقاء أهم إنجازات مملكة البحرين على الصعيد الثقافي، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون ما بين المجلس وهيئة الثقافة من أجل الارتقاء بمكانة البحرين الثقافية والحضارية.وبهذه المناسبة، توجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالشكر إلى سعادة النواب، وذلك لتلبيتهم دعوة الثقافة، مشيرة إلى أن "هذا العام هو عام التراث يأتي بشعار "تراثنا ثراؤنا"، تأكيداً على أن الثقافة هي خط الدفاع الأول عن صورتنا أمام العالم، والتي تعبر عن البحرين التي تّتسع باتساع أحلام القائمين على صون ثقافتها وحضارتها".كما قدّمت معاليها ملخصّاً لأهم المشاريع التي أنجزها قطاع الثقافة، موضحة أن أهم البرامج جاءت تحت مشروع الاستثمار في الثقافة الذي بدأ بفكرة دعم القطاع الخاص للمشاريع، كان من أبرزها دعم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لإنشاء مسرح البحرين الوطني، ودعم بنك أركابيتا لإنشاء متحف موقع قلعة البحرين. وتطرقت معاليها أيضاً إلى مشروع إحياء المنطقة المحيطة بباب البحرين، حيث يهدف المشروع إلى إعادة البحر عبر استحداث بحيره مائية وإنشاء عدة مبان ثقافية منها مسرح مفتوح، متحف الطفل ومبنى لموافق السيارات، لتكون منطقة جذب سياحي وتعيد للمكان أهميته التاريخية.كما تحدثت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن أهمية مواقع التراث العالمي في جلب سياحة ثقافية، مشيرة إلى أن طريق اللؤلؤ ، الذي دخل قائمة التراث العالمي لليونيسكو عام 2012م، يؤهل البحرين لتكون وجهة للسياحة الثقافية التي تدعم الدخل الوطني للبحرين، موضحة أن البحرين حصلت على موافقة الصندوق الإسلامي للتنمية عام 2011 للحصول على قرض ميسّر لدعم استكمال مشروع طريق اللؤلؤ.وإضافة إلى التعريف بأهم إنجازات الثقافة السابقة، أشارت معالي الشيخة مي إلى أن مشروع مركز زوار مسجد الخميس الذي يتم إنجازه هذا العام بدعم من صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مؤكدة أن المركز سيشكل منطلقاً جديداً نحو اكتشاف إرث مملكة البحرين العريق.من جانب آخر، أوضح الدكتور منير بوشناقي أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، هو من أبرز إنجازات مملكة البحرين في مجال الحفاظ على التراث، مؤكداً أن المركز يرادف بأهميته مراكز التراث العالمية التابعة لليونيسكو في كل من الصين، أفريقيا، أميركا الجنوبية وأوروبا.كما أشار الدكتور بوشناقي إلى أن البحرين تحتوي على مقدرات كبيرة من تاريخ قديم وعريق يمكن أن يكون محط اهتمام الزوار للمملكة، وأردف أن طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث لليونسكو يعطي صورة إضافية عن أهمية البحرين وتاريخها ويزيد من عدد الزوار إلى المملكة كما هو الحال مع دول العالم الأخرى التي تسجل مواقعها على القائمة.بدوره أشاد سعادة النائب جمال داوود خلال اللقاء بالجهود التي تبذلها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من أجل تحقيق إنجازات كبيرة للبحرين في مجال الثقافة، مؤكداً أن النواب يدعمون كل ما يمكنه إبراز ثقافة وحضارة البحرين.من جانبه قال سعادة النائب علي العرادي ان المجلس سيكمل مشوار دعم الثقافة وصناعة توأمة بينها وبين السياحة.وبعد لقائهم، قام الحضور بجولة في الأماكن الثقافية المحيطة بالمتحف الوطني، حيث استقلوا القوارب متجهين إلى مركز زوار قلعة بوماهر الذي ينطلق منه مشروع طريق اللؤلؤ نحو قلب مدينة المحرّق.وقد أبدى النواب إعجابهم بالمشروع كاملاً لكونه يؤرخ لحقبة تاريخية وحضارية هامة في البحرين.كما قام وفد مجلس النواب بالاطلاع على معرض "النساء الأمازيغيات في المغرب"، والذي يقام في متحف البحرين الوطني بالتعاون مع مؤسسة بيير بيرجيه – إيف سان لوران الفرنسية ومتحف ماجوريل في مراكش.